بوتين يهاجم تجاهل الأطلسي لـ«مصالح روسيا»

 

 

انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، خلال القمة التي جمعت بلاده مع حلف الأطلسي سياسة الأخير في التوسع دون مراعاة مصالح موسكو الاستراتيجية. فيما أشاد مشاركون في القمة  على الرغم من ذلك بـ«الأجواءالبناءة» التي سادت في الاجتماعات  بين الطرفين، وتفصيلاً اتهم بوتين، أمس،، دول حلف شمال الاطلسي خلال كلمة ألقاها في بوخارست خلال قمة حلف الاطلسي-روسيا، بالسعي الى توسيع حلفهم شرقا دون مراعاة مصالح روسيا.


وأعلن مسؤول روسي كبير، رافضا كشف هويته، ان بوتين «تحدث عن سياسة توسيع حلف شمال الاطلسي وقال إنه في الواقع ومع الأسف مطلوب من روسيا النظر لهذه العملية دون اخذ مصالحها في الاعتبار».


وأضاف المسؤول ان بوتين ألح على انه «لا يمكن لحلف شمال الاطلسي ان يضمن امنه على حساب امن الآخرين».


وقبل ذلك، اوضح مدير التعاون الاوروبي في وزارة الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف ان روسيا استاءت من الوعد الرسمي الذي قطعته قمة الحلف الاطلسي المجتمع فيالعاصمة الرومانية أول من أمس، بفتح المجال يوما امام انضمام اوكرانيا وجورجيا.


كذلك، اتهم بوتين بعض دول الحلف الاطلسي بتشويه صورة روسيا متغاضين عن دورها فيانهاء الحرب الباردة.


وقال بوتين «ذهب بعضهم بعيدا الى حد التشنيع بروسيا ومازالوا يتمادون في ذلك. وبدأ البعض الآخر يتحدث عن التطلع لاستعادة نفوذ الامبراطورية الروسية القديمة». 


وشدد بوتين على ان بلاده انسحبت سلميا من اوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي و«بالتأكيد توقعت شيئا في المقابل، ولكنه لم يحصل». 


الا ان بوتين اعرب عن استعداده العودة الى معاهدة نزع الاسلحة التقليدية فياوروبا مقابل تنازلات غربية. وقال «نحن مستعدون للعودة إلى المعاهدة، لكننا ننتظر ان يخطو الحلف الاطلسي ايضاخطوة مقابلة».


كذلك انتقد الرئيس الروسي السياسة الاميركية ازاء إيران داعيا الدول الغربيةالى اخراج ايران من عزلتها. وقال بوتين «لا يمكن لحدح ان يفكر جديا بأن ايران ستجرؤ على مهاجمة الولايات المتحدة». 


وأضاف وفق المصدر الدبلوماسي نفسه «بدلا من محاصرة ايران، علينا ان نتصرف بذكاء ونفكر معا بطريقة تساعدها، لكي تصبح اكثر شفافية ونصبح قادرين على التكهن بتصرفاتها». وكان مشاركون في قمة روسيا-الحلف الاطلسي  اكدوا اناللقاء الذي جمع بوتين بقادة الحلف لم يتخلله توتر والامور جرت بصورة جيدة.


ورغم اقرار الامين العام للحلف ياب دو هوب شيفر بعدم تحقيق «اي اختراق» على صعيد المسائل التي تشوبها خلافات جلية بين الطرفين، سواء بالنسبة الى ملف كوسوفواو الدرع المضادة للصواريخ او توسيع الحلف، فقد تحدث بدوره عن «مناخ بناء». 


وقال«كانت المناقشات صريحة ومنفتحة، لم يخف اي طرف موقفه، لكن الروح السائدة كانت ايجابية». وأضاف دي هوب شيفر «لست متبرما هذا الصباح من إلقاء الكلام على عواهله. اعتقد ان الجو كان بناء خلال الاجتماع. توقعوا مني ان انتقد اي كلام غير بناء، ولكنالوضع لم يكن كذلك هذا الصباح». وقال مسؤول رسمي شارك في القمة لوكالة فرانس برس ان بوتين «كان صلبا وبناء» وعلق دبلوماسي داخل الحلف ان «بوتين ألقى خطابا ثريا بالافكار، وفي النهايةشكر لشركائه في الحلف العمل الذي قاموا به معا طوال ستة اعوام». 


ولاحظ وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس ان بوتين الذي سبق ان التقى قادة الحلف مرة واحدة فقط العام 2002، ابدى «رغبة في الحوار».  

 
بوش يخاطب الكرواتيين اليوم    
وصل الرئيس الاميركي، أمس، الى كرواتيا في زيارة قصيرة تستمر بالكاد يوما واحدا، وتفصل بين قمة الحلف الاطلسي وآخر اجتماعات سيجريها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.


ويتوقف بوش في كرواتيا 24 ساعة، بعدما وافق حلف شمال الاطلسي أول من أمس. على انضمام هذا البلد البلقاني الذي استقل عن يوغوسلافيا السابقة في 1991، الى الحلف. وقال بوش خلال لقاء جمع قادة الحلف برئيسي الدولتين المدعوتين في الوقت عينه للانضمام اليه ان كرواتيا وألبانيا «اجرتا اصلاحات سياسية واقتصادية وعسكرية صعبة. لقد بذلت كلتاهما جهودا للمشاركة في مهام الحلف الاطلسي وسوف تكونان عضوين مميزين في هذا الحلف». 


وبوش، الذي دعم انضمام كرواتيا الى الحلف، يرى في توسيع الحلف الاطلسي فرصة من اجل توسيع اقتصاد السوق.


ووصل بوش بعد الظهر الى كرواتيا قادما من رومانيا. وينظر الى زيارته هذه التي تنتهي اليوم  كبادرة تشجيع لبقية دول البلقان على متابعة الاصلاحات على درب الانضمام للحلف الاطلسي.


ويجري بوش مباحثات مع رئيس الوزراء الكرواتي ايفو سانادار قبل ان يخاطب الكروات في ساحة تقع امام مقر الحكومة.


وأشار استطلاع آراء انجز قبيل قمة الاطلسي الى ان 60.2% من الكروات يؤيدون انضمام بلادهم للحلف مقابل معارضة، 31.7%. وودعت منظمات غير حكومية محلية القادة الكروات الى مساءلة الرئيس الاميركي عن انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبتها حكومته في سياق الحرب على الارهاب، خصوصا بشأن «ضحايا انتهاكات حقوق الانسان والضحايا المدنيين إثر التدخل العسكري في
العراق وأفغانستان».
زغرب - أ ف ب

تويتر