بعد اعوام من الاسر كولومبيا تنقذ بيتانكور و3 رهائن أمريكيين

الرئيس الكولومبي يصافح بيتانكور بحرراة .أ.ف.ب

حرر جنود كولومبيون متنكرون في هيئة عمال اغاثة أمس الاربعاء السياسية الفرنسية الكولومبية انجريد بيتانكور وثلاثة امريكيين و11 رهينة اخرين من قبضة متمردين يساريين احتجزوهم على مدى أعوام في معسكرات سرية في الادغال.

كانت عملية الانقاذ انجازا هائلا للرئيس الفارو اوريبي الذي يتخذ موقفا متشددا مناهضا للمتمردين واستخدم مليارات الدولارات من المعونات الامريكية في محاربة الثوار والحد من الجريمة وحفز النمو الاقتصادي.

وكانت بيتانكور أبرز رهينة محتجز لدى جماعة القوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك) أقدم حركة تمرد باقية في امريكا اللاتينية.

 
و بيتانكور المرشحة السابقة للرئاسة التي تحمل الجنسية المزدوجة لفرنسا وكولومبيا ساعدت في تسليط أنظار العالم على محنة الرهائن الذين يحتجزهم الثوار.

وشكرت السياسية الفرنسية الكولومبية الجيش الكولومبي على تحريرها وقالت ان هذه علامة تؤذن بنشر السلام في المستقبل لهذه البلاد.

وقالت بيتانكور وهي تنتحب في اول تصريحات علنية لها لاذاعة كاراكول الكولومبية "اعتقد ان ذلك ايذان بالسلام لكولومبيا وعلامة على انه يمكننا تحقيق السلام".

وبعد ذلك بدقائق هبطت بيتانكور التي كانت تبدو شاحبة لكنها مبتسمة في قاعدة جوية حربية في بوجوتا ونزلت على درجات سلم الطائرة وعانقت والدتها يولاندا بوليسيو التي كانت تنتظر على المدرج.

وقال وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس يوم الاربعاء ان قوات كولومبية انقذت بيتانكور وثلاثة امريكيين و11 رهينة اخرين بعد سنوات من الاسر في الادغال.

وقال سانتوس ان كل الرهائن السابقين في حالة صحية جيدة نسبيا على الرغم من احتجازهم في ظروف قاسية وكانوا في اغلب الاحيان مكبلين من قب خاطفيهم جماعة القوات المسلحة الثورية لكولومبيا.

واضاف سانتوس انه تم تنفيذ عملية الانقاذ في اقليم جوفيار الجنوبي. وقال ان جنودا تنكروا في هيئة اعضاء في منظمة غير حكومية وهمية كان من المفترض ان تنقل الرهائن بطائرات هليكوبتر الى معسكر للقاء زعيم الثوار الفونسو كانو.

وقال سانتوس "انتشلت طائرات الهليكوبتر التي كانت في الواقع تابعة للجيش الرهائن في جوفيار ونقلتهم الى الحرية". وتم اسر اثنين من الثوار في هذه العملية.

واضاف قوله انه تم اجمالا انقاذ 15 من المخطوفين من بينهم بيتانكور وثلاثة امريكيين.

وأضاف سانتوس "سيسجلها(عملية الانقاذ) التاريخ لما اتسمت به من جرأة وفعالية".

ورحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالافراج عن بيتانكور وقال انها في صحة جيدة. وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي "الليلة باتت انجريد بيتانكور حرة". مضيفاً"انجريد في صحة جيدة وهي في قاعدة عسكرية في كولومبيا. وأول كلماتي لها ستكون كم نحن سعداء".

وبعث ساركوزي بوزير خارجيته برنار كوشنر في طائرة الى كولومبيا. ومن قصر الرئاسة أعلن "اليوم زال كابوس عمره أكثر من ستة اعوام".

وقال مكتب ساركوزي في وقت سابق انه اجرى محادثة هاتفية طويلة مع اوريبي. وكانت فرنسا بذلت جهود حثيثة سعيا الى اطلاق سراح بيتانكور.

يشار الى ان ثوار جماعة فارك خطفوا بيتانكور عام 2002 وشوهدت اخر مرة في شريط فيديو للمتمردين في نهاية العام الماضي وكانت تبدو عليها علامات الضعف واليأس.

وقالت استريد شقيقة بيتانكور للاذاعة الكولومبية "السعادة تغمرني. لقد انتظرنا سنوات طوالا".

والامريكيون الثلاثة المفرج عنهم عمال سابقون متعاقدون مع وزارة الدفاع. وقد أسروا جميعا عام 2003 حينما سقطت طائرتهم الخفيفة عام 2003 في الادغال اثناء عملية لمكافحة المخدرات.

وتحدث الرئيس الامريكي جورج بوش هاتفيا مع الرئيس اوريبي. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي للبيت الابيض في واشنطن "هنأ الرئيس بوش الرئيس اوريبي وقال له انه زعيم قوي. وشكر الرئيس اوريبي الرئيس بوش على مساندته وثقته في حكومة كولومبيا".

وهنأت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس اوريبي والجيش الكولومبي على انقاذ الرهائن. وقالت في بيان مكتوب "نحن سعداء لعودة هؤلاء الامريكيين سالمين ... ونعمل الان للم شملهم بعائلاتهم في الولايات المتحدة سريعا".

وحثت منظمة فارك على اطلاق سراح كل الرهائن الاخرين وقالت ان الولايات المتحدة تحمل فارك المسؤولية عن صحة وسلامة الذين لايزالون في الاسر.

وكانت منظمة فارك طالبت الرئيس اوريبي بسحب قواته من منطقة تماثل في مساحتها مدينة نيويورك لتسهيل المحادثات بين الجانبين.

وجاء في بيان لمكتبه الاعلامي ان بان "يرحب بحرارة بالاعلان" عن تحرير الجيش الكولومبي للرهينة الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور والاميركيين الثلاثة والعسكريين الكولومبيين ال11 الذين كانوا رهائن لدى القوات المسلحة الثورية في كولومبيا .

واضاف ان "هؤلاء الرهائن وكثيرون غيرهم ما زالوا معتقلين في كولومبيا عانوا اعواما من الصعوبات ومن الحرمان" مضيفا ان "الخطف جريمة شنيعة وانتهاك فاضح للقانون الانساني الدولي".

واوضح البيان ان الامين العام الذين يقوم حاليا بزيارة للصين "يدعو فارك الى تحرير جميع الرهائن لديهم فورا وبدون شروط وان امن الرهائن هو من مسؤوليتهم".