«إل جي» تطلق تلفاز «سكارليت» الأقل سُمكاً

في سوق مزدحم بالعلامات التجارية لم يعد من السهل بيع أجهزة التلفاز لمستهلكين في مقدورهم بفضل الإنترنت ووسائل الإعلام جمع كم لا نهائي من المعلومات عن العلامات التجارية المختلفة، والمقارنة بين المواصفات التكنولوجية لكل منها، والموازنة بين ما تتيحه لهم هذه المواصفات وكم النقود التي يتعين عليهم دفعها في النهاية، وفي الماضي كانت كبرى الشركات المنتجة تتبارى في إبراز المواصفات التكنولوجية والتصميم الجيد والسعر التنافسي وخدمات ما بعد البيع، ولكن ذلك كله لم يُعد كافياً بل أصبح مطلوباً كسب قلوب وعقول المستهلكين بوسائل أخرى، وهذا ما أدركته شركة «إل جي» عندما أطلقت في حفل عالمي جهاز التلفاز «سكارليت» الأقل سُمكاً في العالم.

تقنيات حديثة
ويوفر جهاز «سكارليت إل جي 60»، تقنيات حديثة، مثل تقنية «ترو موشن» المتطورة ذات التردد 100 هرتز بإزالة الأشكال الضبابية للحركة حتى أثناء مشاهد الحركة السريعة، وخاصية جهاز الاستشعار الذكي بضبط جودة الصورة ومعدل التباين أتوماتيكياً، ما يوفر صوراً مليئة بالحيوية والنشاط، أما بالنسبة لتوليف جودة الصورة، تقوم خاصية «ايه في مود» بتحسين الصورة إلى خصائص «سينما مود»، و«سبورتس مود»، و«جايم مود»، تبعاً للمادة المراد مشاهدتها سواء أفلام أو مباريات أو ألعاب، بينما توفّر خاصية «اكسبرت مود» للمشاهد خيارات ضبط الصورة بدقة كبيرة.

وتم تزويد الجهاز بنظام سماعات خفي قام خبير الصوت المعروف مارك لفينسون بتوليفه، ويوفر جودة في الصوت تتسم بالنقاء، ويستخدم نظام السماعات الخفي، الذي يزيل الحاجة لسواقات السماعات التقليدية والشبكات المصاحبة لها، اهتزازات دقيقة في كابينة الجهاز بأسره لتوليد أصوات أكثر وضوحاً وطبيعية. كما يقدم للمشاهدين منطقة واسعة مفضلة من خلال توفير جدار افتراضي من الصوت.

ولادة سكارليت
ويعكس اسم الجهاز الذي سمي على اسم المسلسل  التلفزيوني الشهير «سكارليت» التغير الجذري في الاستراتيجية التسويقية للشركة، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار التطورات في الأسواق وصناعة التلفاز فقط، وإنما تستجيب للتغييرات في أذواق المستهلكين والحاجة إلى كسب قلوبهم جنباً إلى جنب مع كسب عقولهم. 

وكان الحفل الذي أقامته الشركة في اسطنبول لإطلاق الجهاز، والذي أقيم تحت عنوان «سكارليت على الهواء» خير تجسيد للاستراتيجية الجديدة، حيث شهد الحفل هبوط بطلة سلسلة «سكارليت تي في» عارضة الأزياء النرويجية الماليزية السابقة وممثلة هوليوود المعروفة، نتازيا مالث، في منطاد يعمل بالهواء الساخن على جزيرة سوادا الصناعية، التي تقع بين الجانبين الأوروبي والآسيوي لإسطنبول.

وقال رئيس شركة «إل جي إلكترونيكس» في تركيا، كريستوفر كيم: «بدلاً من طرح أجهزة تلفاز جديدة في الأسواق بطريقة تقليدية قمنا بابتكار حملة تسويق عالمية يقودها المخرج التلفزيوني ديفيد نتر وعارضة الأزياء النرويجية نتازيا مالث لإشراك الجماهير معنا، ومن هنا ولدت فكرة (سكارليت)».
 
وأوضح أن «تسويق العلامة التجارية يدور الآن حول ابتكار قصة تتواصل فيها العلامة مع المستهلكين، ويعد تعزيز الارتباط العاطفي لدى المستهلكين بهذه العلامة مفتاح النجاح على المدى الطويل»، وتابع: «تضمنت حملة «سكارليت» مخرج مسلسلات تلفزيونية حقيقي وإعلانات لمسلسل تلفزيوني ونجمة غامضة، ودراما ساحرة من حيث إشراك المشاهدين وتحويلهم إلى مستهلكين، وكانت هناك بالفعل حالة مستمرة من «الخداع، والشائعات، والكلام الكثير» بدءاً من شائعات قصص الحب الرومانسية الخاصة للممثلة إلى نبذة عن المسلسل التلفزيوني الوهمي، وكانت رؤية ووجهة نظر العرض التلفزيوني الرابط الصحيح لجذب المشاهدين وزيادة درجة تشويقهم، وكان التحدي أمام «إل جي» يتمثل في العثور على الطريقة الصحيحة لطرح الجهاز في الأسواق».

نتائج جيدة
ويبدو أن الاستراتيجية الجديدة للشركة بدأت تؤتي ثمارها فقد حققت الشركة على المستوى العالمي ارتفاعاً كبيراً في المبيعات والأرباح التشغيلية خلال الربع الأول من 2008 لتصل إلى أعلى مستوى قياسي بفضل المبيعات القوية لأجهزة التلفاز المسطحة والتي ارتفعت بنسبة 3.6% لتصل إلى 3.191 مليارات دولار مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وسجل هامش الأرباح التشغيلية 4.7%، وقفزت مبيعات الشركة لأجهزة العرض الرقمية إلى 3.808 مليارات دولار، أي بزيادة قدرها 32.1%. ويُعزى ذلك إلى زيادة مبيعات أجهزة التلفاز المسطحة والشاشات، حيث سجلت أجهزة التلفاز الكريستالية «إل سي دي» زيادة قدرها 82%، وأجهزة تلفاز البلازما 18%، والشاشات 33%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.   

 

 

95 مليار دولار مبيعات أجهزة التلفزيون عالمياً  

 

يشهد السوق العالمي لأجهزة التلفزيون تنافساً محموماً، بلغ معه حجم السوق 95 مليار دولار، وتحتل شريحة الشاشات المرتبة الأولى من حيث المبيعات لدى معظم الشركات الرائدة في مجال إلكترونيات المستهلك وحلول التكنولوجيا المتقدمة، ووفقاً لإحصاءات مؤسسة «ديسبلاي ريسيرش» المتخصصة في  أبحاث سوق الشاشات، فإن أوضاع السوق العالمية في نمو مضطرد، فقد شهدت مبيعات التلفزيونات المسطحة نمواً بنسبة 21%، فيما بلغت نسبة نمو شاشات «إل سي دي» نحو 37%. 

 

وتشير الإحصاءات إلى أن حصة شركة «سامسونج للإلكترونيات» من سوق التلفزيونات المسطحة ارتفعت إلى 13.6% من حجم السوق العالمية، وسجلت مبيعات عالمية بلغت أكثر من 103 مليارات دولار أميركي، خلال العام المنصرم، فيما بلغت أرباح مبيعاتها من الشاشات المسطحة 17.8% من إجمالي أرباح السوق، وذلك عبر خطة ركزت على ثلاثة مجالات، وهي: إجمالي مبيعات التلفزيونات، ومبيعات التلفزيونات ذات الشاشات المسطحة، ومبيعات تلفزيونات الكريستال السائل (إل سي دي) حيث تخطت مبيعاتها حاجز 10 آلاف شاشة كريستال سائل وذلك للمرة الأولى.