«طول عمري» يثير جدلاً واسعاً في مصر

«طول عمري» يجتاح مواقع الانترنت. الإمارات اليوم 

اثار الإعلان عن إنتاج فيلم «طول عمري» جدلا سياسيا ودينيا  وقانونيا واسعا في مصر، وشن رجال دين مسلمون ومسيحيون ونواب هجوما شديدا على الفيلم الذي يتناول ظاهرة الشذوذ الجنسي.

 

واعتبرت تلك الاوساط الاعلان عن الفيلم وتفاصيله  «استفزازا بالغا للرأي العام المصري». في حين قال مخرج الفيلم، رئيس الجمعية المصرية للافلام المهمّشة، ماهر  صبري ان «الجمعية حققت  نجاحا كبيرا بخروج  هذا الفيلم إلى العالم، خصوصا انه بعد الآن لن تستطيع اي قوة منعه من التداول، فهو متاح على الانترنت، ومع المهتمين على اسطوانات مدمجة». 

 

وكانت الجمعية اعلنت مشاركتها بالفيلم ضمن مهرجان «مهرجان سان فرانسيسكـو السينمائي الدولي لأفلام المثليين» يونيو الماضي. وتدور قصة الفيلم حول الشاب رامي الذي يعاني أزمة نفسية، بعدما فارقه «صديقه» وليد، ليتزوج من صديقته داليا. ويحتوى الاولى مشاهد صريحة بين الشواذ.

 

والفيلم الذي لم  تكن له  ميزانية محددة، شارك مثليون مصريون في تحمل نفقاته، وتم تصويره في القاهرة وسان فرانسيسكو. وقال صبري «واجهنا مشكلات  كثيرة، خاصة من اجهزة الامن، ما اجبرنا على استخدام طريقة «الغوريلا» (أي صَوّر واهرب) بسبب القيود التي تفرضها الدولة على التصوير في الشارع». 

 

وأضاف «مع تزايد تيار التطرف في مصر والعالم العربي في السنوات الأخيرة، أصبح الفنان العربي لا يستطيع أن يتناول كثيرا من الموضوعات التي تناولتها السينما المصرية في الماضي».

 

مشيرا الى ما واجهه العام الماضي فيلم «عمارة يعقوبيان»، موضحا انه «بالمقارنة بين الطريقة التي قُدمت بها الشخصية المثلية في هذا الفيلم، والطريقة التي قدمت بها الشخصية المثلية في فيلم «حمام الملاطيلي» (1973) نجد ان مخرج «عمارة يعقوبيان» كان أكثر تحفظًا من نظيره في السبعينات».

 

و طالب مدير البرنامج القومي لمكافحة الايدز في وزارة الصحة المصرية، الدكتور زين العابدين الطاهر، القائمين على الاعلام والاعمال السينمائية والمسلسلات في الوطن العربي «بالتنبه الى خطورة مثل هذه الاعمال، خصوصا ما يرتبط منها بالامراض القاتلة كالايدز». مؤكدا في الوقت نفسه «ضرورة التفريق بين حرية الابداع وحربة القتل». 

 

وقال ان «الشذوذ هو السبب الثاني لانتقال عدوى الاصابة بالايدز، بعد نقل الدم. وكون الممارسات الشاذة في البلاد العربية والاسلامية عارا اجتماعيا، يساعدنا على مجابهتها»، مشيرا الى «استضافة فضائية تلفزيونية مصرية شابا وفتاة  مثليين، تكلما بوضوح عن شذوذهما لمجرد الاعلان عن الفيلم»، مؤكدا ان «اكثر من 90% من المصابين  بالايدز هم من الشواذ، اي عن طريق الممارسات غير المشروعة».  

 

وشنت مفتية النساء في مصر، الدكتورة سعاد صالح هجوما شديدا على فيلم «طول عمري» ومنتجيه والمروجين له، معتبرة «الترويج لمثل هذة الاعمال المنافية للدين والأعراف والتقاليد الاسلامية والمسيحية جريمة يجب ان تتم محاصرتها تشريعيا وقانونيا ووضع تشريع جديد مستمد من احكام الشريعة الاسلامية، لحماية المجتمع ووضع العقوبات الرادعة لمن يقومون بتلك الافعال الشنيعة».

 

وطالب عضو مجلس الشعب، مصطفى جندي، باصدار تشريع عاجل يتصدى لجرائم الانترنت ووضع الضوابط القانونية لمستخدمي شبكة المعلومات، «لحماية ابنائنا من خطر التغريب واستغلالهم من المنحرفين».

ورأى احد علماء الدين في الازهر،  الشيخ محمد الراوي، الاعلان عن انتاج الفيلم «جريمة بحق المجتمع المصري، لأنه  ترويج علني لابشع الجرائم التي حرمها الاسلام، وأنزل فيها عقوبة رادعة»، محذرا من  ان يمثل الفيلم «بداية حقيقية لانهيار الشعب المصري وتفكك دولته»، موضحا ان «الاتجاه الاميركي في الاعلام والسينما يروّج  لقيم ومعتقدات تستخدم ما يسمى حرية الجسد في تدمير مجتمعاتنا القائمة على وحدة الاسرة وممارسة الحرية وفق  ضوابط شرعية».

 

وهاجم المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب الفيلم والقائمين عليه واعتبر «نشر القيم الغربية في مجتمع محافظ بمسلميه ومسيحييه، مقدمة لهدم المجتمع وثوابته»، مشيرا الى تزايد «الخطورة، بعدما غزا الفيلم البيوت عبر الانترنت والمدونات التي تروج له بين الشباب والفتيات المراهقين»، مؤكدا اهمية التوعية الدينية من رجال الدين المسلمين والمسيحيين «لمواجهة خطر تحلل المجتمع المصري عبر تلك الاعمال التي تعد مقدمة للغزو الثقافي».  

 

وأشار نائب رئيس الطائفة الانجيلية في مصر، ادريا زكريا، الى «نشوء اتجاه لاستثمار اموال المصريين في انتاج اعمال تدافع عن قيم الغرب، وتتعارض مع  قيمنا ومعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهو اتجاه يجعلنا في حالة استعمار ثقافي دائم». 

وقال «الشذوذ جريمة كبيرة في المسيحية، لأنه يهدم المجتمع»، مؤكدا ان «السماح بإنتاج مثل هذه الافلام لا يقع ضمن الحريات وحقوق الانسان، بل انه حرية الهوس والجنون التي تجتاح الغرب الآن».
 
تويتر