جيرهارد كونراد.. اختصاصي تبادل أسرى

طغت أنباء الاحتفالات بعودة عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار ورفاقه إلى بلادهم في صفقة تبادلية بين حزب الله وإسرائيل، على معرفة  الهوية التفصيلية للمهندس الالماني السري للصفقة رجل المخابرات الغامض جيرهارد كونراد. يبلغ كونراد 40  عاماً طبقاً لمصادر المانية واسرائيلية متطابقة، ويتولى منصبا رفيعا في وكالة المخابرات الالمانية الخارجية (باند)، ولم يكن كثيرون يعرفون عنه شيئاً حتى عام مضى حين أعلنت اسرائيل اسمه في تسريب قُصد منه من وجهة نظر البعض الضغط عليه.

تعلم كونراد اللغة العربية في دمشق أثناء مهمة سرية له بعد التحاقه بالمخابرات الالمانية، ويقول الاسرائيليون إنه واحد من فئة محدودة تتقن العربية داخل مجتمع الأمن الالماني. تولى كونراد مسؤولية الشرق الأوسط في المخابرات الخارجية الالمانية عام 1998، وأسند اليه بشكل خاص الملف اللبناني والتقى بعدها زعماء لبنانيين كثر تحت غطاء سياسي من ضمنهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.  تعمل زوجة كونراد في المخابرات الالمانية أيضاً وقد تعاونا سوياً في عدة مهام في الشرق الأوسط.

 لعب كونراد دوراً أساسياً في صفقات  تبادل الأسرى في لبنان منذ التسعينات، سبقه في ذلك الوسيطان برنارد شميت بوير وايمست ايهيدلو، ويترأس الأخير حالياً جهاز المخابرات الألمانية الخارجية. يعمل مع كونراد على الجانب الاسرائيلي المسؤول المخابراتي عن ملف الأسرى أوفر كيدك، والتقى الرجلان عدة مرات في اسرائيل وعواصم أوروبية.

لعب كونراد دوراً في محاولة كشف لغز الاسرائيلي المختفي رون اراد الذي سقطت طائرته على الأراضي اللبنانية عام .1986  التقى كونراد في مرحلة من حياته مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي طلب من الحكومة الألمانية إعارة كونراد ليصبح وسيطاً للمنظمة الدولية في لبنان. وقبلت الحكومة اللبنانية ذلك بعد اصدارها قراراً داخلياً بتعيينه مستشاراً لها.