جيفر خالدي: حاضرنا أقرب إلى الخرافة
|
أكد التشكيلي جيفر خالدي «أن ما نمر به من مواقف وما نعايشه من أحداث، هو أقرب إلى عالم الخيال أو الخرافة». ويرى خالدي الذي افتتح، أول من أمس، معرضه الشخصي تحت عنوان «أتمنى وجودكم هنا» في «بي 21 غاليري» بدبي، أن «حاضرنا أقرب إلى الخرافة بكل ما يحمله من تناقضات ورفض للمعقول». مشيراً الى «نجاحه في رسم لوحات تضج بالورود والزهور وبالحياة، إلا أن ذلك لا يعبر عن واقعه، وحاضره ولا حتى ماضيه».
ويعمد جيفر خالدي في لوحاته خصوصاً التي أنجزها في السنوات الأخيرة إلى استحضار وتوظيف المثيولوجيا، بما تمثله من غموض وخرافة، وتداخل الواقع والحقيقي بالمتخيل، لذلك تبدو لوحاته مزدحمة بالأفكار التي تتجسد على هيئة مخلوقات من جهة، وعناصر الطبيعة الحاضرة بقوة من جهة أخرى.
ويرى خالدي الذي تنتمي أعماله إلى التعبيرية الحديثة أن سبب ذلك يعود إلى تأثره بتلك القصص في طفولته، وقال: «كانت تلك الخرافات تشدني وتحفز مخيلتي، فكنت أحرص على سماع المزيد منها»، مبيناً «أن معايشته للحرب الأهلية في لبنان، وما يقابله من تجارب شخصية ومجتمعية، تتجاوز في غرابتها ولا عقلانيتها مع تلك اللاعقلانية في الخرافات والأساطير». وأضاف «نتعرض في كل يوم لمواقف غير مبررة، وخارجة عن العقلانية، وعلى المستوى العام، كل ما يحصل خارج على العقل والمنطق، خصوصاً ما يجري في فلسطين والمنطقة، ما رسخ استحضار المثيولوجيا في أعمالي».
وعلى الرغم من سيطرة خالدي على الألوان والمساحات خصوصاً وأن لوحاته بأبعاد 220 × 240 سنتيمتراً، إلا أن معظم المخلوقات في تلك اللوحات تبدو وكأنها تمردت، وخرجت بوحشيتها عن سيطرته، فبدت الدماء ثيمة حاضرة بقوة بين تلك المخلوقات، من دون توقف، أو الوقوف على استشراف معنى يختلف في توظيفه بين عمل وآخر، ويكبح من وحشية تلك المخلوقات، أو يقلل من حدة النزف الذي يمثل أحياناً القاسم المشترك بين عناصر لوحاته.
وحول وحشية مخلوقات لوحاته وثيمة الدم، قال: «أعجبت في فترة ما بأسلوب فرانشيسكو غويا الذي جسد في أعماله الحرب الاسبانية الفرنسية، كما أن الحرب الأهلية اللبنانية التي عايشت فصولاً منها في طفولتي لازالت تستوقف ذاكرتي خصوصاً صور الأشلاء ولون الدماء». لافتاً إلى قدرته رسم موضوعات مفرحة، إلا أن ذلك يفرغ أعماله من محتواها ورسالتها كما يرى، وأضاف «أستطيع رسم الورود والحدائق، ولكن ذلك لا يعبر عني».
إلى ذلك تمثل حالة الترقب ثيمة أخرى في أعمال خالدي، فمرة بين إنسان وإنسان، ومرة أخرى بين إنسان وحيوان ومرات بين حيوان وحيوان آخر، ليبدو الترقب عنصراً أصيلاً من عناصر أعماله، وحول ذلك التوظيف قال: «أشعر دائماً بأن ثمة عين أخرى تراقب وتترقب، وتسجل أيضاً، وهي بمعنى ما حالة ترقب وانتظار غير المتوقع». أما عن سبب قلة عدد معارضه فأكد خالدي أن السبب في ذلك يعود إلى عدم رغبته في الإكثار من المعارض على حساب الانتاج.
إلى لندن ضم معرض الفلسطيني جيفر خالدي المولود في لبنان عام 1964، 12 لوحة بأبعاد 220 × 240 سنتيمتراً ، ويستمر لمدة شهر، ويستعد خالدي لتنظيم معرض فردي في لندن في أكتوبر المقبل. وكان شارك في عدد من المعارض في دبي وعدد من الدول. كما فاز خالدي الذي درس هندسة التصاميم المعمارية بجائزة الإبداع الكبرى في بينالي الشارقة عام .1997 . |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news