أقول لكم


ناقشتني سيّدة فاضلة في التساؤل الذي طرحته حول أسباب سوء المعاملة التي نلقاها من قنصليات الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وتوقفت كثيراً عند عبارة «الإجراءات الاحترازية» التي قد تكون هي الدافع الذي جعلهم يتشددون فقالت نريد شخصاً مسؤولاً يحدد لنا لِمَ هم يحترزون، فنحن، لا نطلب تأشيرة لجوء أو إقامة دائمة عندهم، بينما أسئلتهم ومطالبهم تتعدى أسباب زيارتنا التي لا تخرج عن ثلاثة، فنحن إما ذاهبون للسياحة الصيفية، أو لزيارة قريب لنا يدرس أو يتطبّب، أو للعلاج في مستشفياتهم المتقدمة، وأنا شخصياً حددت أسبابي منذ البداية عندما قدّمت طلب التأشيرة للسفارة الأميركية، ابني يدرس هناك، أريد أن أراه، وهم يعلمون ذلك، ومع هذا خضعت للاستجواب من ضابط متمرّس وكأنني متهمة في جريمة اسمها «طلب تأشيرة زيارة» ومن شدّة ارتباكي أخطأت في الإجابة عن مدة الزيارة، وقلت له إنني سأمكث هناك مدة شهر واحد تقريباً، بينما المكتوب في الطلب «عشرون يوماً»، وصدر حكم المحقّق والقاضي برفض طلبي، وقد حدث كل ذلك بعد أن أخذ نسخاً عن أملاكي وحساباتي في البنوك. 

 

وتتساءل السيدة نفسها عن حاجتنا لزيارة الدول التي لا تحترمنا، وتطرح بدائل الأسباب الثلاثة، فالسياحة ــ كما تقول ــ ما عادت مقتصرة على جنتهم، ويمكننا أن نقضي الصيف وكل الفصول الأخرى في بلادنا متنقّلين من منتجع إلى آخر دون أن نفتقد شيئاً مميزاً ينفردون به، فماذا سيصيبنا لو لم نرَ بلادهم؟، «هل سنموت ناقصي عمر؟»، طبعاً لا، ولكن الشوق للولد أو الأب أو الأخت قد يدفعنا لطلب زيارة بلادهم، وهذه ضريبتها الصبر أو الدفع، وسندفع لأبنائنا الذين يدرسون هناك قيمة تذكرتين أو ثلاث في السنة متحمّلين الأعباء المالية مقابل الحفاظ على كرامتنا، أما العلاج، فالبركة في مستشفيات بانكوك وسنغافورة والهند، فهي تقدم خدمات لا تقل مستوى عن خدماتهم، مع الالتزام بعدم ابتزاز المرضى، وهنيئاً لهم احترازهم من زيارة أمّ تريد أن ترى ابنها، و«توبة» إن قدّمت طلباً بعد اليوم لبلاد لا ترغب في زيارتي لها.

myousef_1@yahoo.com

الأكثر مشاركة