مرعي الحليان: الساحـــــة متروكة للهواة والكومبارس
![]() | |
|
حمّل الممثل والمخرج المسرحي مرعي الحليان المسرحيين في الامارات مسؤولية «اسقاط لجنة اختيار العروض المسرحية الخاصة بأيام الشارقة المسرحية، وذلك بعد احتجاحهم على قرارات إحدى اللجان التي كانت صارمة في حكمها واختيارها» واصفا ما يحدث بأنه «تفريغ للساحة المسرحية من المحترفين لمصلحة الهواة» . وقال الحليان «اليوم يبكي المسرحيون على امجاد تلك اللجان، خصوصاً بعد شعورهم بأن أيام الشارقة المسرحية التي تعتبر واحدة من أهم الفعاليات المسرحية خلت ساحتها للهواة والكومبارس!!» وأكد الحليان «ان مهرجان الايام يتهدده خطر الضعف العام منذ دورتين، ونحن لا نأمل ذلك لمهرجان بدأ يتشكل كأحد اهم المهرجانات المحلية في المنطقة ويحرص على حضوره نخبة من المسرحيين العرب». وأوضح الحليان أنه حين«تم اعتماد مهرجان الموسم الصيفي قبل عامين وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيرا خصوصاً للاعمال المسرحية الاجتماعية اندفعت غالبية الفرق للفوز بفرصة العرض في الموسم الصيفي والتي يتم اختيارها من بين اعمال مهرجان ايام الشارقة المسرحية دون الاخذ بعين الاعتبار القيمة الفنية والابداعية لهذه الاعمال».
داعياً الى ضرورة التركيز على طرح قضايا ذات معنى فني«فالجمهور والدعم المادي شكلا اغراء امام ادارات الفرق نحو العروض الشعبية والاجتماعية، وهذا هو السبب الواضح، لكن يمكن القول ايضا انه من المهم ان لا تنساق ايام الشارقة المسرحية الى نوع من المسرح وترك الانواع الاخرى، حيث صارت هناك سمة خلال دورات ايام الشارقة المسرحية اللاحقة، وتتنوع كل عام».
وحول ظاهرة سيطرة الهواة على خشبة المسرح في الامارات وامكانية تدريبهم وتأهيلهم قال الحليان «الورش والدورات التي يعترف بها هنا لا يمكن تسميتها الدورات والورش الحقيقية، فبناء الممثل، يعني بناء طاقات وقدرات جسدية وشعورية وهذا يأتي بالمران المستمر ولفترات طويلة من الوقت، فالمختبرات الحقيقية التي عرفها المسرح في العالم، هي مختبرات مستمرة ودائمة وليست وقتية» منتقداً ما يجري في هذا الخصوص«عندنا أطول دورة لاعداد مخرج او مؤلف او ممثل لا تتعدى أسبوعين او ثلاثة وهذا تهريج واستسهال ونقص معرفة ودراية بما يعنيه التدريب للممثل وما يعنيه تنمية مهارات الخيال عند المخرج الشاب، في الحقيقة لا توجد دورات حقيقية في المسرح.. وما يوجد هو لقاءات قصيرة جداً، للثرثرة فقط». وأكد الحليان ان المسرح وجمهوره في الامارات «يحتاج الى فنان مولع ومهووس بالمسرح، ويحتاج الى من يعي ان المسرح هو منصة عطاء ومكان لممارسة الجمال واطلاق العنان لتثوير هذا الجمال والذهاب معه بعيدا في المدى، مطلوب ان يعي الفنان المسرحي انه مغرم بالجمال اولا لأنه ومنذ بداية التاريخ اندفع الانسان الى التعبير عن ذاته باتجاهه نحو الجمال». ورغم نقده للحالة التي يعيشها المسرح المحلي لا يخفي الحليان تفاؤله «مسرح الامارات في المقدمة، وهذه ليست مزايدة ولكن باعتراف كبار النقاد والفنانين المسرحيين الخليجيين، المسرح خليجياً يوجد في الامارات اليوم، بدليل النجاحات الكبيرة التي يحققها المسرح الاماراتي في جميع الملتقيات والمهرجانات الخليجية وعبر سنوات طويلة انطلقت تقريباً منذ منتصف التسعينات».
وأكد ان المسرح في الامارات يعاني غياب المؤلف والنص المعاصر وأن كل ما يطرح من اعمال تكتفي بالقضايا الاجتماعية الكوميدية مشيرا «هذه الملاحظة صحيحة الى حد ما، على اعتبار انه وبعد عشرات النصوص المسرحية التي شاهدنا عروضها خلال دورات مهرجان ايام الشارقة المسرحية يجب ان تذهب النصوص الجديدة الى شيء من التطور في اتساع قضاياها وطروحاتها».
وأضاف أن «النصوص المحلية استهلكت كثيرا في حكايا الجدات، وقصص الحالات الانسانية الفردية، وربما هذه النوعية من العروض لامست بعض الهموم على الصعيد المحلي، لكن يبقى من المهم ان يمتد التأليف المسرحي ليطال القضايا العامة، الاقليمية والقومية والإنسانية بصفة عامة، ومن المهم ايضا الاشارة الى حاجة النص المسرحي المحلي الى الكتابة الدراماتورجية، الكتابة المهيأة للعرض، البعيدة عن الاسلوب الادبي البحت، فالنص المسرحي اليوم ما عاد مجرد كلام يتفوه به الممثلون، بل هو سيناريو، وفكرة، وشكل، وحدث، وحركة، وتكوين عام، لهذا نرى ان الفرجة متشابهة في اغلب الاعمال المسرحية المحلية خصوصاً على مستوى التأليف».
«وهبص»
نفى الحليان حصر مسرحية «وهبص» وهي من بطولته واخراج محمد العامري وعرضت في الدورة الاخيرة من الايام المسرحية في نقد المثقف الاماراتي معتبراً أن موضوعها يرصد «الوضع الذي آل اليه واقع المثقف النوعي في كل مكان بعدما ارست العولمة دعائم ثقافة الاستهلاك والتسليع» مبيناً «أن بائع الكتب في «وهبص» هو ذلك الانعكاس لحياة المثقف العربي النوعي المشرد اليوم فوق الارصفة وفي مقاهي الوطن العربي الكبير، ذلك الذي لا يزال يحمل في جيبه حفنة من القصاصات الورقية فيها بقايا قومية وحرية واشتراكية، وأبيات شعرية للمتنبي، وأدونيس، وشوقي، واحمد فؤاد نجم، وسميح القاسم، ونزار قباني، ودرويش، وبقايا من ملامح صلاح الدين في مخيلة مثقوبة».
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
