إيران المُفترَى عليها

سلمان الدوسري

 

مسكينة هي إيران، فحظها السيئ هو مَن أوقعها لتجاور دولاً خليجية عربية تسيطر عليها نظرية تصدير الثورة، احتلت جزرها.. تتدخل في شؤونها الداخلية تكراراً، وتريد الهيمنة عليها، كما أنها لم تتوقف عن استفزازها كل ما سنحت الفرصة، وآخر استفزازات الدول الخليجية العربية ضد إيران، خروج غوغائيين في مظاهرة ضد سفارتها.

 

وقبل أن أنسى نفسي وأنساق في هذا السيناريو، فإني أريد أن أتذكر، ولو لمرة واحدة فقط، أن تكون دول الخليج صرحت، ناهيك عن قيامها بفعل مُعادٍ أو مستفز لحكومة طهران، بالمقابل لا نرى من جارتنا على الضفة الشرقية من الخليج (العربي)، إلا استفزازاً منقطع النظير، وكم أغبط حكومات الخليج على سعة الصدر التي تتمتع بها وهي تتحمل طويلاً تعاملاً صلفاً ومغروراً كهذا الذي يقوم به النظام الإيراني.

 

لست مع المستغربين لخروج المظاهرات الطلابية أمام السفارة الإماراتية في طهران الأسبوع الماضي، فالسلطات الإيرانية أثبتت أنها لا تستطيع أن تعيش بلا مشكلات في علاقتها مع جيرانها دول الخليج، فما أن تهدأ زوبعة حتى تخرج أخرى. طهران عندما تطالب بفارسية الخليج (العربي)، فإن ذلك شأنها الخاص، ولا أحد يستطيع أن يمنعها، بالرغم من أن الموضوع أعطي أكثر مما يستحق، لكن إمعاناً في الاستفزاز والعنجهية التي لا تتوقف، أصرت المظاهرات على أن تتجه لسفارة الإمارات تحديداً، أما لماذا ليست سفارة الدوحة أو الرياض أو الكويت، باعتبار أن الإمارات ليست وحدها مسؤولة عن الخليج العربي، فإن القضية ببساطة أن الإيرانيين لم يملكوا في تاريخهم أي دليل لحقهم المزعوم بالجزر الإماراتية الثلاث، فلا يجدوا ما يغطوا به عدوانهم سوى قضايا أقل ما يقال عنها إنها سخيفة، كفرسنة الخليج العربي، أو تغيير حرف الطاء إلى حرف التاء في اسم جزر طنب الصغرى والكبرى، حتى يتوافق مع أحرف اللغة الفارسية!!

 

على الإيرانيين التفكير في مصير علاقتهم بالشارع الخليجي، الذي فقد ثقته بالسياسة الإيرانية، ومخطئة الحكومة الإيرانية إن هي نست، أو تناست، الشعوب الخليجية وعلاقتهم بها، فما تفسده السياسة قد - أقول قد - تصلحه السياسة ذاتها مع الحكومات، أما الشعوب فإنها لا تغفر لمن أخطأ في حقها عقوداً طويلة، وتعامل معها بفوقية وغرور لا متناهٍ، وبسياسة ترسيخ ثقافة تصدير العنف، وشهد شاهد من أهلها، وهو الرئيس السابق محمد خاتمي، عندما اعترف بهذه السياسة وانتقدها واعتبرها تلطيخاً لسمعة بلاده.

 

كم مدت دول الخليج يدها لجارتها على الضفة الأخرى من الخليج العربي، وكم تجاوزت عن أخطاء لا تغتفر، غير أن الإيرانيين، ويا للأسف، لم يردوا الحسنة بمثلها، بل ردوها بسيئة تتبعها سيئة، ويعتقدون جازمين، أن سياستهم لا تبديل فيها، لكن الأيام دول، والسياسات تتغير بين ليلة وضحاها، عندها لن تغفر شعوب الخليج لحكومات طهران زلاتها التي لا تعد ولا تحصى، وإن ذلك لناظره لقريب!!

 

 

ssalmand@gmail.com

 

تويتر