5000 قطعة في متحف الشارقة الإسلامي

جانب من المعروضات الإسلامية. تصوير: شاندرا بالان



يعد متحف الشارقة للحضارة الإسلامية الأول من نوعه في الإمارات، ويقع في قلب الشارقة التاريخية في منطقة المجرة. وقد تجاوز عدد محتوياته أكثر من 5000 قطعة من جميع أرجاء العالم الإسلامي، مرتبة بحسب موضوعاتها في سبعة أروقة فسيحة ومساحات عرض. 

 

في الطابق الأرضي وإلى الجانب الأيمن من ردهة الاستقبال، يتناول رواق العقيدة الإسلامية أركان الإسلام الخمسة وقواعد العقيدة الرئيسة، وتضم المعروضات البارزة فيه مصحفاً ومخطوطات إسلامية أخرى ونماذج معمارية وسلسلة من الصور التاريخية للحج في مكة المكرمة، أما القطعة البارزة في هذا الرواق فهي غطاء الكعبة المشرفة المعروف بالستارة.

 

وتحفل قاعة العلوم والمخترعات بالإنجازات البارزة للعلماء من معظم أرجاء العالم الإسلامي وإسهاماتهم في مختلف العلوم، مثل الفلك والطب والجغرافيا والعلوم الطبيعية والعمارة. وتحوي القاعة أيضاً أدوات علمية، وجُمعت النماذج العاملة والتفاعلية لا لمنح الزائر فرصة دراسة هذه الأدوات فحسب، بل ولتجريبها أيضاً. 

 

إلى اليسار من ردهة الاستقبال، يتسع المجال للزوار للتعرف إلى المسكوكات الإسلامية المعروضة في سلسلة من الخزانات البارزة على طول مركز القاعة الرئيسة، من بينها العملات المسكوكة خلال حكم الخلفاء الأمويين في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي). وتبرز المسكوكات معلومات تاريخية، الى جانب  تطور الخط العربي وإنجازات العلوم.

 

الطابق الأول
الطابق الأول من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مخصص للفن الإسلامي، ويضم أربع صالات عرض تدعو الزائر إلى جولة من الاستكشاف تبدأ من مطلع الإسلام إلى الأوقات المعاصرة، من خلال عرض مسموع ومرئي، وتظهر الصور إنجازات الفنانين والخطاطين. 


وفي هذا الطابق خصصت الصالة الأولى للقرون الأولى من الفن الإسلامي، وتعرض اعمال الخزف والأعمال المعدنية والزجاج والفنون الصغيرة التي ظهرت في العالم الإسلامي بين القرنين الأول  والسابع الهجريين. ومن المنظور السياسي شهدت هذه الفترة توسع الدولة الإسلامية من ميلادها في شبه الجزيرة العربية إلى أطرافها على سواحل المحيط الأطلسي للبرتغال غرباً وأطراف الصين شرقاً.

 

 وقام الفن الإسلامي الأول على نماذج فنية إغريقية وفارسية سابقة، ولكن سرعان ما تطور إلى فن بنمط جديد يعكس الروح العربية الإسلامية. وأدى النمط الجديد إلى الشغف بالخط العربي والزخرفة التفصيلية والتجريد.

 

وتعرض الصالة الثانية قطعاً إسلامية صنعت في القرن الثامن الهجري إلى أواخر القرن الثالث عشر الهجري، ومنها قطع من الفترة التالية للغزو المغولي للأراضي الإسلامية الشرقية. وهي تعتبر من أبرز المعروضات، حيث يوجد رداء حريري مغولي يعود إلى القرن الثامن الهجري (القرن الرابع عشر الميلادي). اضافة الى قطع معدنية وخزفيات تعود إلى عهد المماليك والصفويين والعثمانيين.

 

في حين خصصت الصالتان الثالثة والرابعة لأنشطة الحرفيين المسلمين وصانعي الأسلحة على مدار القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين. وقد ازدادت لاحقاً حركة التبادل الفني بين العالم الإسلامي وأوروبا، وقد برهنت كثير من القطع الفنية على نجاح الجمع بين الشرق والغرب. فالفن الإسلامي اليوم بارز جداً، ويمثل جزءاً من رصيد تراثنا. 

 

مقهى 
لا تكتمل زيارة متحف الشارقة للفنون والثقافة الإسلامية من دون التوقف في مقهى في الطابق الثاني تحت قبة المتحف الفخمة. اذ يمكن الجلوس في المقهى وتأمل المشهد الفسيفسائي المركب لسماء الليل القاتمة وإشاراتها البروجية. وتحظى القباب بتاريخ طويل في العمارة الإسلامية، حتى في أوائل عهد الإسلام، فقد كان سطح القباب الداخلي للقصور والبيوت يُزيّن بخرائط سماوية.

 

قبة الفسيفساء 



يقع مبنى المتحف في سوق المجرة، ويطل على خور الشارقة. وعند الحديث عن مخططه الأرضي وزخارفه، يعتبر سوق المجرة الأول من نوعه في منطقة الخليج، الحاوي لعناصر التصميم التقليدية والعربية الإسلامية. ومن أبرز معالمه القبة المركزية الفخمة الذهبية اللون من الخارج، والمزينة من الداخل برسوم الفسيفساء المركبة، والتي تظهر سماء الليل وبروجها.       

 

تويتر