«الذرية»: ضرب إيران سيحوّل المنطقة إلى «كرة لهيب»

البرادعي: أي هجوم لن يؤدي إلا إلى جعل إيران أكثر تصميماً في مواجهتها مع الغرب    «أرشيفية»


اعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان توجيه ضربة عسكرية الى ايران، سيحول المنطقة الى «كرة من اللهيب»، فيما أكدت طهران أن تخصيب اليورانيوم مستمر من دون توقف، مجددة في الوقت نفسها رفضها التفاوض مع الدول الكبرى على اساس تعليق التخصيب، ومعتبرة أن احتمال شن هجوم اسرائيلي على منشآتها النووية مستحيل.

 

وفي التفاصيل، قال المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي، في مقابلة مع محطة «العربية» الفضائية بثت الليلة قبل الماضية وأعيد بثها امس، ان توجيه «ضربة عسكرية (الى ايران) في رأيي ستكون أسوأ من اي شيء.. ستحول منطقة الشرق الاوسط الى كرة من اللهيب». وأضاف ان «اي هجوم لن يؤدي الا الى جعل ايران اكثر تصميما في مواجهتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي».

 

وتابع البرادعي «حتى لو لم تقم اليوم بصنع سلاح نووي، فستؤدي الضربة العسكرية الى ما يطلق عليه خطة عاجلة الى صنع سلاح نووي بموافقة كل الايرانيين، حتى الذين يعيشون في الغرب».

 

وأوضح مديرعام الوكالة الذرية انه لا يرى في البرنامج النووي الايراني حاليا «خطرا بالغا وملحا»، مضيفا ان «القيام بعمل عسكري نحو ايران في هذا الوقت سيجعله غير قادر على مواصلة عمله».

 

من جهته، نقل عن مبعوث طهران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية في فيينا قوله امس، إن بلاده تمضي قدما في تخصيب اليورانيوم، بالرغم من عرض القوى العالمية حوافز اقتصادية، لإقناع طهران بوقف مثل هذه الأنشطة. وقال سلطانية في مقابلة مع هيئة الاذاعة والتلفزيون الإيرانية «الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستمرة في التخصيب  من دون توقف».

وأضاف أن أنشطة إيران المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، تخضع لمراقبة دائمة من خلال كاميرات الوكالة الدولية وأن أعمال التفتيش التي تقوم بها الوكالة تجري بشكل مستمر. وأوضح ان «طلب تعليق التخصيب مسألة قديمة ولا اساس تقنيا او قانونيا لها».

 

وفي طهران، جدد المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام امس،  رفض طهران اي تفاوض مع الدول الكبرى على اساس تعليق تخصيب اليورانيوم.

 

وقال الهام في تصريحه الصحافي الاسبوعي «ان مسألة تعليق انشطتنا (النووية) وتخصيب اليورانيوم غير منطقية وغير مقبولة. ان مواصلة التفاوض لن تكون على اساس التعليق». وردا على تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» بأن إسرائيل أجرت مناورات عسكرية كبيرة، في تجربة، فيما يبدو لقصف محتمل لمنشآت إيران النووية، قال الهام  «هذا يبرهن وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأنها (إسرائيل) نظام خطر وعائق للسلام والهدوء في المنطقة والعالم».

 

ووصف الناطق باسم الحكومة الايرانية، اسرائيل بأنها «نظام دمية لا يمكنه تجنب ازمة الشرعية عبر الاعتداء على دول اخرى». معتبرا ان احتمال شن هجوم اسرائيلي على بلاده «مستحيل».

 

في هذه الأثناء، رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي تساهي هانغبي امس، ان الجهود الدبلوماسية لوقف البرنامج النووي الايراني باءت حتى الآن بالفشل، معربا عن تشاؤمه لما قد يخبئه المستقبل.

 

وصرح هانغبي للإذاعة الاسرائيلية العامة، بأن العامين المقبلين سيكونان «حاسمين». وقال «على العالم ان يقرر ما اذا كان ينبغي اعطاء مزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية التي لا يبدو انها واعدة».

«دير شبيغل»: دمشق وبيونغ يانغ ساعدتا طهران

ذكرت مجلة «دير شبيغل» الالمانية ان دمشق وبيونغ يانغ ساعدتا طهران في تطوير برنامجها النووي، عبر بناء الموقع النووي المفترض في سورية، والتي زعمت اسرائيل أنها دمرته في سبتمبر الماضي.

 

وتقول المجلة في عددها الذي يصدر غدا الاثنين، نقلا عن تقارير اجهزة الاستخبارات الالمانية تؤكد المجلة امتلاك نسخ عن مقتطفات عنها، ان الرئيس السوري بشار الاسد يفكر حاليا في سحب دعمه للبرنامج النووي الايراني.

 

وتفيد التقارير، ان موقع «الكبر» في سورية، كان مقررا ان يستخدم لمشروع عسكري مشترك بين سورية وكوريا الشمالية وإيران، وهو عبارة عن مفاعل نووي لغايات عسكرية.

وبحسب مصادر «دير شبيغل»، فقد كان مقررا ان تساعد بيونغ يانغ العلماء الايرانيين على التقدم في برنامجهم النووي عن طريق تزويدهم بمعارف اضافية. كما كان مقررا ان يكون «الكبر» موقعا موقتا لإيران تطور فيه قنبلتها النووية بانتظار تمكنها من القيام بذلك على اراضيها.

برلين ـ أ.ف.ب

تويتر