هاني شاكر: الفضائيات الغنائية أفـسدت الإنتاج الفني

شاكر: هيفاء وهبي من أذكى   الفنانات. 
 
 نفى الفنان هاني شاكر ما نشر عنه من اتهامات للإنتاج الخليجي بإفساد صناعة الأغنية العربية، موضحاً أن اتهاماته انصبّت على منتجي أغنيات الفيديو كليب وأصحاب القنوات الغنائية الذين أفسدوا الإنتاج الفني في العالم العربي وأثروا في حالة الغناء، محذراً من «حالة تشبع» أصابت الجمهور حالياً نتيجة حشو القنوات الغنائية أذن المستمع بكل ما هو سيئ وفاشل على مدار 24 ساعة يومياً، وتقديمها أغنيات «لا تتضمن سوى فتيات يتلوين وكلام فارغ وأصوات فاشلة، ما يجعل الجيل الحالي من الأطفال غير قادر على الحكم على ما هو جيد وطربي».

واعتبر شاكر في حوار مع «الإمارات اليوم» ان هذا الوضع ليس له حل فعلياً طالما ان أصحاب هذه المحطات لا يسعون إلا وراء المكسب المادي واستثارة الشباب للإقبال أكثر على إرسال الرسائل النصية، معرباً عن أمله في أن ينجح ميثاق الشرف الإعلامي الذي تم وضعه أخيراً في إيجاد حل لها لحماية أبنائنا والأسرة العربية بعاداتها وتقاليدها، رغم انه إلى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء لإغلاق قناة واحدة من هذه القنوات، التي تعدّ شبابيك للعري والدعارة، كوسيلة لتخويف وإنذار القنوات الأخرى. 
ودعا رجال الأعمال العرب من الشرفاء للعمل سوياً من أجل إطلاق قنوات فضائية محترمة تعيد الاعتبار للطرب والفن الأصيل، وتعمل على إذاعة أغنيات الفنانين الجادين، التي تضيع وسط زحام الأغنيات الهابطة التي تقدمها القنوات الغنائية الأخرى.

جائزة مشبوهة
ووصف شاكر جائزة «ميوزيك أوورد» بالمشبوهة وان الجميع بات يعرف انها تمنح لمن يدفع أكثر، خصوصاً أن الوطن العربي يفتقد معايير ومنظومة محكمة موثوقاً بها لتحديد نسب توزيع الألبومات الغنائية، على عكس السوق الغربي، مشيراً إلى أن بعض الفنانين، مثل عمرو دياب، ليسوا في حاجة لمثل هذه الجائزة لتقييمهم او تحديد مكانتهم على الساحة الغنائية ولدى الجمهور، «فيكفي عمرو نجاحه في الاستمرار على الساحة 25 سنة وأكثر، وهو يعتبر مثالاً للذكاءين الفني والاجتماعي، ويكفيه فنه وذكاؤه، ومن الأفضل ان يتجه بعض الفنانين الذين يدفعون مبالغ طائلة للحصول على هذه الجائزة لإنفاق هذه المبالغ في مشروع خيري لخدمة المرضى او الأطفال في المجتمع». 

كما هاجم شاكر مصطلح «المطرب الشبابي» وغيره من التسميات التي تحمل تصنيف «للفن والفنان»، قائلا «هذه التصنيفات تعد من الكوارث الفنية التي نشهدها في هذا الزمن والتي لم يكن لها أي وجود في الجيل السابق، وكان الفنان يقدم كل الأغنيات من دون تصنيف، فالفن ليس له سن أو وطن أو طبقة معينة».

وعن الأصوات التي يستمع إليها وتعجبه قال «هناك العديد من الأسماء التي تتمتع بموهبة حقيقية وتقدم فن رفيع مثل كاظم الساهر وأصالة ولطيفة وأنغام وغادة رجب ومدحت صالح وعلي الحجار ومحمد منير، ومن الشباب أستمع إلى تامر حسني ومحمد حماقي وأحب أغنياتهما وصوتيهما، أما عمرو دياب فهناك أغنيات جيدة وجميلة جداً له مثل أغنيته الأخيرة «الليلة دي» التي أعتبرها من أفضل الأغنيات الحديثة، ولكن ليست كل أغنياته، ربما لأن اللون العصري جدا الذي يقدمه لا يستهويني، وبشكل عام أحرص بقدر ما أستطيع على متابعة ما يقدمه مختلف الفنانين».

«ألبوم صور»
وأوضح هاني شاكر انه يستعد حالياً لإصدار ألبوم غنائي جديد، حيث قام بتصوير ثلاث أغنيات بالفعل، كما سيقوم قريباً بتسجيل ثلاث أغنيات أخرى، مشيراً إلى ان الألبوم الذي يتوقع صدوره، عقب شهر رمضان المقبل، يواصل فيه الابتعاد عن الأغاني الدرامية التي قدمها في فترات سابقة، ليقدم أشكالاً موسيقية جديدة لم يقدمها من قبل، قائلا «في البداية كنت أستغرب نفسي في هذه الأشكال، ولكن بعد ذلك وجدت أدائي لها مناسباً وجيداً وشعرت بأنني «شاب جداً»، فالتجديد مطلوب دائماً». كما أوضح انه تعاون في الألبوم الذي يضمن ما بين 8 و10 أغنيات مع عدد من الشعراء من بينهم بهاء الدين محمد وأحمد شتا وهاني الصغير، ومن الملحنين صلاح الشرنوبي، الذي لم يتعاون معه منذ فترة، ووليد سعد وخالد جنيدي إلى جانب ملحن جديد هو وليد منير، لافتاً إلى ان تعاونه مع ملحنين او شعراء شباب لا يصيبه بالقلق أو الخوف، بل يمثل نصراً كبيراً في رأيه، «فالاسم المعروف ليس هو الأساس، لكن المهم ما يقدمه الفنان أو المبدع».

وكشف شاكر انه قام أخيراً في لبنان بتصوير أغنية «ألبوم صور» فيديو كليب من الألبوم الجديد، من إخراج وليد ناصيف، وهي الأغنية التي تعاون فيها لأول مرة مع الدكتور نبيل خلف الذي تعاون معه أيضا في  مجموعة من الأدعية الدينية التي ستذاع خلال رمضان المقبل من ألحان وليد سعد.
وعن عودته للتعاون مع المنتج محسن جابر في الألبوم الجديد بعد فترة من الانفصال والخلاف قال «محسن مثل أخي، وحتى في فترة خلافاتنا لم نخسر بعضنا، فالخلاف لا يعني العداوة والخصام، وقد اعتدت في حياتي الإنسانية ان أحب واحترم الجميع خصوصا الذين أعمل معهم». مشيراً إلى أن الخلافات تعود إلى عام 2004 بسبب ضعف الدعاية التي قام بها جابر لألبوم شاكر خارج مصر، نظراً لانشغال المنتج بالتوسع في شركته في تلك الفترة، معرباً عن أمله ان يجد الألبوم الجديد الدعاية والاهتمام اللازمين عند طرحه.

وضع سيئ
ووصف شاكر حال سوق الكاسيت في مصر والعالم العربي «بالسيئ»، خصوصاً في السنوات الأخيرة، مرجعاً ذلك إلى انتشار ظاهرة نشر الأغاني والألبومات الجديدة على شبكة الانترنت بمجرد صدورها، وأحياناً قبل طرحها في الأسواق، هو ما سيتسبب في القضاء على البقية الباقية من الفن المحترم على الساحة، وتساءل «طالما ان هناك مواقع متخصصة في سرقة الأعمال الفنية ونشرها على الانترنت، وجميعنا نعرفها ونعرف المسؤولين عنها، فلماذا لا يتم توقيف هؤلاء  ومساءلتهم عن هذه السرقات، وعن تعمدهم استخدام الوجه القبيح للتكنولوجيا الحديثة؟». من ناحية اخرى عزا هاني شاكر تراجع الأغنية الوطنية في الدول العربية إلى قلة الأحداث والمناسبات الوطنية التي تستدعي التغني بها، إلى جانب ان الأصوات الجديدة الموجودة على الساحة حالياً غير قادرة على تقديم أغنيات وطنية أو دينية بأصوات ومشاعر صادقة حتى تصل إلى الناس، ولكنها رغم ذلك ستظل باقية ولن تموت ولها مكانتها، لافتاً إلى فوز أغنيته «بلد الأمان» التي قدمها في عيد الشرطة المصرية، من كلمات مصطفى مرسي وألحان وليد سعد، اخيراً، بجائزة أفضل فيديو كليب في مهرجان الغردقة. 

ونفى ما تردد عن ان الدويتو الأخير الذي قدمه مع الفنانة شيرين كان وسيلة لتصفية الخلافات التي كانت بين شيرين من ناحية ونصر محروس ونقابة الموسيقيين، وعلى رأسها حسن أبوالسعود من ناحية أخرى، مؤكداً أن الأمر تم بالصدفة، «حيث عرض علي الملحن محمد ضياء الأغنية خلال وجودي معه، فغنيتها بصوتي، ثم اكتشفت ان شيرين قامت بتسجيل الأغنية من قبل بصوتها على ان تقدمها في ألبومها ثم تراجعت عن ذلك، وسمعت الأغنية بصوتها فأعجبتني جداً، ومن هنا اقترح ضياء ان نقدم الأغنية دويتو»، مشيراً إلى سعادته بالصورة التي ظهرت بها الأغنية والنجاح الذي حققته، كما نجحت في تصفية الخلافات بين شيرين ومحروس وأبوالسعود.
 
وكشف شاكر عن اتجاهه في الفترة المقبلة لمجال التمثيل من خلال مسلسل تليفزيوني من إنتاج قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري، ولكن لم يتم الاستقرار على السيناريو حتى الآن، معتبراً أن السينما الاستعراضية لم تعد لها فرص كافية للوجود في الوقت الحالي نتيجة لحاجتها لميزانيات إنتاج ضخمة، خصوصاً أن السينما حالياً لا تعيش أزهى عصورها، بعد ان أصبح أي شخص يلقي بعض النكات والتعليقات المضحكة، يمكنه ان يصبح نجماً، مضيفاً «في حال اتجهت لتقديم عمل سينمائي فغالباً لن يكون فيلماً استعراضياً، لكنه سيجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية وقد يتضمن بعض الأغنيات»، وعن اتجاه بعض الفنانين لتقديم برامج تلفزيونية في مختلف الفضائيات اكد انه لن يتجه لهذا المجال إلا في حالة تقديم برنامج لاكتشاف الأصوات الشابة.

وحول علاقته بالفنانة هيفاء وهبي قال شاكر ان علاقته على المستوى الانساني جيدة مع الجميع، وان هيفاء وهبي جاملته بالحضور والغناء في عرس ابنته دينا، مشيراً إلى انه يعتبرها من اذكى الفنانات حالياً حيث تعرف جيداً حدودها الفنية، وما يرغب فيه الجمهور، ولديها ذكاء خاص في اختيار ما تقدمه من اغنيات.  
 
أريف إن ستايل
عبّر الفنان هاني شاكر عن اعتزازه بمشاركته في برنامج «اريف ان ستايل» الذي يهدف للترويج السياحي لإمارة دبي، مؤكداً على سعادته بالمشاركة في الترويج السياحي لدبي والإمارات بشكل عام «فهي بلد جميل وعزيز على كل المصريين، كما انها تستحق ان تأخذ مكانة متميزة على الخريطة السياحية لما تشهده من نهضة وتطور سريع وكبير».  
 
تويتر