اليوم.. فلسطين تستعيد ابنها

شموع في عمّان حداداً على الراحل الكبير

 

أضاء العشرات من الأردنيين في وسط العاصمة عمّان، مساء اول من أمس، الشموع للشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي تبنى القضية الفلسطينية في قصائده.

 

وامام «مسرح البلد»، حيث قرأ درويش من شعره ووقّع كتبه لمعجبيه، التي كان اخرها ديوان «أثر الفراشة» في فبراير الماضي، تجمع عشرات الشباب الذين نشأوا على كتابات الشاعر الفلسطيني الذي ظل يذكرهم بفلسطين وأمنيتهم بالعودة اليها يوماً ما.

 

وقالت الطالبة ريمة درويش «كانت وفاته صدمة كبيرة بالنسبة لي، قدم لنا وللوطن الكثير. حدد شعره طابع حياتي وبين لي أهدافي، وكان شعره يعطيني دفعة لكل شيء، خصوصاً بالنسبة للمطالبة بحقنا في استرجاع الوطن».

 

وتوفي درويش السبت الماضي عقب جراحة في القلب في مستشفى في ولاية تكساس الأميركية. حيث سيشيع جثمانه اليوم، ليدفن في رام الله، في جنازة رسمية يرجح أن تكون الأكبر منذ جنازة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام .2004

 

وقال سلام سمحان، الشاعر والمحرر الثقافي في صحيفة «العرب اليوم» الأردنية، ان درويش خرج من صلب المأساة الفلسطينية ومن صلب الدمار الفلسطيني، وكذلك سوف ينجب الشعب ان لم يكن مثل محمود درويش فربما امثال محمود درويش، لأن هذا الشعب قادر على العطاء وعلى انجاب أمثال هذا الشاعر، وكان درويش هو من كتب الخطاب الشهير الذي ألقاه عرفات في الأمم المتحدة عام 1974، الذي جاء فيه «اليوم أتيت الى هنا حاملاً غصن الزيتون بيد وبندقية المقاتل من اجل الحرية في الأخرى. فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي».

 

وتُرجم العديد من دواوين درويش الى العبرية، لكن رسالته الوطنية حظرت في الدولة العبرية، كما ألغيت سريعاً خطة في عام 2000 لتدريس أشعاره في المدارس الإسرائيلية. وقالت منال سمير «بالنسبة لي كفلسطينية تربّت خارج فلسطين، ومنذ ان كنا صغاراً وإلى الأبد؛ محمود درويش هو حلقة الوصل بيننا وبين فلسطين» وأضافت «كانت وفاته خسارة كبيرة، كان يحمل القضية الفلسطينية ويتحدث باسمنا عن السلام والمحبة».  ُ

 

 محمودُ نَــمْ

 شعر: إبراهيم محمد إبراهيم

  ما مات من ألقى قصيدتَهُ وماتْ.

ما مات من قال: اصعدوا روحي جِهاراً

واهبِطوا سرّاً عصِيّ الفهمِ،

أو فهماً عصِيّ السِرّ،

تعرفُهُ وتُنكِرُهُ الجِهاتْ.

 ما ماتَ من طاف البلادَ بموتِهِ مُتأنّقاً..

ومُبشِّراً بحياتِهِ بعد المماتْ.

 ما ماتَ من دفنوهُ صَدراً مُفعماً بالبوحِ،

قالَ ولمْ يقُلْ إلا القليل ..

وما تبقى،

سوف تَتلوهُ على فِلذاتِ أكبادِ الحياةِ

شفاهُ بعضِ الأمّهاتْ.

محمودُ نَمْ ..

 يا أيها الطفل الشقيلا

أرِحْ يديكَ من القَلمْ.

 كم كُنتَ تهوى الرّملَ..

 ها أنت أقربُ ما يكونُ إليهِ،

فليحضُنْكَ،

ولتحضُنْهُ ..

  علَّ شُجيرةً بالحب تنمو فوق قبرِكَ،

تطرحُ الزيتون والرّمانَ من هذا الألم.

تويتر