غادة الفلسطينية تتحرّر من الحصار والمرض

غادة يوسف عادت إلى غزة بساقين متساويتين.     تصوير: باتريك كاستيللو

 

عادت الطفلة الفلسطينية غادة يوسف إلى غزة قادمة من دبي لتلهو بين أشقائها، بعد سنوات طويلة قضتها قعيدة لا تقوى على الحركة.

 

وغادة حالة من بين أربعة أطفال مرضى، كاد أن يفتك بهم المرض والحصار الإسرائيلي، فاهتمت بهم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ونقلتهم من قطاع غزة إلى دبي للعلاج في مستشفيات الإمارة، ووفرت لهم رعاية طبية كاملة، حتى استعادوا عافيتهم من أمراض حادة، قبل أن يعودوا إلى بلادهم في صحة كاملة.

 

وبدأت قصة غادة، وفق ما روت والدتها سهير لـ«الإمارات اليوم»، عندما أصيبت بمرض التهاب السحايا في عام 2006، وتمكّن منها المرض مسبباً مضاعفات صحية عدة.

 

تكمل الأم «حملت ابنتي إلى جميع مستشفيات غزة، وبسبب الحصار الذي عانى منه القطاع، لم نجد أجهزة طبية ولا دواء يوفر لها العلاج، ما منع الأطباء من علاجها».

 

وتضيف «فقدت غادة ابنة الأعوام الستة، مفصل ساقها اليمنى، وتأثرت أوتار عصب القدم اليمنى»، ما أدى إلى «توقف الساق المصابة عن النمو، وصارت القدم اليسرى أطول من اليمنى».

 

وتتابع «أمام هذا الوضع الصحي السيئ، قرّر الأطباء بتر ساقها المريضة، باعتباره العلاج الوحيد».

 

وجلست سهير، وفق روايتها، تبكي إلى جانب ابنتها حزينة على حالها، وترجو أن تحدث معجزة تشفي ابنتها وتحميها من بتر الساق.

 

اهتمت جمعية «إغاثة أطفال فلسطين» بحالة غادة، بحسب الأم، وخاطبت بدورها مؤسسة محمد بن راشد الخيرية، التي قررت في الحال علاج الطفلة الفلسطينية في دبي.

 

 وتكمل «نقلتنا المؤسسة جواً إلى الإمارات، ومنذ لحظة وصولنا ومسؤولوها يقدمون لنا كل الرعاية، إذ استقبلونا على سلّم الطائرة، ووفروا لنا إقامة فندقية لمدة تزيد على ستة أشهر»، مضيفة «نقلوا ابنتي لمستشفيات عدة في دبي، ما بين الخاصة والحكومية، ليفحصها عدد كبير من الأطباء».

 

وأضافت أن «رحلة العلاج بدأت في مستشفى دبي، إذ أجرى أطباء عملية تجميل للساق، ثم نقلت لمستشفى خاص، ليجري طبيب ألماني زراعة جهاز في ساقها استمرت ثماني ساعات، لتتساوى الساقان في الطول».

 

وتروي الأم أن «ابنتها كانت قعيدة، وساقها مقوسة، لكن بعد الجراحة عادت إلى طبيعتها، تمرح بين أشقائها».

 

وإلى جانب غادة، تولـت المؤسسة علاج الطفل علي «12 عاماً» الذي أصيـب بشظايا صاروخ أسقطته قوات الاحتلال بالقرب من منـزل أسرته، ما أصابه بكسور في قدمه، ولم يقوَ بعدها على الحركة، وبعد جراحات عدة، عاد علي إلى وطنه معافى أيضاً.

 

واستضافت المؤسسة كذلك الصبي خليل «16 عاماً»، الذي بترت آلة عجن في مخبز يده أثناء عمله، وفي دبي زرع له أطباء يداً صناعية أقرب إلى الطبيعية.

 

وتضمنت قائمة المعالجين في دبي الفتاة عروبة «17 عاماً»، التي كانت تعاني من فقد البصر، وأجرى لها أطباء في مستشفى خاص جراحات عدة لزراعة عدسات، وعاد لها بصرها، وعادت إلى وطنها لتبدأ حياتها من جديد دون إعاقة جسدية.

تويتر