لبنان: ولادة رئيس.. وتعميد مصالحة

سليمان: ندعو القوى السياسية إلى مرحلة جديدة                                                             أ.ف.ب

أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بعد ظهر أمس، انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بأكثرية 118 صوتاً من اصل 127 .


وقال بري إن عمليات الفرز أظهرت حصول سليمان على 118 صوتاً مقابل ست أوراق بيض وثلاث أوراق لم يتم الاعتراف بها، كتب عليها اسما النائب السابق نسيب لحود والوزير السابق جان عبيد وعبارة «رفيق الحريري والنواب الشهداء». 


وبذلك، يكون سليمان نال عدد الأصوات نفسه الذي ناله الرئيس السابق اميل لحود عند انتخابه العام 1989، واثر جلسة الانتخاب وصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى مقر مجلس النواب، حيث كان في استقباله رئيس المجلس، وأدت له ثلة من الحرس الجمهوري التحية.


ووصل أيضا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يرافقه وزير الخارجية علي باباجان. كما وصل بعد الظهر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤول سوري رفيع منذ اشتراك المعلم في اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت في اغسطس 2006.

 

وبعيد وصول المعلم، وصل الى المطار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وتوجه مباشرة الى مقر مجلس النواب. 


وأدلى النائب في الأكثرية بطرس حرب بمداخلة اعلن فيها «عدم قبوله بالآلية الدستورية التي اتبعت» لانتخاب سليمان.


وتحفظ النائبان في الأغلبية جورج عدوان ونايلة معوض عن آلية الانتخاب، فيما اقترح النائب حسين الحسيني تعليق العمل بالمادة 49 من الدستور اللبناني في شكل نهائي، والتي تمنع موظفي الفئة الأولى الترشح للرئاسة إلا بعد مرور عامين على تقديم استقالاتهم، داعياً الى التئام الحكومة فوراً للقيام بذلك.


من جهته دعا الرئيس اللبناني المنتخب ميشال سليمان اللبنانيين الى «الاتحاد والتضامن»، مشدداً على اهمية تحديد استراتيجية دفاعية عبر «حوار هادئ»  وقيام علاقات دبلوماسية مع سورية.


وقال سليمان  بعيد انتخابه «أدعوكم قوى سياسية ومواطنين الى مرحلة جديدة نلتزم فيها مشروعاً وطنياً، وإلى تفعيل المؤسسات الدستورية». 


واضاف ان «الخلاف السياسي ينبغي ان يكون حافزاً لنا لإيجاد المخارج وتحقيق التوازن بين الصلاحيات والمسؤوليات  فلنتحد ونتضامن ونسر معاً نحو مصالحة راسخة ونعمل لبناء الدولة المدنية المرتكزة على احترام الحريات».


وتطرق سليمان في خطابه إلى سلاح حزب الله  مشيداً بالإنجازات التي حققها، لكنه تدارك ان «بقاء مزارع شبعا  تحت الاحتلال يحتم علينا وضع استراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازمة مع حوار هادئ».


ودعا الى «الاستفادة من طاقات المقاومة خدمة لهذه الاستراتيجية»  مشدداً على الا «تستهلك (المقاومة) إنجازاتها في صراعات داخلية».    


5 تحديات تنتظر المرحلة الجديدة
بيروت  أ.ف.ب

•سلاح حزب الله وقرار الأمم المتحدة 1559
 تعد ترسانة حزب الله محور الأزمة السياسية اللبنانية. وحزب الله هو الجماعة الوحيدة التي سمح لها بأن تحتفظ بسلاحها بعد الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 بعد تصدره المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. 


وانسحبت اسرائيل في عام 2000 وبدأ بعض اللبنانيين يدعو إلى نزع سلاحه، فيما أكد قادته أن الحزب  سيدرس مسألة تسليم سلاحه فقط بموجب استراتيجية للدفاع الوطني لإصدار مجلس الأمن الدولي قراراً عام 2004 يحمل رقم 1559 يدعو الى نزع سلاح كل الميليشيات في البلاد، في إشارة الى حزب الله.


•العلاقات مع سورية
يواجه الرئيس الجديد والحكومة تحدي تحسين العلاقات مع دمشق ولا توجد علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية.


•قرار مجلس الأمن الدولي 1701
حصدر في 11 أغسطس 2006 قرار ينهي 34 يوماً من الحرب بين حزب الله واسرائيل. وأسفر القرار عن نشر نحو 15 الف جندي لبناني والآلاف من قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان، ودعا القرار الى وقف الأعمال العدائية لكن القرار لم يعلن وقفاً لإطلاق النار بين لبنان واسرائيل.


•المحكمة الدولية الخاصة بالحريري
 تشكل الأمم المتحدة محكمة دولية لمحاكمة المشتبه فيهم في مقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، في 14 من فبراير 2005، وهجمات اخرى طالت شخصيات موالية «سابقاً» لبنانية. وصوّت مجلس الأمن في مايو عام 2007 على تشكيلالمحكمة. ولم تقر الدولة اللبنانية خطط المحكمة .
 

•الاقتصاد
 ااثرت الأزمة السياسية، والاغتيالات، والمعارك في مخيم نهر البارد، و34 يوماً من القتال مع اسرائيل، في الاقتصاد المثقل بالديون الذي لم يتقدم في عام 2006 ولكنه سجل نمواً بنحو 4% في عام 2007 .

وكانت الحكومة الحالية عزمت على خصخصة شبكتي الهاتف المحمول، حيث ستذهب ايرادات بيعهما الى تغطية بعض الديون. وستواجه الحكومة الجديدة ايضا تحدي اصلاح قطاع الكهرباء المؤجل.
 

جنرالات لبنان.. «ملوك» اللحظات الأخيرة    
بيروت ــ رويترز


يعتبر ميشال سليمان قائد الجيش الرابع الذي يتولى سدة الرئاسة في البلاد منذ الاستقلال عام 1943 .

في ما يلي نبذة مختصرة عن قادة الجيش السابقين الذين حكموا لبنان.


فؤاد شهاب 1958ــ1964
ولد عام 1902 وعين قائداً للجيش اللبناني عام 1945، وأدى اليمين كرئيس للبلادفي يوليو عام 1958 بعد ان دعم المسلمون والمسيحيون وصوله الى المنصب في نهاية ستة اشهر من الصراع الطائفي بينهم.

وتمتع لبنان بازدهار اقتصادي وإصلاح خلال ولايته لكن معارضيه يقولون انه عمل على زيادة دور المخابرات اللبنانية في الشؤون الداخلية.


رفض شهاب ان ينتخب لفترة ثانية على الرغم من ان مجلس الوزراء كان قد وافق على طلب يسمح بتعديل الدستور ليتمكن من تولي ولاية ثانية. توفي عام 1973.


ميشال عون 1988ــ1989
عُين عون قائداً للجيش عام 1984. في سبتمبر عام 1988، عينه الرئيس امين الجميل رئيساً لحكومة عسكريةانتقالية قبل دقائق من انتهاء ولايته الرئاسية، بعد فشل لبنان في انتخاب رئيس بسبب الصراع السياسي والحرب الأهلية.

وترافقت ولايته مع ازمة دستورية اثر رفض الزعماء المسلمين الاعتراف بحكومة عون وظلوا موالين للحكومة التي كان يترأسها مسلم في غرب بيروت بقيادة سليم الحص. وأعلن عون حرب التحرير الدموية ضد القوات السورية في لبنان، وانخرط مع ميليشا القوات اللبنانية في قتال دمر قلب المنطقة المسيحية.


في نوفمبر عام 1989 انتخب رينيه معوض رئيساً لكن عون لم يتخل عن موقعه حتى أجبرته القوات بقيادة سورية على مغادرة قصر بعبدا في 13 أكتوبر عام 1990.غادر عون الى فرنسا ولم يعد إلا بعد مغادرة القوات السورية لبنان عام2005 .


يترأس عون الآن التيار الوطني الحر المسيحي المعارض، الذي يقيم تحالفاً معحزب الله، وكانت لديه طموحات قوية بأن يصبح رئيساً مقبلاً للبنان. 


إميل لحود 1998ــ2007
أصبح العماد إميل لحود، الذي اعتبر الخيار السوري المفضل، رئيساً عام 1998 بعد ان كان يتولى قيادة الجيش منذ عام 1989 .

وتم تعديل المادة 49 من الدستور للسماح لقائد الجيش بتولي منصب الرئاسة. وخلال مدة ولايته انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. ومددت ولاية لحود ثلاث سنوات اضافية، ومنذ ذلك الحين دخل لبنان في أسوأ أزمة سياسية منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي1975 و 1990 .

 
 
عبدالله بن زايد يأمل بمشاركة كل اللبنانيين في صنع مستقبلهم 
بيروت - وام 

عبدالله بن زايد لحظة وصوله إلى البرلمان اللبناني 
 

شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في جلسة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية بمجلس النواب اللبناني أمس، ونقل سموه تهاني وتحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للعماد ميشال سليمان بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية وتمنيات سموهما للبنان الشقيق وشعبه باطراد التقدم والرخاء والأمن.

 

وأعرب سموه عن أمله بمشاركة جميع الفرقاء اللبنانيين في تحديد مستقبل بلادهم نحو الازدهار، بما يحقق التقدم للشعب ويؤمّن تحرير ما تبقى من أراضيه.     

 

بوش يرحب بانتخاب رئيس للبنان 
واشنطن ــ أ.ف.ب
 

رحب الرئيس الأميركي جورج بوش  بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً جديداً للبنان متطلعاً الى «حقبة من المصالحة السياسية في البلاد»، وذلك في بيان صادر عن البيت الأبيض.


وقال بوش في البيان «إنني على ثقة بأن لبنان اختار رئيساً ملتزماً بحماية سيادته وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية والاضطلاع بواجبات لبنان الدولية كما نصت عليها قرارات مجلس الأمن الدولي».

وتابع «نتطلع للعمل مع الرئيس سليمان استمراراً لتحقيق قيم الحرية والاستقلال المشتركة بيننا». 


كوشنير: نحلم بلبنان أكثر اتحاداً وحرية
بيروت ــ أ.ف.ب

قال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير للصحافيين لدى وصوله بيروت أمس، ان المصالحة اللبنانية التي تمت في الدوحة  مرحلة ايجابية في الاتجاه الصحيح، وكنا نأمل أن نصل إلى هذا الحل بطريقة اكثر ديمقراطية». 


وأضاف «الأهم أن يبدأ اللبنانيون بالعمل معاً، ونحلم بأن يكون لبنان في المستقبلاكثر اتحاداً وبلداً حراً ومستقلاً وسيداً على أرضه».


وكان كوشنير قاد العام الفائت مبادرة فرنسية لمعالجة الأزمة اللبنانية وزار بيروت سبع مرات على التوالي من دون أن تتكلل مساعيه بالنجاح.


متقي: أمن لبنان دعم لسلام المنطقة
بيروت ــ أ.ف.ب
 

رحب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، أمس، باتفاقالدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، معتبراً أن استتباب الأمن في لبنان هو استتباب للأمن في كل انحاء المنطقة.


وقال متقي  للصحافيين بعيد وصوله الى مطار بيروت لحضور جلسة انتخاب قائد الجيشالعماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية «أريد أن أؤكد أن كل دول المنطقة سواء العربية او الإسلامية يغمرها الفرح والسرور والاعتزاز بهذا الاتفاق المجيد والمبارك».         

 
تويتر