كمبوديا ـ تايلاند.. نزاع بسبب خريطة استعمارية


أرسلت كمبوديا وتايلاند قبل يومين مزيدا من التعزيزات العسكرية الى حدودهما المشتركة، بعد التوتر الذي حدث بين البلدين على خلفية نزاعهما حول معبد برياه فيهيار الهندوسي القديم، فيما بدأت منظمة رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) توسطها في حله أمس.

 

ويقع المعبد الهندوسي في كمبوديا على بعد 400 كلم شمال العاصمة بنوم بنه عند الحدود مع تايلاند، وقد ادرج حديثا على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وهو يقع في منطقة يتنازع عليها البلدان. واقرت محكمة العدل الدولية في لاهاي في يونيو 1962 ان السيادة على معبد برياه فيهيار الاثري كمبودية، لكن جزءا من المنطقة المحاذية له متنازع عليه.

 

ويقع المدخل الرئيس للمعبد في تايلاند ولكن كلتا الدولتين ترسمان في خرائطهما حدود هذه المنطقة بشكل مختلف حيث تدعي كل منهما السيادة على قطعة ارض مساحتها نحو 4.6 كلم. يعتبر التايلانديون هذا المعبد جزءا مهما من تراثهم والذي أعطي خطأ للكمبوديين، وبقي الموقع التاريخي مغلقا في وجه الزوار لعقود طويلة، بسبب الخلاف على السيادة تارة، والحرب الأهلية تارة أخرى.

 

وأعيد فتح الموقع الذي اكتمل أواسط القرن الـ11، في 1998، وبات الوصول إليه سهلا من البلدين. مع بقاء فصيلة من الجنود الكمبوديين لضمان أمن المكان. وخلافا للمعابد الهندوسية التي شيدها الخمير، تختلف هندسة معبد برياه فيهيار من حيث الشكل الخارجي والتصميم الداخلي حيث قام الملوك في شبه الجزيرة الكمبودية ببنائه بطريقة طولية في اتجاه الشرق، واستغرق ذلك قرابة 200 عام.

 

وعند أول محاولة لرسم الحدود بين تايلاند وكمبوديا في 1904، اعتمدت اللجنة المكلفة ذلك على جبال دانغريك والممرات المائية الواقعة على الحدود بين البلدين. ويكون بذلك المعبد من نصيب تايلاند جغرافيا. وبعد أربع سنوات رسم الفرنسيون خريطة أخرى، تظهر المعبد في الجانب الكمبودي. 

 

وقامت القوات التايلاندية باحتلال المعبد في 1954، بعد انسحاب القوات الفرنسي من كمبوديا، الأمر الذي دفع بنوم بنه إلى الاحتجاج أمام مجلس الأمم المتحدة الذي أعطى أحقية السيادة على المعبد لكمبوديا في .1962 وأثار هذا القرار حفيظة بانكوك وهددت بالانسحاب من منظمة جنوب شرق آسيا، واستنكرت الانحياز الأميركي للموقف الكمبودي في ما يخص مسألة المعبد.

 

وبعد إعادة فتح المعبد في نهاية التسعينات قررت السلطات الكمبودية السماح لجميع رعايا الدول المجاورة، بزيارة الموقع، بما في ذلك التايلانديون. وتفرض السلطات رسوما متفاوتة على الزوار، حيث يدفع الأجانب خمسة دولارات للزيارة الواحدة، في حين تخفض الرسوم للرعايا التايلانديين.

 

بقي المعبد والأراضي المجاورة بعيدا على النزاع الداخلي إبان الحرب الأهلية الكمبودية، وكان الزوار يذهبون إليه عبر تايلاند. إلا أن الخمير الحمر الذين استولوا على السلطة في 1975، اصروا على الاستيلاء على الموقع الاستراتيجي، وسقط المعبد في 22 مايو من العام نفسه. إعداد: مكي معمري 


تظاهرات مليونية للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الكولومبيين 
تظاهر مئات الآلاف من الكولومبيين أمس، في يوم العيد الوطني، مطالبين بالإفراج عن نحو 3000 من مواطنيهم المحتجزين رهائن، فيما أقيمت عشرات التظاهرات والحفلات الموسيقية في أنحاء العالم دعما لهؤلاء.

 

وأقيمت مسيرات في شوارع أكثر من 1000 مدينة كولومبية وفي نحو 80 مدينة في العالم، بينها باريس، حيث يُنظم حفل موسيقي في حضور الرهينة الفرنسية الكولومبية السابقة انغريد بيتانكور. وتوقعت اللجان المنظمة التي دعت الى هذه التجمعات في كولومبيا حشد اكثر من اربعة ملايين متظاهر من كل الاحزاب السياسية التي اعلنت مشاركتها من اليمين واليسار.

 

وتوجه السلطات ووسائل الاعلام منذ الاسبوع الفائت نداءات مستمرة لتعبئة المواطنين تحت شعار «افرجوا عن الرهائن الآن». ونظمت تظاهرات دعم موازية في 26 مدينة في اميركا اللاتينية و 20 مدينة اوروبية وست مدن آسيوية و27 مدينة أميركية وأربع كندية. وفي مدريد، تجمع نحو 30 الف شخص منذ السبت في وسط المدينة، وفي ليما (البيرو) سار آلاف المتظاهرين في حي ميرافلوريس يتقدمهم الرئيس غارسيا الذي حمل علم كولومبيا وأعضاء حكومته.

 

وشهدت باريس أمس، حفلاً موسيقياً كبيراً تضامناً مع بوغوتا يشارك فيه العديد من المشاهير، بينهم المغني الكولومبي خوانيس. وسعت الرهينة السابقة انغريد بيتانكور في باريس الى استنفار الفرنسيين في سبيل قضية الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في ادغال كولومبيا، وذلك من خلال حفل ضخم يتزامن مع الاحتفالات المرتقبة في كولومبيا بمناسبة عيد الاستقلال.

 

 وأوضحت اثناء تقديم الحدث الذي جُري في ساحة تروكاديرو مقابل برج ايفل «فكرة الحفل تكمن في مد جسر من المحبة بين فرنسا وكولومبيا، انها صرخة نريد ان يسمعها العالم اجمع». وحررت القوات الخاصة الكولومبية الرهينة السابقة في 2 يوليو بعد امضائها ست سنوات في قبضة قوات فارك.  ويحتجز المتمردون الكولومبيون المؤلفون من جماعات شبه عسكرية يمينية متطرفة وعصابات اجرام، نحو 3000 رهينة.

تويتر