راسبون في اختبارات السـواقـة يطـالبون بـ فرصة مجانية

 

عزا متدربون على قيادة السيارات تكرار رسوبهم في اختبار القيادة، إلى تعنت فاحصي مؤسسة التراخيص معهم في اختبارات القيادة وإصرارهم على تسجيل أخطاء لم يرتكبوها لإقرار رسوبهم في اختبار القيادة مرات عدة، وفق تعبيرهم، لافتين إلى أن فترة الاختبار غير كافية لإظهار مهارتهم أو أخطائهم، معربين عن استيائهم من إخضاعهم إلى مزيد من حصص التدريب التي تصل في بعض الأحيان إلى 150 حصة تدريب ولم ينجح أصحابها في الحصول على رخصة القيادة، مطالبين بمنحهم فرصة ثانية «ملحق مجاني» دون الخضوع إلى مزيد من حصص التدريب. ومن جانبها أوضحت مؤسسة التراخيص أن «الفاحص لا ينجح ويرسب من تلقاء نفسه إنما تحكمه قوانين وأسس وتحدد من يستحق الحصول على الرخصة ومن يجب إعادة تدريبه مرة أخرى، كما أن هناك أموراً صغيرة يقع فيها المتدربون عادة ولا يلتفتون إليها ولا يعتبرونها أخطاء إلا أنها من النقاط الأساسية في الفحص لذا عادة ما يرسبون فيها».

 

خطأ المرايا

قال ناصر عبدالحليم متدرب إن «تعنت فاحصي التراخيص تسبب في رسوبي ثلاث مرات متتالية للخطأ نفسه الذي لم أرتكبه من الأساس، إذ يرى الفاحص أني لا أستخدم المرايا بالشكل الصحيح في الاختبارات الثلاثة، في الوقت الذي لم أرتكب أي خطأ في عملية التجاوز أو الانتقال من مسرب إلى آخر والتي تعتمد في الأساس على استخدام المرايا، كما أن مدة الاختبار لا تتجاوز الدقيقتين أو ثلاث دقائق على الأكثر وهي لا تعد كافية إطلاقاً للحكم على مدى استخدامي للمرايا من عدمه» مطالباً بملحق للاختبار دون إهدار الوقت والمال.

وتابع أن «عدد الحصص التدريبية التي خضعت لها وصل إلى 80 حصة حتى الآن، ولا يزال خطأ استخدام المرايا كما هو بحسب وجهة نظر الفاحص، المشكلة أن هذه الحصص كلفتني ما يزيد على 4200 درهم ولا أعلم هل سأضطر إلى الخضوع للمزيد من الحصص، أم سأجتاز خطأ المرايا».

 

عدم الانتباه

وأوضح متدرب آخر يُدعى أحمد عبدالعزيز أن «إجمالي عدد ساعات التدريب التي خضعت لها بلغ 150 ساعة بلغت تكلفتها 7500 درهم يضاف لها تكلفة الذهاب والإياب للمعهد ورسوم الفحص أي ما يزيد عن 10 آلاف درهم، المشكلة أن هذا العدد من ساعات التدريب والرسوب لأكثر من خمس مرات متتالية لم يشفع لي لدى الفاحص ولم يؤكد له أنني أصبحت أحفظ قوانين المرور وقواعد القيادة في الدولة عن ظهر قلب».

 

وأشار إلى أن «المرات الخمس لرسوبي جاءت جميعها متفقة، إذ حدد لي الفاحص في المرات الثلاث الأولى عدم الانتباه للطريق، وعدم استخدام المرايا، وفي المرتين الأخيرتين ألغى الخطأ الأول وأصر على عدم استخدامي للمرايا، وما يثير الدهشة أنني كنت أقود سيارة في بلادي لمدة تزيد على خمس سنوات وخضعت لهذا العدد من حصص التدريب داخل الدولة ومازال الفاحص يصر على أني لا أستخدم المرايا». ويشير متدرب آخر يُدعى محمد عبدالعال إلى أن «مسؤول المعهد الذي يتدرب فيه قال له بعد أن رسب للمرة الثالثة في اختبار القيادة، إن الفاحصين متعنتين جداً، وعادة لا ينجح من إجمالي المتقدمين للفحص يومياً سوى 10 أشخاص».

 

أخطاء متكررة

ومن جانبه، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة التراخيص في هيئة الطرق أحمد بهروزيان أن «عمليات الفحص يحكمها قوانين نظم لا يمكن للفاحص الخروج عنها، ولا مجال لتدخل أهواء أو رغبات الفاحص أو حالته المزاجية في عملية الفحص»، مشيراً إلى أن بعض المتدربين عادة ما يقعون في  مجموعة أخطاء قد يرون أنها غير ذات أهمية ولكنها حسب النظام المروري تشكل مجموعة أخطاء تراكمية تؤدي في النهاية إلى رسوبهم، مشيراً إلى أنه يتم تدريبهم على هذه الأمور كافة، ولكن منهم من لا يعطي أهمية لهذه الأمور البسيطة وهي ما تؤدي في النهاية إلى فشلهم في الحصول على رخصة القيادة». ونفى الفكرة التي يتداولها بعض المتدربين من أن الحصول على رخصة القيادة مرتبط بمدة زمنية ومن الصعب الحصول عليها من المرة الأولى.

 

وأوضح أن «الأمر مرتبط بشكل مباشر ووحيد وهو جهد طالب الرخصة وأهليته لاجتياز الفحص والاختبار والحصول على رخصة القيادة، لافتاً إلى أنه يوجد كثير من الأشخاص حصلوا على رخص قيادة من المرة الأولى أو الثانية أو الثالثة على أكثر تقدير، وقلة من المتقدمين للفحص يتأخرون في الحصول على الرخصة بسبب أخطائهم المتكررة». وأضـاف أن «المؤسـسة تراجع نتائج الفحص بشكل دوري، للوقوف على عدد المتدربين الذين رسبوا لمرات عدة وعرضهم على لجنة خاصة من المؤسسة للوقوف على أسباب رسوبهم ومعالجتها وإخضاعهم لفحص خاص يحدد مستواهم».

 

وطالب بهروزيان المتدربين الذين تعددت مرات رسوبهم ولديهم تساؤل أو شك حول عملية الفحص أن يتقدموا إلى مؤسسة التراخيص وسيتم تشكيل لجنة خاصة لفحصهم. وأكد أن «تبريرات بعض العاملين في المعاهد أو المدربين للمتدربين أن رسوبهم يأتي ضمن خطة الفاحصين وأن عدد الناجحين يومياً لا يتجاوز 10 أشخاص غير صحيح، إذ يبلغ عدد الرخص التي تصدرها المؤسسة (أول مرة أو تجديد أو استبدال) 400 رخصة يومياً لجميع الفئات (مركبات خفيفة وثقيلة وأجهزة ميكانيكية ودرجات نارية، وحافلات)».

تويتر