غزة تبكي الشناعي «ناقل» محنتها إلى العالم


حمله زملاؤه الصحافيون هو وكاميرته على أكتفاهم، لتكون الصورة الأخيرة لمصور صحافي طالما واجه المخاطر من أجل نقل الحقيقة، وإبراز معاناة الشعب الفلسطيني، حيث طالته صواريخ الجيش الإسرائيلي وهو ينقل  الشهداء وضحايا عدوان الاحتلال على قطاع غزة وسكانها وأطفالها، ليلقى على الأرض جثماناً هامداً بجانب من كان يصورهم من الشهداء: إنه الصحافي فضل شناعة.   

 

 الشهيد شناعة البالغ  من العمر 23 عاماً، مصور تلفزيوني لوكالة الأنباء العالمية رويترز، استشهد أثناء تغطيته المجزرة الإسرائيلية في منطقة «جحر الديك».

 

القريبة من مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، إثر إصابة سيارة الجيب، التي كان يقودها، بقذيفة مباشرة من دبابة إسرائيلية كانت تبعد مئات الأمتار فقط عن المكان، الأمر الذي أدى إلى استشهاده على الفور بعد أن هتكت جسده، واحترقت سيارته التي كانت تحمل إشارة  الإعلام «PRESS T.V».

 

 وودعت جموع من الصحافيين جثمان شناعة، وهم يبكونه بحرقة حزناً وفراقاً وهو محمول على أكتافهم، مطالبين كل الجهات الدولية الإعلامية والحقوقية، بالتدخل لوقف إجرام قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين الفلسطينيين، وحمايتهم من الخطر الذي يهددهم.

 

 وقال مصور وكالة «معاً» الإخبارية وسام نصار الذي كان موجوداً أثناء الحادث«لقد رحل فضل شهيداً وهو موجود بيننا، لقد خطفته القذائف الإسرائيلية، وهو ينقل الحقيقة للعالم، وهذه ليست المرة الأولى الذي يتعرض فيها المصور شناعة للعدوان الإسرائيلي، حيث إن هذه هي المرة الرابعة منذ ثلاث سنوات من عمله في وكالة رويترز، فقد نجا في المرات السابقة، ليرتقي شهيداً هذه المرة».

 

 وقال مصور تلفزيوني لوكالة الأنباء التركية حمدي الخور: «نحن الصحافيون حياتنا في خطر، مهددون في كل وقت بالقتل من الاحتلال الإسرائيلي، فنحن نخوض الصعاب ونعمل في ساحات حرب لننقل الحقيقة ونفضح جرائم الاحتلال، ولكن لا حماية لنا، ففي كل عدوان لا بد أن يصاب أو يستشهد صحافي».

 

وأضاف: «إن لم تتوافر لنا نحن الصحافيون الفلسطينيون، فالعدوان سوف يغيّب الصحافيين، بين جريح وشهيد، وتفتقد الحقيقة من ينقلها» ، مطالباً بضرورة حماية الصحافي الفلسطيني، باعتباره يعمل في منطقة خطرة جداً تقع تحت احتلال وعدوان إسرائيلي مستمر على الشعب الفلسطيني» .

 

من جهته، قال الصحافي ماجد شبلاق مراسل الفضائية المصرية «لابد للمجتمع الدولي أن يتدخل من أجل وقف الخطر الذي يتعرض له الصحافي الفلسطيني من آلة الحرب الإسرائيلية، فاستهداف الصحافي شناعة هو استهداف للإعلام الفلسطيني ولكل صحافي حر، وهذا يدفعنا إلى فضح جرائم الاحتلال للعالم لعل ضميره يتحرك ويأخذ دوره من أجل إنقاذ الفلسطينيين» 

تويتر