رياضيـــون: الأبطال لم يقصّروا .. والخلل في «الإدارة»

  الرياضيون الثمانية بذلوا قصارى جهدهم وفشلوا في تحقيق  طموحاتهم الأولمبية.  أ.ف.ب - رويترز - أ.ب

 

أكَّد رياضيون ومشجعون تابعوا مشاركة الرياضة الإماراتية في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في بكين أن «الأبطال الثمانية الذين مثلوا الدولة في التظاهرة العالمية الكبيرة لم يقصروا رغم عدم تمكن أي منهم من الصعود على منصات التتويج، أو حتى الوصول الى الأدوار النهائية للألعاب التي شاركوا فيها».

 

ولم يحقق رياضيو الدولة النتائج التي توقعوا تحقيقها في الأولمبياد، حيث خرج الشيخ أحمد بن حشر والشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم من منافسات الرماية، وسمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم من مسابقة التايكواندو، والشيخة لطيفة آل مكتوم من فروسية القفز على الحواجز، وسعيد القبيسي من نزالات الجودو، وعبيد الجسمي من السباحة، وعادل عبدالغفار من مسابقة القوارب الشراعية، والعداء عمر السالفة من فعاليات ألعاب القوى.

 

وقالوا إن «الرياضيين الثمانية بذلوا جهدهم في الحصول على نتائج ترضي طموح الشارع الرياضي، غير أنهم اصطدموا بعوامل كثيرة أبرزها فارق الخبرة والمستويات مقارنة بالمنافسين».

وأوضحوا أن «مسؤولية خروج الرياضة الإماراتية من بكين بنتائج متواضعة تقع على عاتق المسؤولين عن الرياضة في الدولة، إذ أطلقوا تصريحات قوية قبل انطلاق الأولمبياد أكدوا فيها أن الرياضة الإماراتية سوف تعود من بكين بعدد من الميداليات، إضافة الى تأكيدهم المستمر على أن أعضاء الوفد الإماراتي المشاركين في الحدث العالمي الكبير استعدوا جيداً قبل انطلاقه بوقت كاف وأنهم جاهزون تماماً للوصول الى منصات التتويج».

 

وطالب الرياضيون «بوضع خطط استراتيجية يقوم بتطبيقها المسؤولون في الاتحادات ولا يتم تغييرها عند تغيير مجالس الإدارات، والابتعاد عن المجاملات في اختيار أعضاء مجالس إدارات الاتحادات والأندية حتى تكون الكفاءة وحدها هي معيار انضمام الإداريين الى الأندية والاتحادات».

 

دور الهيئات والمؤسسات

قال قائد المنتخب الوطني السابق محلل كرة القدم في شبكة «شوتايم»، عبدالرحمن محمد، إن «الأبطال الثمانية الذين مثلوا الدولة في أولمبياد بكين لم يقصروا وقدموا كل ما يملكون، وتصريح البطل الأولمبي الشيخ احمد بن حشر آل مكتوم الأخير الذي قال فيه: «عملنا كل ما قدرنا عليه»، يؤكد بوضوح ان احداً لم يقصر، لكن الهيئات والمؤسسات الرياضية لم تساعد ابطالنا بالقدر الكافي ولم توفر لهم المناخ المناسب للمنافسة».

 

وتساءل عبدالرحمن: «ماذا يفعل ابطالنا والرياضة الإماراتية تسير في ظل غياب واضح لاستراتيجية رياضية ينفذها القائمون على الاتحادات والأندية بغض النظر عن بقاء او تغيير مجالس الإدارات؟ لان هذه الاستراتيجية سوف تضمن استمرار التخطيط العلمي وعدم التأثر برحيل مجلس او قدوم آخر، وهو الامر الذي سيضمن تقدم رياضتنا وقدرتنا على المنافسة على البطولات والميداليات».

 

وأضاف أن «استمرار المجاملات في اختيار أعضاء المجالس في الاتحادات والأندية سوف يقلص من فرص توفير مناخ رياضي سليم يساعد الابطال الرياضيين على التميز والتفوق والفوز على اقوى ابطال العالم».

 

وتابع «الرياضة الإماراتية تعاني من غياب التخطيط طويل المدى وعدم الاهتمام الكافي بالألعاب الفردية، والإنجازات التي حققها الرياضيون في السنوات الماضية تحققت بفضل مجهود فردي من اصحاب هذه الانجازات وليس نتاج عمل جماعي وخطط علمية مدروسة».

 

غياب التخطيط

من جانبه، قال عضو ادارة اتحاد كرة السلة رئيس لجنة النشاط الرياضي بنادي النصر، ضرار بالهول، إن «الإخفاق في أولمبياد بكين يقف وراءه غياب التخطيط العلمي لاعداد بطل اولمبي، إضافة الى الاستعداد المتأخر لهذه التظاهرة الرياضية الاكبر على مستوى العالم».

 

وأوضح أن «وجود العديد من الأسباب وراء الإخفاق على المستوى العربي بأكمله والاسباب وراء ذلك لا تكمن في اللاعبين، بل في التخطيط وأسلوب التعامل مع اللعبة، سواء على مستوى الإعداد أو المشاركة في البطولات، فالتخطيط السليم لإعداد بطل أولمبي مفقود تماماً في الوطن العربي، إذ إن هناك تخبطاً دائماً بين المسؤولين عن الرياضة والدليل على ذلك الإعداد للمشاركة تم قبل شهرين أو ثلاثة أشهر فقط من المشاركة في الدورة الأولمبية الحالية، في حين أن الصين كانت تعد فرقها ولاعبيها منذ ما لا يقل عن أربع سنوات».

 

وأشار ضرار بالهول الى ان تحقيق ميداليات أولمبية والوقوف على منصات التتويج في المسابقات الرياضية العالمية يتطلب وجود تخطيط سليم وتعاون بين جميع الهيئات والمؤسسات الرياضية، اضافة الى عدم التسرع في الفوز بميدالية اولمبية لان صناعة البطل تحتاج الى وقت طويل ومثابرة ومجهود جماعي كبير ومستمر لفترات طويلة.

 

وتابع «إذا أردنا معالجة تلك السلبيات والوصول إلى الطريق السليم لتحقيق الانجازات بشكل يضمن المنافسة في البطولات والدورات القادمة، فإن الحل هو التخطيط السليم والتعاون الجاد بين جميع الهيئات والمؤسسات الرياضية وفي مقدمتها الهيئة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، إضافة إلى عدم التسرع والمطالبة بالنتائج في فترة زمنية قصيرة؛ لأن إعداد البطل يحتاج إلى وقت طويل، مع ضرورة توسيع قاعدة المنافسة بمساعدة وسائل الإعلام التي يمكنها بث حب اللعبة في نفوس الجميع».

 

واختتم أن «الجميع مشارك في الإخفاق ولكن التصحيح أهم من الوقوف عند الخطأ؛ لان البكاء على اللبن المسكوب لن يفيد والاعلان عن خطوات الإصلاح كفيل بعودة التفاؤل من جديد خصوصاً لو كانت هذه الخطوات قائمة على أسلوب علمي وتخطيط جيد».
 

الجمهور: لا تقسوا على رياضيينا

طالب عدد من الجمهور الإعلام الرياضي بعدم القسوة على اللاعبين الإماراتيين الذين شاركوا في الاولمبياد.

 

وقال المشجع محمد فارس إن «الوفد الإماراتي لم يكن وحده الذي خيب الامال وإن غالبية الرياضيين العرب الذين شاركوا في الاولمبياد لم يحققوا أي نتائج طيبة، بل ان الكثير منهم لم يتمكن من تقديم المستوى الذي كان عليه قبل انطلاق الاولمبياد».

 

وأكد ناصر المري ان «الأولمبياد كشف الواقع المرير الذي تمر به الرياضة الإماراتية والعربية، والمطلوب دراسة اسباب الإخفاق ووضع حلول علمية لها، اضافة الى توفير دعم كبير وميزانية تمكن الابطال من خوض معسكرات جيدة والمشاركة في البطولات العالمية والتعاقد مع اجهزة فنية على مستوى كبير».

 

ووصف جمعة الكعبي نتائج الوفد الإماراتي في اولمبياد بكين بـ«المفاجأة غير السارة»، وقال: «لقد خيبوا آمالنا حيث كنا نستيقظ من النوم كل يوم ونسارع الى  مشاهدة التلفزيون للاطمئنان وانتظار اخبار سارة، لكن كل الاخبار التي كانت تصل الينا لم تكن سارة، حيث شاهدنا على مدى اسبوعين نتائج مخيبة للآمال لابطالنا وبقية الابطال العرب».
تويتر