«اتفاق الدوحة» ينهي الأزمة اللبنانية
![]() | |
|
أقطاب المعارضة والموالاة تبادلوا العناق والتهاتي بحضور الوسيط العربي. رويترز
وقَّع الفرقاء اللبنانيون، أمس، في الدوحة اتفاقاً لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، يقضي بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً للجمهورية، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق على قانون انتخاب. ونجحت الدبلوماسية القطرية في انتزاع الاتفاق الصعب من الاكثرية والمعارضة بمشاركة عربية، الأمر الذي لقي ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً، وأثلج صدور اللبنانيين بعد 18 شهراً من التوتر الذي أوصل لبنان الى حافة الحرب الأهلية. وتفصيلاً، أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اللبناني توصل افرقاء الاكثرية والمعارضة الى اتفاق سياسي من شأنه ان يضع حداً للأزمة السياسية التي يشهدها لبنان منذ اكثر من 18 شهراً.
وقال ان الاتفاق ينص على ان تتم دعوة النواب الى انتخاب العماد سليمان رئيساً توافقياً، في غضون 24 ساعة، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق على قانون انتخاب يعتمد القضاء كدائرة انتخابية.
وأكدت مصادر متطابقة انه «من المرجح» ان تجري الانتخابات الاحد المقبل. ومن جهته، اعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري رفع اعتصام المعارضة المستمر منذ 18 شهراً في وسط بيروت. ورحبت الدول التي تتمتع بنفوذ على الساحة اللبنانية بالاتفاق.
من جانبه، أشاد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالاتفاق قائلاً: «لقد وصلنا إلى صيغة لا غالب ولا مغلوب وهي الحل الامثل في لبنان».
بدورها، أشادت الولايات المتحدة بالاتفاق معتبرة اياه «تطوراً مرحباً به» وتقدماً «ضرورياً وإيجابياً». وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط، ديفيد ولش، في مؤتمر صحافي «هذا تقدم ايجابي وضروري لتحقيق اهداف مبادرة الجامعة العربية من اجل لبنان»، متحدثاً عن الانتخابات الرئاسية في لبنان التي عطلتها منذ نوفمبر المعارضة المدعومة من طهران ودمشق.
وجاء في بنود الاتفاق كما تلاها المسؤول القطري: «يدعو رئيس مجلس النواب اللبناني البرلمان الى الانعقاد خلال 24 ساعة لانتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان. تشكيل حكومة وحدة وطنية توزع على اساس 16 وزيراً للاكثرية و11 للمعارضة وثلاثة للرئيس. وتتعهد الاطراف بعدم الاستقالة او اعاقة عمل الحكومة». وفي البنود ايضاً «اعتماد القضاء دائرة انتخابية طبقاً لقانون 1960 ويتم تقسيم بيروت كالاتي: «الدائرة الاولى الاشرفية-الرميل-الصيفي، الدائرة الثانية الباشورة-المدور-المرفأ، الدائرة الثالثة ميناء الحصن-عين المريسة-المزرعة-المصيطبة-راس بيروت».
وذكر اتفاق الدوحة بالبند الرابع من اتفاق بيروت في الخامس عشر من مايو الجاري الذي ينص على «الامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح»، وإلى البند الخامس الذي ينص على ان ينطلق في الدوحة «حوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كل أراضيها». واعتبر الاتفاق انه «بذلك تم اطلاق الحوار في الدوحة حول تعزيز سلطات الدولة طبقاً للفقرة الخامسة من اتفاق بيروت عبر الاتفاق على حظر اللجوء الى استخدام السلاح او العنف او الاحتكام اليه في ما قد يطرأ من خلافات اياً كانت هذه الخلافات وتحت أي ظرف كان بما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية».
كما دعت هذه الفقرة التي تؤكد الاكثرية انها وردت بناء على اصرار منها وهي التي تشير الى سلاح حزب الله «إلى حصر السلطة الامنية والعسكرية على اللبنانيين والمقيمين بيد الدولة بما يشكل ضمانة لاستمرار صيغة العيش المشترك».
وورد ايضاً في هذه الفقرة «تطبيق القانون واحترام سيادة الدولة في كل المناطق اللبنانية بحيث لا تكون هناك مناطق يلوذ اليها الفارون من وجه العدالة». السنيورة: سأستقيل فور انتخاب الرئيس
الدوحة-أ.ف.ب صــرَّح رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، أمس، بأن حكومته ستستقيل بمجرد انتخاب رئيس للبلاد في البرلمان طبقاً للدستور. وقال إن الاتفاق الذي توصل إليه الفرقاء اللبنانيون في العاصمة القطرية أمس هو «هدية» للشعب اللبناني وللبنان. وأعرب عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى في الاشتباكات التي شهدتها البلاد أخيراً. وقال إنه يأمل ألا يتكرر هذا الدرس.
سليمان.. رئيس حافظ على حياده
بيروت- وكالات
![]() ميشال سليمان
نجح العماد ميشال سليمان الذي نص اتفاق الدوحة على انتخابه رئيساً توافقياً للجمهورية خلال ايام، في الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية رغم احتدام الصراع السياسي في البلاد وما رافق ذلك من تداعيات امنية.
وتخرج في المدرسة الحربية عام 1970 وتدرج في الرتب العسكرية حتى عين قائداً للجيش في ديسمبر .1998 وقاد لواء المشاة الحادي عشر بين عامي 1993 و1996، حيث تخلل هذه الفترة هجومان عسكريان اسرائيليان في جنوب لبنان.
عاش الحرب الاهلية اللبنانية بين 1975 و1990 ولم يحضر ولادة ابنته عام 1975 بسبب المعارك. وقال لـ«فرانس برس»: «رأيتها لاحقاً وكان عمرها 22 يوماً». وقائد الجيش الذي سيصبح الرئيس الثاني عشر للجمهورية اللبنانية متزوج من وفاء سليمان وله منها ثلاثة ابناء.
ويحمل اجازة في العلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية ويتقن اللغتين الانجليزية والفرنسية. وخلال توليه منصبه انسحبت القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000، ونشبت حرب بين اسرائيل وحزب الله في عام 2006، ورغم ان البعض اتهمه بأنه مدعوم من دمشق، تمكن خلال الاعوام العشرة التي تولى فيها قيادة الجيش من البقاء على الحياد وسط الانقسام اللبناني الحاد، خصوصاً مع تفاقم ازمة الاستحقاق الرئاسي.
وبقي سليمان محايداً خلال الازمة الرئاسية ولم يعلن ترشيحه، وظل يحض السياسيين على حل خلافاتهم. وأكد انه يؤيد قيام علاقات حسن جوار مع سورية رافضاً اتهامه بأنه يخضع للنفوذ السوري. كما نال سليمان شعبية العام الماضي حينما خاض الجيش اللبناني معارك مع جماعة «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان منذ عام، ما ادى الى مقتل 420 شخصاً بينهم 169 جندياً.
خليفة: حريصون على استقرار لبنان
أبو ظبي - وام
![]() تلقَّى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، اتصالاً هاتفياً أمس من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، حيث أطلع سموه على نتائج اتفاق الدوحة والذي تم التوصل اليه في الجلسة الختامية للحوار الوطني اللبناني بالعاصمة القطرية.
وعبر السنيورة عن شكره وتقديره لدولة الامارات ولدورها الفعال مع اشقائها العرب في دعم المساعي الخيرة التي أدت الى هذا الاتفاق.
وعبر صاحب السمو رئيس الدولة عن سعادته بما توصل اليه الاشقاء اللبنانيون من اتفاق لمصلحة بلدهم وشعبهم وبما يحفظ أمن لبنان وسيادته ويعزز وحدته الوطنية، مؤكداً سموه حرص دولة الامارات على استقرار ووحدة لبنان الشقيق.
الحريري: فتحنا صفحة جديدة رغم الجراح
الدوحة - أ.ف.ب ![]() الحريري يقبل رئيس وفد "حزب الله" النائب محمد رعد بعد إعلان الاتفاق. أ.ف.ب
أعلن رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، أمس بعد التوقيع على اتفاق الدوحة بين الافرقاء اللبنانيين ان هذا الاتفاق «فتح صفحة جديدة رغم الجراح العميقة». وقال الحريري في تصريح صحافي بعد اعلان الاتفاق «لقد فتح هذا الاتفاق صفحة جديدة يجب أن تبدأ بالمصالحة».
وأضاف «الجراح عميقة ونأمل بأن تندمل»، في اشارة الى الاحداث التي وقعت في بيروت عندما سيطرت المعارضة عسكرياً على غرب العاصمة بيروت. السعودية وسورية تدعمان الاتفاق
عواصم - وكالات أعلنت السعودية وسورية عن دعمهما لاتفاق اللبنانيين في الدوحة، معبرين عن أملهما في أن يكون الاتفاق بادرة خير على طريق إنهاء الأزمة.
وأعلنت وكالة الانباء القطرية ان الرئيس السوري بشار الاسد اتصل بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهنأه بالاتفاق الذي توصل اليه الفرقاء اللبنانيون في الدوحة أمس من اجل انهاء الازمة في لبنان.
كما صرح وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بأن بلاده تؤيد الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين الاطراف اللبنانية.
من جهته قال سفير السعودية في لبنان، عبدالعزيز خوجة، ان المملكة تؤيد وتدعم الاتفاق الذي توصل اليه الفرقاء اللبنانيون في الدوحة، أمس، ومن شأنه ان يضع حداً للأزمة السياسية الحادة في لبنان.
وأضاف خوجة الموجود حالياً في الرياض «ان السعودية تعلن تأييدها ودعمها للاتفاق بين اللبنانيين في الدوحة».
وقال: «نحن سعداء جداً بالتوصل الى الاتفاق»، موضحاً أن «المملكة كما هو معروف دائماً تقف مع وحدة لبنان واستقراره وسيادته».
اللبنانيون تنفسوا الصعداء المعارضة تنهي اعتصامها على وقع التصفيق
بيروت - وكالات
أنصار المعارضة فككوا خيمهم مع إعلان اتفاق الدوحة. أي.بي.إي
تنفس اللبنانيون الصعداء، أمس، واستقبلت شوارع بيروت بترحيب كبير الانباء التي وردت من الدوحة عن توصل الاكثرية والمعارضة الى اتفاق يضع حداً لازمة سياسية غير مسبوقة شهدها لبنان منذ اكثر من 18 شهراً، فيما بدأت المعارضة بإزالة مظاهر الاعتصام من شوارع بيروت.
وأخذ المارة يتبادلون كلمة «مبروك» احتفاء بالاتفاق الذي اعاد رسم الابتسامة على وجوه اللبنانيين.
وقال محمد مرزوق رافعاً كوباً من العصير: «في صحة السلام ولبنان». ثم بادر الى دعوة مجموعة من العابرين الى تناول فنجان قهوة.
وعلق مالك المحل «هذه المشروبات على حسابنا، لن نتفق كل يوم». لكن بعض اللبنانيين لايزال حذراً وفضل عدم الافراط في التفاؤل.
وقالت لبنانية تقطن في بلجيكا، وطلبت عدم ذكر اسمها: «جئنا لمشاهدة بلدنا. يبدو انه يعود الى الحياة».
بدأ مناصرو المعارضة اللبنانية قبل ظهر أمس رفع الاعتصام الذي كانوا بدأوه في الاول من ديسمبر 2006 في وسط بيروت التجاري، عبر تفكيك الخيم التي كانوا نصبوها قبل 18 شهراً.
وعكفت عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي القريب من سورية على تفكيك خيمهم، فيما شاهدت مراسلة «فرانس برس» عشرات من عناصر حركة «أمل»، التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري يقفون الى جانب الخيم التي حملت علم تنظيمهم الاخضر. وعلا التصفيق في ارجاء وسط بيروت ما ان تم تفكيك اول خيمة ايذاناً برفع الاعتصام. وفيما كانت الخيم البيضاء «تنسحب» من ساحات بيروت، انهمكت شاحنات صغيرة في نقل كميات كبيرة من المعدات وضعت على الارض.
وعلى جسر قريب وشرفات منازل تطل على وسط العاصمة، سمع تصفيق وتبادل تهاني ودمعت عيون البعض، فيما اطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم. وكان بري أعلن في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة رفع اعتصام المعارضة المستمر منذ نهاية عام 2006 في وسط بيروت. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news



