دراسة : هرمون التستوستيرون يضاعف ارباح الوسطاء في البورصة
|
كشف باحثان بريطانيان نشرت نتائج اعمالهما في الولايات المتحدة ان وسطاء البورصة الذين يفرزون نسبة عالية من التستوستيرون، الهرمون الذكري الرئيسي، اكثر ميلا من سواهم للمجازفة ويحققون المزيد من الارباح في البورصة.
واوضح الباحثان في جامعة كامبريدج ان هذه الدراسة تفسر ايضا قرارات غير منطقية تسببت بانهيارات في البورصة وفورة في اسعار الاسهم نتيجة المضاربات.
وراقب الباحثان 17 وسيطا في بورصة لندن على مدى ثمانية ايام عمل متتالية وقاما بقياس مستوى التستوستيرون لديهم مرتين في اليوم في الساعة 11.1صباحا في ذروة النشاط في البورصة وفي الساعة 16.00 عند انتهاء جلسة المداولات، من خلال تحليل عينات من ريقهم. وبالتزامن مع قياس مستوى التستوستيرون لدى الوسطاء، كان يجري تسجيل الخسائر والارباح في البورصة. واستخلص الباحثان من خلال مقارنة البيانات ان الارباح التي تحققت كانت اكبر من المتوسط اليومي حين كان مستوى التستوستيرون لدى الوسطاء اعلى من المتوسط بفارق كبير.
ويعتقد الباحثان استنادا الى دراسات سابقة ان هذه الظاهرة ناتجة عن ان مادة التستوستيرون تعطي ثقة في النفس وميلا الى المجازفة.
وتؤثر التستوستيرون على السلوك الجنسي وحس المنافسة من خلال تأثيرها على العدوانية ويزداد مستواها في الجسد لدى الرياضيين قبل خوض مسابقة فيستمر في الارتفاع في حال الفوز او يتراجع في حال الهزيمة.
واضاف "لكن اذا ارتفعت نسبة التستوستيرون في الجسد الى حد مفرط كما يحصل غالبا في حال حصول فورة في اسعار الاسهم في البورصة، فان حس المجازفة قد يصبح هوسا". وهذا يذكر بوضع وصفه الان غرينسبان الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الاميركي حين سعى عام 1996 لتحذير الاسواق من الاسراف في المضاربة فتحدث عن "حيوية مفرطة غير منطقية". وتابع ان "مستوى مرتفعا جدا من الكورتيزول - الهرمون الذي يفرز في حالات الضغط - خلال انهيار في البورصة يمكن ان يولد ايضا كرها دائما للمجازفة". واوضح الباحث انه "في ظل ازمة القروض الحالية، فان المستثمرين قد يشعرون بالغثيان نتيجة ارتفاع مسرف مزمن في هرمون الكورتيزول يولد عندهم حالة يأس نفسي".
واوضح واضعا الدراسة انه "حين تحصل مثل هذه الحالة، يكون في وسع المصارف المركزية ان تخفض معدلات فائدتها الى اقصى حد ممكن بدون ان تقنع الوسطاء بشراء اسهم تنطوي على مجازفة".
واعتبرا انه في ظل ظروف اقتصادية كهذه "من الضروري الاخذ بالاعتبار وضع اللاعبين النفسي والجسدي وليس فقط قدرتهم على تحكيم المنطق".
وقال البروفسور جو هربرت من مركز الدراسة حول الدماغ في كامبريدج ان "الوسطاء في البورصة يعملون تحت ضغوط قصوى وعواقب قراراتهم يمكن ان تؤثر بشكل عميق عليهم وعلى الاسواق بمجملها"، مشددا على وجوب الاخذ اكثر بالعوامل الانفعالية والهرمونية. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news