سـاري وولد بمبا يتأهلان إلى نهائيات «أمـــــــــير الشعراء»

الشاعر مهند ساري سعيد بانتقاله إلى المرحلة النهائية للبرنامج.       هيئة أبوظبي للثقافة والتراث
 
انضم الشاعر مهند ساري في حلقة أول من أمس من برنامج «أمير الشعراء» إلى الشعراء المتأهلين للمرحلة النهائية من هذه المسابقة الشعرية، كما شهدت الحلقة تأهل الشاعر سيدي محمد ولد بمبا بعد حصوله على أعلى نسبة تصويت من الجمهور، وبدا ولد بامبا متأكدا من تأهله بفضل مساندة الجمهور الموريتاني الكبيرة له.
 
وجمعت الحلقة التي تضمنت فقرة غنائية للفنان هاني شاكر، وأخرى شعرية للشاعر العراقي عباس جيجان، خمسة شعراء هم: آدي ولد آدبا «موريتانيا»، وخالد الوغلاني «تونس»، وشيماء محمد حسن «مصر»، ومهند ساري «الأردن»، وعقيل اللواتي «عُمان». بداية الحلقة كانت مع الشاعر آدي ولد آدبا، الذي ألقى قصيدة بعنوان «رحلة بين الحاء والباء»، أشار الدكتور أحمد خريس في تعليقه عليها إلى تكرار المتسابق لعدد من الألفاظ في غير موضعها، وقال نايف الرشدان «أراد المتسابق أن يُبرهن أنه في مسار الشعر الحر، حيث التكرار والترابطات، ولكن التكرار هنا لم يقدم رؤية شعرية» أما الدكتور علي بن تميم فاعتبر أن القصيدة تستدعي إحدى قصائد أحمد شوقي، كما حاصر المتسابق نفسه في تراكيب ثقيلة من خلال خلو القصيدة من الفعل.

الشاعر خالد الوغلاني قدم قصيدة بعنوان «تسابيح الغياب» تفاعل معها الجمهور بصورة ملحوظة، وقال الدكتور صلاح فضل: «إنها انطوت على إشارات ومضامين تجسّد الولاء والانتماء»، واعتبر القصيدة من النصوص المعبرة عن الكثير من القيم الدلالية والجمالية من دون التمرد على قيم أخرى، مشيرا الى أن «النص في غاية الإتقان من حيث البناء»، وفي سياق تعليقه على القصيدة أشار الدكتور علي بن تميم «أجد نفسي في هذه القصيدة محاصراً بستة أبيات تتبع البنية نفسها، وهو أمر يضعف النص»، بينما أشاد الدكتور عبدالملك مرتاض بالجوانب الفنية في النص من حيث قوة صوت الشاعر «الهادر والمنسكب كالماء الفُجاج»، إضافة إلى اللغة الشعرية المُعطرة. وبدورها، ألقت الشاعرة شيماء محمد حسن قصيدة بعنوان «فراشة بلا أجنحة» قال عنها الدكتور أحمد خريس «القصيدة تنمّ عن دقة في استخدام المفردات والحس الأنثوي للشاعرة»، وأضاف «بعض التراكيب القلقة والافتعال في القافية، نابعان من قلة التمرس في كتابة القصيدة العمودية»، وأشار نايف الرشدان الى أن الشاعرة تتجه إلى الإعلان المبكر عن الطموح المنكسر، معتبرا أن النص يحمل رغبة في إعادة التوازن بين زمنين متصارعين. 

 الشاعر عقيل اللواتي ألقى قصيدة تُبرهن على حيوية المشهد الشعري في عُمان بعنوان «جغرافية أنثى»، علّق عليها الدكتور علي بن تميم قائلا «قائل هذه القصيدة يألف الروتين في الكتابة، حيث يقع في رتابة البدايات، ويتخذ من كل بيتين صيغة واحدة، إضافة إلى بعض الزوائد بالنص والتكرار بالمعنى». أما عضو لجنة التحكيم نايف الرشدان فلفت إلى ان النص ينضح بالتأملات الشعرية وليست العقلية، وينطوي على توتر خافت وانفعال خاص.

 ختام النصف الأول من الحلقة جاء مع الشاعر مهند ساري الذي ألقى  قصيدة أهداها إلى جميع الذين شاركوا في برنامجي «شاعر المليون» و«أمير الشعراء»، وهي قصيدة اعتبرها نايف الرشدان تحمل بعداً فلسفياً لتفسير بعض الصراعات، واعتبر ان النص ظهر في نسيج لغوي متين من خلال محاولة تفكيك البناء القديم وإعادة توظيفه ليكون مناسباً للغة العصر، ومفعماً بالقيم اللغوية، أما الدكتور صلاح فضل فوصف ساري بـ«الشاعر الفذ، حيث تناول تجربة بالغة العمق؛ وهي المعاناة في الإبداع»، كما أثنى الدكتور عبدالملك مرتاض على اللغة العالية للقصيدة والاستدعاءات المتناصة للشعر العربي الجميل والتصوير البديع والأنيق في القصيدة، لافتا إلى ان بها نسجاً على قصيدة «عمرو بن نويرة».

أبيات المجاراة 
في النصف الثاني من الحلقة  قدم الشعراء مجاراة للشاعر الكبير زهير بن أبي سلمى، واستطاعت قصائد الشعراء المشاركين ان تبدو في حالة ابداعية مميزة، أشاد بها  الدكتور أحمد خريس، منوها بقدرة المتسابقين على المجاراة.

واتفق معه الدكتور صلاح فضل مؤمنا على نجاح مجاراة الشعراء وتنوعها، وقال «لمس الشاعر عقيل اللواتي وتراً حساساً عندما دعا لنبذ الطائفية، وتمكن الشاعر ولد ادبا من مقارعة الشاعر زهير بن أبي سلمى وخاطبه أيضاً بصيغة استعارها من الشاعر أمل دنقل، واستطاع خالد الوغلاني سحب حرب الشاعر زهير إلى أطفال الحجارة، وتدفق الشاعر مهند ساري في مجاراته بجبروت شعري لافت، ولكنه لا يكشف عن عالمه الخاص، وجاءت مجاراة الشاعرة شيماء محمد حسن ناعمة ورقيقة».
 
 وقال الدكتور علي بن تميم «اتفق مع الشاعرين آدي ولد ادبا وعقيل اللواتي في التقاط ثيمة رائعة في وصف أحد أهم من حملوا رسالة السلام، وحملت أبيات خالد الوغلاني معاني الخراب المدسوس والخراب البارز، وتأملت الشاعرة شيماء محمد حسن فكرة أن يجاري شعرها قصيدة زهير بن أبي سلمى، واستطاع مهند ساري محاكاة لغة الجاهليين في مجاراته.  
واختتم الدكتور عبدالملك مرتاض التعليق على مجاراة الشعراء، وقال «تغنّى آدي ولد ادبا بالحب والسلام، وقدم خالد الوغلاني مجاراة قوية تنم عن قدرة فائقة على افتعال الكلام، وأدهشت فحولة زهير المتسابقة شيماء محمد حسن، في حين هيمنت العاطفة الوطنية على قريحة الشاعر عقيل اللواتي، أما مهند ساري فقد وظّف مجاراته في مدح الإمارات واستدعائه للتراث».
وفي نهاية الحلقة أعلن مقدم البرنامج إياد نصار عن قرار لجنة التحكيم بتأهل المتسابق الأردني مهند ساري، وحصوله على أعلى درجات اللجنة وهي 48 درجة، على ان ينتظر بقية الشعراء نتيجة تصويت الجمهور التي ستعلن مع بداية الحلقة المقبلة لتمنح بطاقة التأهل لأحدهم. 

يذكر أن برنامج «أمير الشعراء» تُنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتنفذه شركة الإنتاج الإعلامي «بيراميديا» بإشراف عام للإعلامية نشوة الرويني، والمنتج الفني منى الرويني، وإخراج محمد عاطف، وتقديم إياد نصَّار ورجاء صالح، واعداد إياد المريسي وعارف عمر .
 
تويتر