ماذا حلَّ بالطبقة الوسطى؟
أعتقد جازماً بأن تضاعف ثروات الأغنياء كان على حساب الفقراء، ولا جدال أن التضخم وتأثيراته السلبية كان له دور رئيس، إلا أن الحكومات الخليجية ابتعدت عن إيجاد استراتيجية متوسطة المدى تضمن الاستفادة من عائدات النفط لتعزيز أهم الطبقات داخل المجتمع، فتحولت إيجابيات الطفرة لتصب، غالباً، في مصلحة الأغنياء الذين زادت ثرواتهم عبر استفادتهم من الفرص التي لم تتوقف يوماً خلال السنوات الست الماضية. الأمر الآخر عدم تعامل الحكومات مع الإسراف الاستهلاكي الناجم عن رغبة الطبقة الوسطى في مجاراة الطبقة الغنية لتأكيد مكانتها الاجتماعية، وهو ما تسبب في ضغوط مجتمعية على أفراد الطبقة الوسطى بحثاً عن الوصول إلى تأكيد أحقيتهم في الوصول إلى طبقتهم التي يختارونها، ولم يكن من طريق أمام كثير منهم سوى الاتجاه للاقتراض بشكل أثقل على كاهلهم، في ظل حيرة من السلطات المصرفية في اتخاذ تدابير تكبح جماح هذه الظاهرة.
الخوف كل الخوف من زيادة الهوة بين طبقات المجتمع الخليجي، فيما مجتمعات أخرى، كالمجتمع الهندي والصيني، الذين استفادوا من الطفرة الاقتصادية بتقليل طبقتهم الفقيرة بشكل يدعو للإعجاب، أما لدينا فلم نرَ إلا زيادة في تحقيقات معدلات الثراء بشكل غير مسبوق، كما يشير تقرير الثراء العالمي العام الماضي، فبلغ عدد الأثرياء في السعودية 101 ألف مليونير مقابل 90 ألفاً في 2006، وبلغ حجم ثرواتهم المجمعة 182 مليار دولار، وفي الإمارات زاد عدد المليونيرات الى 79 ألفاً مقابل 68 ألفاً خلال الفترة نفسها وبلغ حجم ثرواتهم 91 مليار دولار.. مرة أخرى اللهم لا حسد!!
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news