سكان في عجمان: نعيش منذ 40 يوماً من دون مياه

المستأجرون اضطروا للاستعانة بالصهاريج لجلب المياه.  تصوير: شاندرا بالان

 
تساءل سكان بناية في المنطقة الصناعية في عجمان عن مبررات انقطاع المياه عن بنايتهم منذ أكثر من 40 يوماً، مؤكدين أن «24 أسرة تسكن البناية تعيش في عذاب، لأنها الوحيدة في المنطقة التي انقطعت عنها المياه، من دون معرفة الأسباب».  وأضافوا «حاولنا التواصل مع الجهة المالكة، لمعرفة الأسباب، لكنهم لم يسمعوا أصواتنا، واعتبروا المشكلة من طرف البلدية والهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، ولا دخل لهم بهذا الشأن». 

فيما قال مدير شؤون الملاك في شركة ديار العقارية المالكة للبناية، علي شغروف «إننا لم نقطع المياه عن البناية، ولذا طالبنا البلدية مرات عدة بحل المشكلة، وبعثنا  رسالة للمسؤولين في البلدية يوم الثامن من يوليو الجاري، تشير إلى انقطاع المياه عن البناية». وأضاف «بعد الكشف والمعاينة من قبل قسم الصيانة والفنيين  في البلدية تبين أن الأمر سيحل في حال تم تغيير المضخات واستبدالها بمضخات أكبر، إضافة لتغيير محول المياه، وبالفعل غيرنا المضخات والمحول، لكن المشكلة مازالت مستمرة، وحالياً تعاني البناية من ضعف في عملية ضخ المياه».

ولفت شغروف إلى أن «الشركة مالكة البناية حاولت منذ بداية المشكلة أن تساعد المستأجرين، حيث عملنا على توفير مياه لهم، لكن الأمر طال، ولا يمكن أن تتحمل الشركة هذه الأعباء».

وأكد مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء بالوكالة، محمد محمد صالح، أن «الهيئة تقوم حالياً بمد خط إضافي لتوصيل المياه إلى البناية، لتفادي أية مشكلات قد تطرأ في المستقبل». وفي التفاصيل، شكا حاتم مرسي أحد سكان البناية لـ «الإمارات اليوم»: «مضى نحو 40 يوماً ونحن بلا مياه، وإن وصلت تكون ضعيفة جداً لدرجة لا يمكن أن تصل إلى خزانات البناية الموجودة على السطح».   وتساءل «متى ستحل المشكلة؟ ألا يكفي شهر وعشرة أيام من المعاناة؟  صدقوني الآن نفكر في الانتقال إلى مكان آخر بسبب انقطاع المياه، فهل هذا ما يريده المالك والبلدية؟ لماذا كل هذا التعقيد، ولماذا لا تحل المشكلة، هل يعقل أن نعيش في الصيف بلا مياه؟». 

ولفت إلى أنه «حتى المياه التي نجلبها بواسطة الصهاريج وندفع ثمنها من جيوبنا، لا نعرف مصدرها ومدى صلاحيتها للاستحمام والأعمال المنزلية الأخرى». مشيراً إلى أن «مثل هذه المشكلة تسهم في خلق أزمات ومشكلات داخل الأسرة، فمن  المسؤول؟ وهل الأمر مرتبط برفع الإيجارات والتحايل على القانون الذي يمنع المالك من زيادة الإيجارات إلا ضمن شروط وظروف واضحة باتت معروفة للجميع؟».
وأيده ساكن آخر يدعى حاتم نصار قائلاً  «بعد أكثر من شهر على انقطاع المياه اعتدنا على هذه الحالة، ولم يبق غير التعاقد مع شركة تجلب لنا المياه باستمرار، شريطة أن لا ندفع للبلدية فاتورة الماء التي لا تصلنا». وأشار إلى أن «شركة ديار لا ترد على الهاتف ولا على التساؤلات وليست مهتمة بالأمر، على الرغم من مراجعتنا لهم مرات عدة، كما أن مهندسي الصيانة لا يقومون بدورهم ولا يكترثون للأمر، وكأن هناك مخططاً لطردنا من البناية، على الرغم من التزامنا بدفع الإيجارات بانتظام، فمن واجبهم توفير الخدمات والصيانة الدورية والمستمرة كلما دعت الحاجة».

من جانبه قال محمد أشرف، أحد سكان البناية «لا يريد أحد أن يسمع صوتنا، ويصغي إلى مشكلتنا، فهذه البناية المكونة من ستة طوابق وتقطنها 24 أسرة تفتقر للمياه منذ أكثر من شهر، ولا أحد يقوم بدوره من أجل حل المشكلة».

 ولفت إلى «أننا نتكاتف في ما بيننا كسكان للتزود بالماء من خلال الاتفاق مع أصحاب صهاريج المياه، حيث يقوم حارس البناية بترتيب الأمر، ومن لا يدفع مقابل المياه لا يحصل عليها. وتبلغ تكلفة الصهريج الواحد سعة 5000 غالون نحو 600 درهم، لا يكفي السكان أكثر من يومين».

 وزاد قائلاً «ندفع مقابل المياه مرتين، الأولى لصاحب الصهريج الذي يزودنا بالماء، والثانية في نهاية كل شهر للهيئة من خلال الفاتورة الرسمية التي تصلنا».  وأشار إلى أنه «في ما يبدو تطمع «ديار» في رفع الأسعار، فافتعلت هذه المشكلة أو استغلتها ووظفتها لمصلحتها من أجل إخلاء السكان واستبدالهم بسكان جدد، بأسعار جديدة تزيد على السعر الحالي بنحو عشرة آلاف درهم على الأقل».

وقال محمود عبدالقادر «راجعنا البلدية والهيئة مرات عدة بلا جدوى وراجعنا الشرطة بلا فائدة، والمالك لا يتحرك، وقال لنا المشكلة لدى البلدية وليست عندنا والبلدية تقول المشكلة عند المالك». 
وأوضح صداقت علي، موظف في طيران الإمارات «قضيت الإجازة السنوية خارج البناية وكانت المياه مقطوعة، والآن عدت ولا أعرف الأسباب، ومن المسؤول عن ذلك»، مشيراً إلى «أنني أعتمد على جيراني في البنايات المجاورة للتزود بالماء، ولكن إلى متى، لا أحد يعرف».  أحد السكان قال «أنا سعيد جداً، فبعد يومين سوف أسافر في إجازة، وعندما أعود أتمنى أن تكون المشكلة قد حُلت». 

في حين قال ساكن آخر «بدأت إجازتي اليوم، ولن أدفع مقابل صهاريج المياه إلا بعد شهر عندما أعود». مشيراً إلى أنه «على ثقة بأن المشكلة لن تحل، لأن هناك بناية أخرى للمالك على بعد مسافة ليست طويلة من هذه البناية، لديها  المشكلة نفسها،  كما أن هناك بناية لهم في الشارقة عانت من المشكلة نفسها مدة ستة أشهر».

 وتساءل «لماذا يحصل هذا الأمر مع «ديار» وليس مع غيرها، وما تفسير هذه المصادفة؟». وقال أحمد، حارس البناية «أنا مثلي مثل السكان أعيش معهم بلا ماء ولا أدري ما العمل». 
 
وأضاف الحارس الذي اصطحبنا في جولة داخل البناية ومصادر المياه فيها أن «المياه لا تصل في معظم الأحيان، وإن وصلت تكون ضعيفة ولا يمكن لها الوصول إلى خزانات المياه الموجودة على سطح البناية، وغيرت «ديار» المضخات حسب ما طلبت البلدية منها من أجل تقوية ضخ المياه، لكن مازالت المياه لا تصل على الرغم من تغيير المضخات». وفي سياق ذي صلة أكدت عائشة كاجور، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في بلدية عجمان أن «موضوع المياه ليس من اختصاصنا بل من اختصاص الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء».

من جانبه أوضح مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء بالوكالة، أن «الهيئة تسلمت شكوى من المالك قبل نحو أسبوعين تفيد بأن هناك مشكلة في المياه تعاني منها البناية، وفور تسلمنا الشكوى باشرنا بالعمل على حلها».

وأضاف أن «العمل يجري على قدم وساق، لتحسين شبكة إمدادات المياه في إمارة عجمان كلها، وهناك مجموعة من المشروعات التي شارفت على الانتهاء، وستؤدي إلى تطوير الخدمات إلى حد كبير، مع نهاية الشهر المقبل على أقصى تقدير».

 وأوضح صالح لـ «الإمارات اليوم» أن «كبير مهندسي الهيئة أجرى معاينة للبناية، حيث تبين أن المياه ليست مقطوعة تماماً، وإنما ضعيفة إلى حد ما، بسبب عمليات الصيانة الطارئة للمحطة البخارية». مشيراً إلى أن «الهيئة تقوم حالياً بتوسيع الشبكة وتحسين مستوى تدفق المياه إلى منطقتي النعيمية والصناعية، وسوف يشعر المستهلك بهذا التحسن مع استكمال التوسعات وأيضاً بعد تشغيل محطة الزوراء التي ستنتج ستة ملايين غالون من المياه يومياً».  وأشار إلى أن «المحطة الجديدة سوف تعمل بطاقة أربعة ملايين غالون يومياً مع بـدء التشغيل التجريبي، حتى تنتهي الهيئة من مشروع تحسين نقل المياه، ويتمثل في تركيب خط جديد بقطر 1200 مليمتر من المحطة إلى الخزانات».

 
تويتر