محمد الموسوي.. واجهة متقدمة لمسلمي فرنسا


تمَّ انتخاب الدكتور محمد الموسوي بالإجماع رئيساً للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. ويخلف الموسوي (44 عاماً) الذي يتابع إجراءات نيله الجنسية الفرنسية، إمام مسجد باريس الكبير، دليل بوبكر، الذي ترأس المجلس منذ عام 2003 بعد ان أنشأه نيكولا ساركوزي الذي كان وزيراً للداخلية آنذاك. 

 

وكان الموسوي هو المرشح الوحيد بعد أن أجمعت المكونات المختلفة للمجلس على توحيد اللائحة بعد أسبوعين من المناقشات المكثفة. وقد حصل الموسوي على دكتوراه في الرياضيات، ويعمل حالياً محاضراً وباحثاً في جامعة افينيون جنوب فرنسا. 

 

ولد الموسوي في قرية فيكيك في المغرب، وهاجر إلى فرنسا وعمره 22 سنة.  وتقول أوساط فرنسية إن رئيس المجلس الجديد معروف باعتداله الديني وثقافته الواسعة، حيث يتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية، إضافة إلى العربية ولغة أمه الأمازيغية. 

 

ويذكر أنه رفض في البداية فكرة ترؤسه للمجلس بحجة أنه ليس لديه الوقت الكافي للحضور إلى باريس، وترك عمله في الجامعة. ويقول المقربون منه إن الرجل يقضي أغلب أوقاته في الأبحاث وبين رفوف الكتب.

 

ويضم المجلس سبع هيئات تمثل الجاليات المسلمة في فرنسا، أهمها تجمع مسلمي فرنسا الذي كان الموسوي يترأسه واتحاد المنظمات الإسلامية ولجنة تنسيق المسلمين الأتراك، إضافة إلى مسجد باريس. وتشكل هذه المجموعات توجهات مختلفة ترتبط بالبلد الأصل وممارسة الشعائر الدينية. 

 

وتضم فرنسا نحو خمسة ملايين مسلم، حسب الإحصاءات الرسمية وينقسمون الى 1.5 مليون من اصول جزائرية، ومليون من المغرب، و400 الف من تونس، و340 الفاً من جنوب الصحراء الإفريقية و313 الف تركي و70 الف مسلم اسيوي، هذا من دون احتساب معتنقي الإسلام والمهاجرين غير القانونيين.  ويأتي إنشاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على المستوى الوطني، وكذلك إنشاء مجالس إقليمية على مستوى مختلف المقاطعات الفرنسية تلبية لحاجة ملحة تحتل الأولوية تكمن في إقامة «حوار بين المسلمين والسلطات العامة الفرنسية».

 

ويهدف هذا المجلس أيضاً إلى تسهيل الحوار الداخلي بين مختلف المدارس الفكرية للديانة الإسلامية. كما يهدف إلى الدفاع عن مكانة الإسلام ومصالحه في فرنسا وتنظيم تقاسم المعلومات والخدمات بين مختلف أماكن العبادة، وتشجيع الحوار بين الديانات. ويعد البعض المجلس أداة في يد الحكومة الفرنسية للتأثير في الجاليات الإسلامية، لكن هناك تياراً آخر يرى أهمية متزايدة له في ظل الجدل الدائر حول دمج المسلمين، والموقف من العلمانية، وأوضاع المهاجرين في فرنسا.

تويتر