تعديلات ساركوزي الإعلامية تواجه انتقادات حادة

ساركوزي يركّز في خطته الجديدة على تنظيم الإعلانات والتقليل منها.أرشيفية ــ جي.تي 

أثارت الخطة الجديدة التي اقترحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتعديل قانون التلفزيون الوطني تساؤلات كثيرة في الأوساط الإعلامية والسياسية. وكان رد فعل مدير عام القنوات التلفزيونية الفرنسية، باتريك دي كارولي، عنيفاً، حيث وصف قرار ساركوزي بغير المنطقي.

 

وقال كارولي إن اقتراحات الرئيس بشأن القنوات الوطنية وبأن برامجها لا تختلف كثيراً عن القنوات الخاصة «زعم خاطئ وأحمق وغير عادل على الإطلاق».


وفي الوقت الذي يجد فيه الفرنسيون بعض الحساسية تجاه النموذج الإعلامي البريطاني، ومحاولة تقليد ساركوزي له، يعتقد رجل الإليزيه الأول أن التلفزيون الفرنسي بات واجهة للإعلانات وترويج المنتجات على حساب سمعة الإعلام الفرنسية وذوق المشاهد الفرنسي.

 

ويركز ساركوزي في خطته الجديدة على تنظيم الإعلانات والتقليل منها، وفرض المزيد من الضرائب على عائدات الإعلانات في القنوات الخاصة، كما طلب ساركوزي من المشرّعين تعديل القانون الخاص بالتلفزيون بحيث يعطيه الحق في تعيين المدير العام.

 

من جهته ركّز المسؤول السابق في تلفزيون «بي بي سي»، ديفيد ليفي، الذي شارك في فريق إعداد خطط تطوير القنوات الفرنسية، على أهمية استقلالية الأخبار التي تبدو من أولويات الرئيس الفرنسي، في الوقت الراهن. وكان ساركوزي وجّه انتقادات لاذعة للإعلاميين. 

 

وقال إن الأمور يمكن أن «تكون أفضل». كما لم يتردد في توبيخ أحد الفنيين في القناة الثالثة، عندما رفض مصافحته، وقال: «سنقوم بتغيير كل شيء». 

 

وتم تسريب المقطع ونُشر على الشبكة الانترنت، وظهر ساركوزي في مقطع الفيديو، غاضباً إلا أنه لم يتلفظ بكلمات نابية مثلما حدث مع الشخص الذي رفض مبادلته التحية في المعرض الزراعي قبل شهور. 


وعلى صعيد آخر، تراجعت شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجدداً في استطلاعات الرأي حيث سجلت تدنياً قياسياً بعد تحسّن طفيف. وبين أبرز اسباب تراجع شعبية ساركوزي منذ مطلع عام 2008 مسائل القدرة الشرائية وحياته الخاصة العلنية، علماً بأن منتقديه أطلقوا عليه لقب «الرئيس الاستعراضي».

 
يذكر أن تعديل قوانين التوظيف العمومي لم تكن من وعود ساركوزي أثناء حملته الانتخابية، إلا أن المداخيل الكبيرة للقنوات الفرنسية، والتي تفوق 800 مليون يورو سنوياً، أثارت فضول الرجل. كما يعتقد البعض أن اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية بحياة ساركوزي الشخصية سوف تؤدي إلى مزيد من الاحتقان بين الإعلام وقصر الإليزيه.

 

تويتر