صناعيون يطالبون بقانون لمكافحـة إغـراق المنتجات الوطنية

دول خليجية تدعم منتجاتها بصورة تؤدي إلى عدم قدرة المنتجات المحلية على المنافسة العادلة.   الإمارات اليوم  
 
اعتبر صناعيون ومراقبون أن «المنتجات الوطنية تواجه خطر الإغراق من منتجات أخرى واردة من الخارج رخيصة الثمن مقارنة بالمحلية، لاسيما في ظل غياب قانون يحمي هذه المنتجات، أو دعم رسمي يقدم لها»، مشيرين إلى أن «دولاً خليجية مجاورة تعطي الأفضلية لمنتجاتها الوطنية، حتى وإن ارتفعت أسعارها بنسبة 10% عن أسعار المنتجات الواردة من الخارج، علاوة على الدعم الحكومي الموجه مباشرة للصناعة الوطنية في هذه الدول، الذي تفتقده المصانع المحلية تماماً». 

 
وطالبوا «بإصدار قانون اتحادي لمكافحة الإغراق للمنتجات الوطنية من خلال الواردات السلعية الأقل سعراً من نظيرتها المحلية، نتيجة دعم حكومات هذه الدول للصناعة لديها بأشكال مختلفة».

 
ووفقاً لرئيس اللجنة المالية والاقتصادية والصناعية في المجلس الوطني الاتحادي، حمد حارث المدفع، فإن اللجنة «ستدرج ملف إغراق المنتجات الوطنية ضمن إطار مناقشاتها فور انتهاء الإجازة البرلمانية السنوية»، ملمحاً إلى أن «جهات رسمية تدرس حالياً الملف نفسه، فيما ستفرز هذه الدراسة عن مشروع قانون لحماية المنتجات الوطنية»، وهو المطلب نفسه الذي طالب به صناعيون، إذ لاحظوا أن «الصناعة الوطنية تواجه تحديين، أحدهما عالمي والآخر من دول خليجية مجاورة، على اعتبار أن الصناعة في هذه الدول تلقى دعماً حكومياً، يجعل من تكاليف التشغيل والإنتاج لديها أقل من التكاليف المحلية، ما يؤدي إلى انخفاض أسعار هذه المنتجات عن مثيلاتها المصنعة محلياً».

 
وأشارت دراسة لمركز المعلومات في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، نشرتها «الإمارات اليوم» الأسبوع الماضي، إلى «وجود مخاطر إغراق الأسواق المحلية بمنتجات صناعية أقل سعراً، ما يؤثر سلباً في الصناعة المحلية والسوق في ظل ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم في دولة الإمارات، وانخفاض الأسعار ومعدلات التضخم في السعودية، وبعض دول الخليج».

 

قانون مرتقب
ورأى رئيس اللجنة المالية والاقتصادية والصناعية في المجلس الوطني حمد حارث المدفع «ضرورة وجود قانون يحمي المنتجات الوطنية من مخاطر الإغراق من بضائع واردة من الخارج ورخيصة الثمن»، مشيراً إلى أن «جهات رسمية تدرس حالياً إصدار قانون في هذا الشأن، على أن يناقش في الدورة البرلمانية المقبلة للمجلس بعد الإجازة الصيفية».

 

إشكالية الإغراق
ولاحظ مدير عام مجموعة الشموخ الاستثمارية الدكتور علي العامري أن «بعض الدول المجاورة تقدم حكوماتها تسهيلات ودعماً مباشراً للصناعة الوطنية، ما يؤدي إلى انخفاض تكاليف التشغيل لدى هذه المصانع مقارنة بالمصانع الوطنية لدينا، وتالياً تنخفض أسعار منتجاتها في مواجهة منتجاتنا وبصورة غير عادلة، ما يؤدي إلى وقوع منتجاتنا في إشكالية الإغراق من سلع تباع بأسعار محروقة».

 

ولفت العامري إلى أن «تطبيق مبادئ السوق المفتوحة على العالم، ليس معناه أن نترك مصانعنا الوطنية مهددة بالإغلاق نتيجة إغراق السوق بمنتجات رخيصة الثمن أو مدعومة من قبل حكوماتها، بينما المفترض أن تسرع جهات رسمية في إصدار قانون يحمي منتجاتنا الوطنية».

 

أفضلية التسويق
وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي رجل الأعمال أحمد خلف المزروعي إن «فلسفة السوق المحلية تعتمد على انفتاحها على العالم الخارجي، بينما مازالت بعض الدول المجاورة تطبق مبادئ الأفضلية للمنتجات الوطنية، وهو أمر يضر بقدرة منتجاتنا على التنافس العادل مع هذه المنتجات». 

 

وأضاف أن «المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، على سبيل المثال، أصدر أخيراً قراراً يمنح الأفضلية للمنتجات المصنعة محلياً، حتى لو زاد سعرها بنسبة تصل إلى 10% عن سعر المنتج المنافس، بينما من المؤسف أن بعض الدوائر والجهات الرسمية والشركات الخاصة لم تلتزم بهذا القرار».

 

وطالب المزروعي «بمنح المنتجات المصنعة محلياً الأفضلية في التسويق على مستوى الدولة، ولتكن بالنسبة نفسها التي أصدرها المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في وقت سابق، إذ إن جودة بعض هذه المنتجات عالمية، وإن تطبيق مثل هذه القرارات ستصب في صالح المصنّعين الوطنيين، كنوع من الإنصاف للمنتج المحلي».

 

إطار تشريعي
وقال المستشار القانــوني عــمر عبــيدات إن «دولة الإمارات عضو في منــظمة التجارة العالمية، وتالياً فــهي ملزمة بالاتفاقيات المنظمة في هذا الصدد»، معتبراً أن «مكافحة الإغــراق من خــلال قانون ونصوص تشريعــية واضحة وآلية تسلّم والنـظر في طلــبات مكــافحة الإغراق، أمر يصب في مصلحة المنتجات الوطنية، على اعتــبار أنها تدابـير وقائــية لتجنب الوقوع في خــسائر مالــية لــهذه المصانـع، قـد تؤدي إلى إفــلاس بــعضها».

 

وأشار عبيدات إلى أن «اللجوء للقانون (النظام) الموحد لمكافحة الإغراق لدول مجلس التعاون الخليجي من قبل مصنّعين لتسجيل شكاوى ضد منتجات تهدد مصانعهم، أمر منطقي، لاسيما أن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المنتجات مقرر قانوناً». وأوضح أن «طلب مكافحة الإغراق يبدأ غالباً من قطاع الصناعة المحلية، الذي يعرف مدى قدرته على مواجهة بضائع وسلع مستوردة قد تشكل خطراً على منتجاته، وتلحق به أضراراً مالية».  

 

ندوة  
تنظم غرفة تجارة وصناعة دبي، نهاية الشهر الجاري، ندوة عن مكافحة الإغراق التجاري بدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لزيادة المعلومات المتعلقة بإجراء الترتيبات الخاصة بمكافحة الإغراق التجاري بدول المجلس، وتحديد دور الأمانة الفنية لمكافحة الإغراق التجاري وتشخيص الممارسات التي تلحق الضرر بالتجارة الدولية، وكذا توضيح اتفاقات منظمة التجارة العالمية حول الموضوع وإجراءاتها المضادة.

تويتر