صحافيون VIP

سلمان الدوسري

 

عندما التقى وزراء خارجية دول «6+3+1» منتصف هذا الأسبوع في أبوظبي، داخ الصحافيون السبع دوخات من أجل الحصول على ربع معلومة. لم تكن المعلومة المطلوبة تتعلق بسر من الأسرار التي أثيرت خلف الأبواب المغلقة، كل ما طلبه الصحافيون معلومات أساسية يبحث عنها أي صحافي في العالم مثل من يحضر اللقاء؟ ومتى يعقد؟ وأين يقام؟ غير أن هذه المعلومات كانت أبعد على شوارب الصحافيين، إذا صح التعبير، فاضطروا للاستعانة بمصادر من خارج الإمارات- تصوروا- للحصول على معلومة بسيطة، كان من المفترض أن تصلهم دون كل هذا العناء.

 

بالمقابل، رافق وزيرة الخارجية الأميركية فريق من الصحافيين من أكبر وسائل الإعلام الأميركية، تلتقي معهم في الطائرة خلال تنقلها من بلد إلى بلد، وعندما أتت إلى أبوظبي أطلعتهم على ما يرضي فضولهم الصحافي، وكانوا مقربين منها، ومن الاجتماع طبعاً، في الوقت الذي ينظر فيه صحافيونا بعين الحسرة إلى صحافيي الـVIP!

 

قبل ثلاثة أشهر أقيم اجتماع أيضا لدول «6+3+1» في البحرين، وكان مقرراً أن يُعقد مؤتمر صحافي لوزيرة الخارجية الأميركية، وكعادة الصحافيين تم إبلاغهم بالحضور قبل المؤتمر بساعتين. كانت السفارة الأميركية هي المسؤولة عن تنظيم المؤتمر، ووجد الإعلاميون أن نصف المقاعد الأمامية في قاعة المؤتمر الصحافي محجوزة، توقعوا أنها لمسؤولين في الخارجية الأميركية، لكنها حجزت للفريق الصحافي المرافق لها الذي أتى قبل الوزيرة بخمس دقائق فقط.

 

إذاً نحن نراهم صحافيين محظوظين وVIP، بينما هم في الحقيقة يمارسون حقاً من حقوقهم كسلطة رابعة، بل ويذهبون إلى أن الـVIP  الحقيقيين هم المسؤولون والوزراء الذين تغطي الصحافة أخبارهم وتنقل آراءهم للقراء. مساكين صحافيونا وهم يمنون أنفسهم بالحصول على جزء من معلومة، ليس شرطاً أن تكون سرية أو استخباراتية أو خطيرة للدرجة التي تُغيّب عنهم، لكن القضية ببساطة تتعلق بعدم احترام عمل الصحافي، والذي يغيب عن كثير من المسؤولين التنفيذيين ويجعلونه في آخر اهتماماتهم، وإلا فهل من المعقول أن تكون هناك تعليمات بحجب معلومات عرف عنها صحافيو الشرق والغرب، وغابت عن صحافيي البلد؟

 

ولأن القصص التي تنال من عمل الصحافي لدينا لا تنتهي، أشير إلى زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأخيرة إلى أبوظبي. طلب المنظمون من المصورين تقديم بطاقاتهم والحضور مبكرا كالعادة، وبعد تفتيشهم تم حجزهم بعيدا بحبل يفصل بينهم وبين المنطقة التي سيمر بها الرئيس الفرنسي، اعترض الصحافيون قليلاً قبل أن يقبلوا بالواقع مضطرين، لكن المفاجأة كانت حاضرة عندما قدِم ساركوزي يرافقه جيش من الصحافيين الفرنسيين دخلوا جميعا وألتفوا حوله، بينما صحافيونا ينظرون بحسرة إلى زملائهم الفرنسيين بعين الغيرة والحسد، وكأنهم  من المغضوب عليهم. المفاجأة الأخرى أن المنطقة التي مر منها ساركوزي كانت قريبة جداً من مقهى الفندق، فاستغل زوار الفندق مرور الرئيس الفرنسي لتصويره دون أي إجراءات أمنية، بينما الصحافيون الذين تم تفتيشهم محتجزون في طرف الصالة..

 

قليلاً من الاحترام يا سادة.

 

 

ssalmand@gmail.com

 

تويتر