بُسطاء الفلسطينيين يحلمون بتثبيت الهدنة

فلسطينيون يحرصون على التهدئة لممارسة حياتهم الطبيعية. الإمارات اليوم 
   
في الوقت التي تقوم فيه الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة بمراقبة الخروقات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق اتفاق التهدئة، تبقى الحالة السائدة في الشارع الفلسطينية هي مطالبة المواطنين بتثبيتها وعدم إفشالها حتى تكون متنفساً لهم بعد أن انعدمت حياتهم من كل شيء، وكي يتم فتح المعابر التجارية بشكل كامل. 

 

ويقول الشاب رجب جمعة لـ«الإمارات اليوم» إن «التهدئة أصبحت تمثل لنا الأمل في ظل وضع مأساوي أضر بحياتنا، بعد أن فشلت كل الجهود في كسر الحصار، وذلك كي يتم فتح المعابر من أجل سفر المرضى والعالقين وإدخال البضائع التي فقدناها، بينما خرق التهدئة يهدم هذا الأمل ويزيد الوضع سوءاً حيث تكون مدعاة لإسرائيل بأن تشدد الحصار وترتكب المجازر بحق الشعب».

 

وتابع قوله «إن الفصائل بذلت جهوداً طويلة وأجرت اتصالات مع مصر  وهذا لم يأت من فراغ بل من أجل أن يعيش الشعب في أمان بعيداً عن جرائم الاحتلال وحصـاره».

 

 وطالب الفصائل الفلسطينية أن «تنظر لمصالح الشعب وما يخدمه في هذه المرحلة وأن تبتعد عن المصالح الحزبية وأن يسعوا من أجل الاتفاق على رأي موحد حتى يجد الشعب المتنفس خاصة في ظل معاناته من حصار خانق». وقالت الصحافية مريهان أبولبن من مجلة السعادة بغزة «إن الرد على خروقات الاحتلال وجرائمه لا يعتبر خرقاً أما أن يبدأ الفلسطينيين ذلك فهذا يمثل ضرراً بالإجماع الوطني».

 

  وشددت الصحافية أبولبن على ضرورة التعامل مع من يخترق التهدئة من الجانب الفلسطيني بصورة تكون بعيدة عن إحداث أي توتر داخلي.  أما المواطن سعيد أبوشرخ فرأى أن هناك فرقاً بين الرد على جرائم الاحتلال وبين خرق التهدئة من الجانب الفلسطيني، خصوصاً أن عدم شمل التهدئة للضفة الغربية جعل الاحتلال يرتكب الجرائم بشكل يومي حتى يدفع المقاومين في غزة أن يردوا بإطلاق الصواريخ»، وقال «إن إسرائيل هي المستفيدة بالدرجة الأولى من إطلاق المقاومين للصواريخ من غزة حتى تكون فرصة لعدوانها وإغلاق المعابر». وأضاف «إن إسرائيل تستغل إطلاق الفلسطينيين الصواريخ حتى تغلق المعابر أمام إدخال البضائع إلى القطاع بينما الشعب يكون هو الضحية في حال فشلت التهدئة».

 

ويحلم المواطن إيهاب السرسك الذي يقطن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بأن يعيش هو وعائلته بأمان بعيداً عن الخطر الذي كانوا يعيشوا به في ظل العمليات العسكرية للاحتلال، وسقوط قذائف آلياته بالقرب من منزلهم الذي يقع على منطقة حدودية. وقال السرسك «إن التهدئة تمنحنا فترة من الراحة التي لم ننعم بها طوال الفترة الماضية من الاحتلال ففي كل يوم كان هناك حركة لآلياته على الحدود، وكنا نعيش بخوف طوال الليل من إطلاق أي قذائف ربما تودي بحياتنا مثلما ما حدث قبل عدة سنوات مع عائلة حجاج التي تسكن بجوارنا حيث كان أفراد العائلة يجلسون في منزلهم وإذا بسقوط قذيفة وسطهم أودت بحياة الأم وأبنائها».

 

من جهته، شكك المواطن أشرف يونس في صدق نوايا الاحتلال الإسرائيلية باتفاق التهدئة، مؤكداً في الوقت ذاته أهميتها للشعب الذي يعيش في عزلة عن العالم وبات بحاجة إلى أدنى مقومات الحياة. وقال يونس «إن قضية تثبيت بالتهدئة باتت مثل القط والفأر، فنحن لا نثق بالتزام الاحتلال، كما أن هناك من يقوم بإطلاق الصواريخ من غزة لمصالح غير وطنية، وهذا يضر كثيراً بمصلحة الشعب الذي أصبح ذليلاً أمام المعابر ينتظر أن تفتح أبواب أكبر سجن في وجه حتى يعيش بكرامة كباقي العالم».

تويتر