«تل الأبرق» الأثري يعاني الإهمال

«تل الأبرق» من أكبر المواقع الأثرية في الدولة وأقدمها.تصوير: مصطفى قاسمي 

يواجه موقع «تل الأبرق» الأثري، الذي يتوسط إمارتي الشارقة وأم القيوين، إهمالاً لافتاً، وفقاً لمواطنين قالوا: «إن الموقع أصبح مكاناً لجلسات الشباب الذين يتركون خلفهم النفايات، ويعبثون بمحتوياته، في صورة مغايرة لما يجري في المواقع الأثرية التابعة لأي من الإمارتين، إذ تلقى اهتماماً شديداً من الجهات المسؤولة». 

 

وفي الوقت الذي عزا فيه مواطنون الإهمال بموقع «تل الأبرق» إلى كونـه حـدودياً، ولم تحـدّد ملكيته لأي من الإمارتين، أكد مسؤولون في كل من متحف أم القيوين، ودائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أن مساعي تُبذل للتنسيق بينهما بهدف الحفاظ على الموقع الأثري. ويُعد «تل الأبرق» من أكبر المواقع الأثرية في الدولة، إذ يعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد، إذ عاصر حضارة أم النار في أبوظبي. واكتشفت بعثة أثرية عراقية الموقع في عام 1973، وأُعيد اكتشافه والتنقيب فيه بشكل أوسع عام 1998 على يد بعثة أثرية أسترالية.

 

وقد استمرت التنقيبات فيه لثلاثة مواسم، وتم الكشف عن بناء دائري لقلعة كبيرة على شكل مدرجات مبنية من الأحجار البحرية، إضافة إلى مجموعة من البرونزيات والفخاريات واللقى الأثرية. 


كما عثر علماء آثار أستراليون على قبر يضم هيكلاً عظمياً كاملاً لفتاة تبلغ من العمر 18 سنة، عظامها مشوّهة جرّاء إصابتها بشلل الأطفال. 

 

ووفقاً لناصر حميد، وهو من سكان الشارقة، فإن الموقع أصبح مكاناً لسهرات الشباب التي تمتد ساعات عدة، خصوصاً في الليل، مشيراً إلى أن المواقع الأثرية في كل من الإمارتين تلقى اهتماماً كبيراً، على الرغم من أن بعضها أقل أهمية بكثير من موقع «تل الأبرق». 

 

وأشار خالد مصبح، وهو من سكان أم القيوين، إلى أن المواقع الأثرية في العادة تتوافر على خدمات متكاملة، ومحاطة بأسوار ومظلات للحماية، إلى جانب توفير المعلومات واللوحات الإرشادية، معرباً عن أسفه لأن هذا الإهمال لموقع «تل الأبرق» جاء نتيجة عدم تحديد ملكيته.

 
وأقرت مديرة متحف أم القيوين والمسؤولة عن المواقع الأثرية في الإمارة، علياء محمد الغفلي، في حديث لـ«الإمارات اليوم» بأن موقع «تل الأبرق» لا يلقى الاهتمام الذي تلقاه بقية المواقع الأثرية التابعة لأم القيوين، مشيرة إلى أن «تل الأبرق» موقع مشترك بين الشارقة وأم القيوين، وتابعت: «لن نتمكن من القيام بأي خطوات إلا بعد الاتفاق مع إدارة الآثار في الشارقة على ذلك، وانتظار عودة البعثة الأسترالية برئاسة الدكتور دان بوتس».

 

لكن الغفلي نفت أن يكون موقع «تل الأبرق» يتعرض للإهمال من ناحية النظافة، وقالت: «إنه يُعامل معاملة تل الأثري، وجزيرة عقاب، إذ تخضع هذه المواقع للنظافة أسبوعياً من قِبل البلدية»، مشيرة في هذا الصدد إلى أن منطقة «تل الأبرق» كانت محاطة بالأشجار والأشواك، ما صعّب مهمة الوصول إليها، فأزالتها البلدية. 


إلى ذلك، قال خبير الآثار في إدارة الآثار التابعة لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، الدكتور صباح عبود جاسم، إلى أن الإدارة تنسق مع إدارة متحف أم القيوين في الإشراف على موقع «تل الأبرق» المشترك، وفق تصور خاص بغرض حماية الآثار المكتشفة في الموقع.


وكانت «الإمارات اليوم» انتقلت إلى الموقع الأثري، الذي يقع بين الشارقة وأم القيوين على الطريق المؤدي لإمارة الفجيرة وفلج المعلا، إذ تميّزه شارة حدودية موضوعة على قمة التل، الواقع على بُعد نحو 50 متراً عن الشارع العام، في منطقة تهبّ عليها الرمال الصحراوية من جميع الاتجاهات، ويطوّقها سياج وبوابة مغلقة بواسطة سلك حديدي يسهل فكّه. 

 

وأمام التل توجد لوحة إرشادية كتب عليها حكومة الشارقة دائرة الآثار، الموقع الأثري «تل الأبرق». وتوجد حفر كبيرة مملوءة بقطع من الأخشاب، وعلب لمشروبات كحولية وغازية ملقاة على حدود الموقع، إضافة إلى أوراق وأكياس بلاستيكية.

 

تويتر