حكي الخرائط
|
تحتفل مدينة كيبيك، عاصمة المقاطعة التي تحمل نفس الاسم، الأسبوع الجاري، بمرور أربعة قرون على تأسيسها.
تأتي الاحتفالات بتأسيس المدينة، التي تعني لغوياً «حين يقترب النهر»، في ذكرى وصول المستكشف الفرنسي سامويل دو شامبلان لهذه المدينة في يوليو عام 1608، معلناً بذلك بداية وجود فرنسي دائم في اميركا الشمالية، من خلال مدينة تبقى الأقرب الى اوروبا بين كل مدن هذا القطر من العالم.
وتعتبر كيبيك أكبر المقاطعات الكندية مساحة، إذ تبلغ مساحتها 1.54 مليون كيلومتر مربع، وعرفت أول اكتشافها بـ«فرنسا الجديدة». ثم عرفت باسم «مقاطعة كوبيك» حتى أواخر القرن الـ.18 وتأتي في المرتبة الثانية بين الولايات الكندية من حيث عدد السكان، وأهم مدنها مونتريال.
تمثل هوية الـ«كيبيك» معضلة تاريخية للإقليم، ويصر القوميون في المقاطعة على هوية منفصلة لها منذ قرون. وقد شهد الإقليم في مطلع الستينات ما عرف باسم «الثورة الهادئة» حين أنهى بيير اليوت ترودو، وحلفاؤه الليبراليون، حكم المحافظين من مؤيدي النفوذ الانجلوساكسوني وخصوصاً الاقتصادي، وكانت الثورة مقدمة لتغييرات سياسية واجتماعية راديكالية، لكن تزامن معها ايضا ظهور «جبهة تحرير الكيبيك» الانفصالية التي لم تقنع بطريق الإصلاح السلمي التدريجي وانتهجت طريق العنف.
جرت محاولة لفصل كيبيك عن كندا في سنة 1980، إلا أن المحاولة فشلت واضطرت الحكومة الفيدرالية لإرسال قوات من الجيش لإعادة النظام ومنع الاستقلاليين من التظاهر. لكن البرلمان الكندي أقر التماساً شعبياً «رمزياً» عام 1995 اعترف فيه ب«الكوبيكيين كأمة داخل كندا». من الناحية الاقتصادية تعتبر كيبيك مقاطعة فقيرة مقارنة مع ولاية أونتاريو الناطقة بالإنجليزية، وتوجد بها العاصمة أوتاوا، وأهم المدن الكندية تورونتو. وتستفحل البطالة في المقاطعة نظراً للإمكانات القليلة وتزايد أعداد المهاجرين الذين يفدون أساساً من الدول الناطقة بالفرنسية. يسود الشمال الشتاء الطويل البارد حيث يسيطر التجمد وتتدنى درجة الحرارة فتصل إلى 40 درجة ما دون الصفر، والصيف قصير ودافئ لايسمح بالنشاط الزراعي إلا في مناطق محدودة، وتنمو الغابات الصنوبرية، وتقل كلما اتجهنا إلى الشمال. وتشمل قائمة المعادن المنتجة الحديد والنحاس والذهب والزنك. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news