أقول لكم

 

إنها نظرة ضيقة؛ لا، بل هي رؤية بعين واحدة مصابة بالعشو النوعي، وليسمح لي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، سيدات وسادة، مشاركين في نقاش يوم أمس الأول أم صامتين، فلا نوجه حديثنا إلى أحد بعينه، ولا نقصد من وقف مع منح المساكن أو القروض للأرامل والمطلقات والعازبات أم ضده، فلا تهمنا الأسماء هنا، ولا نريد أن نعرف من كال من الكلام ما لا يجوز بحق فئة من أبناء البلد؛ ولكننا نستغرب من القرار الأخير الذي تمّت المصادقة عليه، باستثناء العازبات المواطنات من حق الحصول على المسكن.

 

يا سادة، كلمة المواطن لا تعني الرجل، بل تعني كل أبناء هذا الوطن وبناته شيبًا وشبابًا، رجالاً ونساءً وأطفالاً، متزوجين وعزابًا ، مطلقات وعازبات، عوانس ومتزوجات، أرامل ومعيلات، عاملين وعاملات، عاطلين وعاطلات، ذوات أولاد أو بنات، دارسات أو جاهلات، لا نوع ولا جنس ولا لون ولا حالة اجتماعية تفرق بين مواطن ومواطن ، والخير كثير ، والحق يجب أن يصل إلى مستحقيه. هكذا يقول الدستور، وهكذا عوّدتنا القيادة الكريمة. فمن من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي سمحت له أفكاره «النيّرة» بأن يشكك في نيات نسائنا، ليلصق بهنّ تهمة عدم الزواج وتكوين أسرة حتى تبلغ الأربعين، لتحصل على مسكن أو قرض لبناء مسكن؟ ومن ذلك الذي في الأساس حدد للمرأة عمرًا ليعترف بحقها في المسكن بخلاف الرجال؟ ومن قبل بأن يحمل آلام المتزوجات من غير المواطنين وعذاباتهن، برفض منحهن حق العيش الكريم في أمان وطمأنينة تحت ظل خليفة ومحمد؟

 

قد أكون منفعلاً وأنا أكتب اليوم، ولكن هذا الانفعال ناتج عن الأسف، ليس على التمييز الذي حصل فقط، بل على مجلس وطني كنا ننتظر منه أن يكون أكثر قربًا من الناس وحملاً لهمومهم فإذا به يبتعد كثيرًا في اتجاه أهواء فردية خاضعة لحسابات خاطئة .

 

myousef_1@yahoo.com

الأكثر مشاركة