مناطق الألعاب.. أطفال وفيروسـات

مناطق الألعاب تتطلب تعقيماً يومياً.     تصوير: أسامة أبوغانم
 

حين تكتظ مناطق ألعاب الأطفال في مراكز التسوّق، بالصغار، وتعلو الضحكات والصخب اللطيف، ويتبادلون في المساحات الترفيهية الشقاوات، ويتسابقون للقفز على الحصان، او التزحلق على المرتفعات البلاستيكية، فإن خطراً ماكراً يتهددهم غير السقوط عن ظهر الحصان، أو الانزلاق عن ظهر جبل البلاستيك! فهم هنا لا يتبادلون الفرحة فحسب، اذ تعتبر هذه الأماكن احد أكثر الأماكن خصوبة لنمو وانتقال الأمراض الفيروسية المعدية والجراثيم.

 

وحول اشكالية النظافة في هذه الأماكن، والأمراض التي يمكن أن تنتقل الى الأطفال عبرها، وكيفية جعلها اكثر اماناً، يقول طبيب الأطفال، مسعف العبد الرزاق، ان «من الصعب علينا ان نحصي عدد الأمراض التي يمكن ان تنتقل الى الأطفال عبر هذه الألعاب، لاسيما اننا نتحدث عن اطفال لا يسهل عليهم ضبط الإفرازات اللعابية، او حتى التقيؤ والتبول وغيرهما من الأمور.

 

ولكن من جهة اخرى، يصعب منع الأولاد ايضاً من دخول هذه الأماكن كونهم يحبون اللعب فيها»، وتابع العبد الرزاق «عادة كأطباء اذا ما اردنا توجيه نصيحة معينة، فإننا نحرص على ان تكون بعدم اصطحاب الأطفال الذين يعانون بعض الأمراض المعدية الى هذه الأماكن، كي لا تتنقل العدوى الى بقية الأطفال».

 

أمراض فيروسية 
وتعتبر الأمراض الفيروسية «ابرز الأمراض  التي يمكن ان تنتقل عدواها الى الأطفال عبر هذه الأماكن، ولاسيما تلك التي تتعلق بالجهاز التنفسي وتنتقل عبر اللعاب، كالإنفلونزا،والتهاب المكورات العقدية والعنقودية والتهاب اللوز والتهاب القصبات الهوائية»، ويضيف العبد الرزاق، ان من الأمراض التي يحتمل ان تنتقل عبر هذه الأماكن «بعض الآفات المعوية من نوع (السلمونيلا) التي تؤدي الى التهابات الأمعاء، او حتى (روتا فيروس) المسؤول عن التهابات المعدة والأمعاء، او التهابات الكبد التي تنتقل عبر افرازات اللعاب وافرازات الجسم»، ولا يغفل العبد الرزاق الأمراض الجلدية المعدية «كالتهابات الجلد ومرض جدري الماء الموجود بكثرة في الإمارات».

 

تعقيم ضوئي 
لكن انتقال عدوى بعض الأمراض المعدية للأطفال «ليس حصراً على هذه المناطق» الترفيهية، اذ يؤكد العبد الرزاق «ان وجود الأولاد الحاملين فيروسات بعض الأمراض المعدية في الأماكن المفتوحة يؤدي الى انتقالها الى الأطفال، ولكن غرف الألعاب المغلقة تسهل عملية انتقالها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، غرف الكرات البلاستيكية، لذا انصح بتحديد عدد الأطفال في هذه المناطق ليتلاءم مع حجم الغرفة»، ويتابع العبد الرزاق «ألحظ من خلال التعاطي مع الناس ان العدوى تنتقل من خلال الازدحام في مراكز التسوق وليس من هذه المناطق فحسب، لذا يستحسن ان تعقم هذه الألعاب يومياً باعتماد نظام التعقيم الضوئي الذي يخفف من نسبة البكتيريا ويعقم الألعاب في المساء بعد اغلاقها».

 

تنظيف يومي 
وحول كيفية تنظيف اماكن العاب الأطفال، يقول مدير شركة فن كورنر، محمد مراد، ان مناطق الألعاب «تنظف يومياً من خلال مسحها بالماء والمعقم، ويتم تفكيك الألعاب كل اسبوعين وينظف مكانها ثم يعاد تركيبها من جديد، لكن في حال لاحظنا وجود بقايا طعام او تقيؤ، فإننا نعمد الى تفكيكها وتنظيف المكان على الفور»، اما غرف الكرات البلاستيكية، «فهي تنظف كل اسبوعين بصفة دورية، وذلك عبر غسلها يدوياً بالماء والصابون والمعقم، كما وينظف المكان الذي توضع فيه الكرات بالطريقة نفسها كل اسبوعين»، ولفت مراد الى ان «البلدية تجري زيارات دورية لهذه الأماكن للتأكد من نظافتها، وشروط السلامة فيها، وفي حين ان البلدية تفرض علينا هذا التنظيف بصفة شهرية، فإننا نقوم بتنظيف مناطق العاب شركة (فن كورنر) كل اسبوعين، بالإضافة الى اننا نعمد الى مراقبة اماكن الألعاب عبر الكاميرات التي تخولنا رؤية الأماكن غير النظيفة او الملوثة وتنظيفها يومياً». 

 

أعداد الأطفال
يحدد عدد الأطفال في غرف مناطق الألعاب تبعاً لمساحتها، اذ يؤكد مراد «انه يسمح لدخول 100 طفل في الغرف الكبيرة والمفتوحة على بعضها بعض، بينما يسمح لدخول عدد محدود لا يتجاوز الـ20 طفلاً في الغرف الصغيرة والمغلقة»، ويضيف «غالباً لا نلاحظ وجود اطفال مرضى في مناطق الألعاب، وطبعاً نحن لا نقوم بفحص الأطفال لكن الأهالي عادة لا يعمدون الى اصطحاب الأطفال المرضى الى هذه الأماكن كون الطفل المريض يكون تعباً ولا يتمتع بالقدرة الكافية على اللعب». أ

 

ما لجهة وضع الملصقات التي تمنع الأهالي من ادخال اطفالهم المرضى الى مناطق الألعاب، فقد لفت مراد الى «ان التعليمات التي تنص عليها البلدية هي التي نلتزم بها ونضعها على مدخل مناطق الألعاب، مشيرا الى انه من الجميل ان يتم الالتفات الى اهمية وضع هذه النقطة، كجزء من النقاط الأساسية التي تشرف عليها البلدية». 

 

كرات في المنزل
وتقول زينة نور عن غرف لعب الأطفال المغلقة، ولا سيما غرف الكرات الخاصة، «كان اخي يستمتع في غرف الكرات البلاستيكية المغلقة، لذا كنت اصطحبه الى هناك بصفة دورية»، لكنها تستدرك «اليوم بعد ان اصبحت أمّاً، وبعد ان عرفت ما تحتويه هذه الغرف، لا اعتقد اني سأصطحب طفلتي الى هذه الأماكن التي تعد مرتعاً للفيروسات والجراثيم، لاسيما اني لا اعتقد ان الكرات تغسل وتعقم يومياً»، وتضيف نور «لا اريد ان اعاقب بناتي بعدم اللعب بهذه الألعاب التي تعمل على تفريغ طاقة الطفل، لذا اعتقد انه من الممكن ان اشتري هذه الألعاب واضعها في المنزل؛ لأتيح لهم فرصة الاستمتاع الآمن».

 

آلات حادة 
من جهتها، تأخذ أم سليم اطفالها الى مناطق الألعاب الترفيهية، لكنها ترفض رفضاً قاطعاً دخولهم غرف الكرات البلاستيكية، وتقول «ليست الجراثيم هي السبب الوحيد الذي يمنعني من اصطحاب اولادي الى هذه الأماكن، اذ اخاف من وجود بعض الأدوات الحادة التي قد تكون تحت الكرات وغير بارزة؛ مما يعرض الطفل الى خطر الإصابة بها، اضافة الى خطر انتقال الجراثيم والأمراض المعدية عبر هذه الكرات»، وتضيف ام سليم  «سبق ان ذهب ولداي الى هذه الغرف مع اخوتي من دون علمي، لكنها كانت المرة الأولى والأخيرة، فاليوم اصطحبهم الى مناطق الألعاب من دون ان يقصدوا غرف الكرات».

عقوبات وغرامة   
يعد تنظيف مناطق الألعاب وسلامتها من الأمور التي تنص عليها البلدية، كما تجري البلدية تفتيشاً دورياً وفحوصات ظاهرية على هذه المناطق للتأكد من خلوها من أي ملوثات او نفايات متراكمة، بالإضافة الى اخذ عينات من الكرات للتأكد من خلوها من الجراثيم.
 
اما في حال ثبوت بعض الجراثيم في هذه الأماكن وعدم خلوها من المخالفات، فينذر المركز ويعاقب بغرامات مالية تتراوح بين 500 و2000 درهم، وتتصاعد المخالفة في حال تكرارها.  
تويتر