الولادة المبكّرة تؤثر سلباً في المواليد


أظهرت دراسة حديثة أن نحو ربع الأطفال الذين يولدون قبل موعدهم «الخدّج» تظهر لديهم علامات مبكرة على مرض التوحد.

وتقول الدراسة التي أعدت في جامعة ميكغيل الأميركية ان «الأطفال الخدّج يواجهون خطراً أكبر للإصابة بمرض التوحد أكثر مما كان يعتقد في ما مضى»، وتؤكد الباحثة في مستشفى للأطفال في بوسطن، كاثرين ليمبريبولس، ان الدراسة «تقترح أن خطر الإصابة بمرض التوحد مازال يستهان به عند محاولة إنعاش الأطفال الذين يولدون قبل موعدهم». 

وأكدت الباحثة أن «نتائج الدراسة لا ترى بالضرورة رابطاّ بين الخدّج والتوحد، لكن الولادة قبل الموعد قد تكون أحد العوامل» من جهته، قال الدكتور ألان فليشمان «في ما مضى كان الأطباء يعتقدون أن الولادة المبكرة جداً قد تتسبب في إضطرابات عصبية وعضلية تؤدي إلى أمراض مثل الشلل الدماغي أو التخلف العقلي..

لكن الدراسة الجديدة تضيف مرض التوحد، ما يجعلنا بحاجة لفحص مبكر للأطفال الخدج».

وتوصي الجمعية الأميركية لأطباء الأطفال بفحص مبكر لمرض التوحد في عمر السنتين، لكن مرض التوحد لا يمكن الشفاء منه، في حين أن الكشف المبكر يسهم في التخفيف من آثاره السلوكية.

ويعتقد العلماء أن مرض التوحد ينجم عن عوامل وراثية وأخرى خارجية، يعتقد البعض أن لها علاقة بالمطاعيم التي تعطى للأطفال، إلا أن ذلك لم يثبت علمياً.

ويقول كريغ نيوشافر وهو متخصص في مرض التوحد إن «دراسة أجريت في ما مضى حاولت ربط الخدّج بمرض التوحد، لكنها أجريت على أطفال مصابين بالمرض، لمعرفة إذا كانوا ولدوا قبل موعدهم أم لا، لكن النتائج لم تكن ثابتة».

والدراسة التي أعلن عنها أخيراً، أجريت على نحو 91 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و24 شهراً، وبالمتوسط، فإنهم ولدوا بنحو 10 أسابيع قبل موعدهم ووزن كل منهم نحو 900 غرام، ووجد أن نحو 23 طفلاً منهم يظهرون احتمالات للإصابة بالتوحّد.

عوامل أخرى
كما أن للعوامل البيئية والوراثية دوراً مهماً في تحديد موعد الولادة وحدوثها مبكراً.

فقد أثبتت الاحصائيات الطبية أن نسبة الولادة المبكرة مرتفعة بين الحوامل فى قارة إفريقيا عنها في قارة أوروبا.

كما أنها ترتفع بين السيدات ذوات البشرة السمراء وتزداد حالات الولادة المبكرة بين بعض العائلات، فالأم التي أنجبت أطفالاً من ولادة مبكرة تكون ابنتها أكثر تعرضاً للولادة المبكرة، وخصوصاً في حالات عدم وجود أسباب مرضية أو عضوية ظاهرية.

كما أن وجود عيوب خلقية بالرحم تؤدي إلى عدم قدرة الرحم على تحمل الجنين إلا عند حجم معين، مثل الرحم ذي القرنين.

وهناك بعض العادات الضارة التي تلعب دوراً في حدوث الولادة المبكرة، مثل التدخين. 

فقد أكدت الدراسات العلمية أن السيدة التي تدخن تكون أكثر تعرضاً للولادة المبكرة وصغر حجم الجنين، نتيجة تأثير مادة النيكوتين في المشيمة ذات الدور الحيوي بالنسبة للجنين.

كما أكدت الاحصائيات الطبية أن مشكلات التدخين لايمكن مواجهتها حتى إذا امتنعت السيدة الحامل عن التدخين في منتصف شهور الحمل، ولذلك ينصح الأطباء السيدات المدخنات بالامتناع عن التدخين منذ بداية الحمل حرصاً على سلامة أطفالهن.
 
كما أن الولادة المبكرة تحدث في حالات تعرض السيدة الحامل لحادث أو سقوطها على الأرض، أو قيامها بمجهود عضلي شاق، أو تعرض البطن لصدمة شديدة حتى وإن كانت هذه الصدمة لاتؤثر في صحة الجنين أو تحدث نزيفاً، ولكن من الممكن أن تؤدي إلى الولادة المبكرة.

وتشعر المرأة بالولادة المبكرة فى صورة انقباض في الرحم مصحوب بآلام أسفل الظهر، أي آلام الولادة الطبيعية أو نزول السائل الأمينوسي.
 
التشخيص المبكر
يقول العلماء إن سبب الولادة المبكرة عند النساء اللائي يحصل عندهن تغير في شكل عنق الرحم هو أيضا طول عنق الرحم وليس التغير الحاصل في هيئته.

ويقول أستاذ طب الأجنة في مستشفى كلية كينغز في لندن، كيبروس نيكول،إن تشخيص «النساء المعرضات للولادة المبكرة يعتبر مهماً وإن هذه الدراسة تعتبر مهمة إذ هي تنقل الأبحاث في هذا المجال خطوة إلى الأمام».
 
ويقول جون جراوندز من جمعية «أكشن ريسيرتش» التي تعنى بأبحاث الأجنة ان الولادة المبكرة «يمكن أن تكون مدمرة بالنسبة للمرأة أو الطفل»، فالطفل الخديج، أو المولود مبكراً، يخرج إلى الحياة وهو ناقص النمو لأنه لم يكمل نموه في رحم أمه وهو معرض للإصابة بأمراض جسدية وعقلية، بينما يموت آخرون لأن الطب في هذا المجال غير قادر على تقديم العلاج المناسب وإنقاذ هؤلاء الأطفال.

ويعتبر تشخيص أسباب حالات الولادة المبكرة والنساء المعرضات لها وتقليص حدوثها تقدماً كبيراً في الأبحاث الطبية في القرن .21  و عن «يو اس توداي»، «يورك أليرت»

أعراض الولادة المبكّرة  
تقلصات أو انقباضات أو ضغط مستمر داخل الحوض والرحم.    
ألم مستمر بالظهر    
ألم بأعلى الساقين    
إفرازات مهبلية سائلة   
نزول قطرات دم

 

تويتر