سن الأربعين.. حين تصاب المرأة بالفزع

 

بعض النساء يصرن أجمل، وبعضهن يصبن بالفزع ، لكن كثيرا منهن، أيضا، يندفعن للحياة بشغف، في محاولة للامساك بكل لحظة مدهشة، وبحرص شديد على عدم تفويت اية فرصة للتمتع بمباهج العمر الجديد: الأربعين!


عند السؤال عن العمر تتردد المرأة أحياناً في الإجابة، لكنها بعد الأربعين تتردد دائماً! رغم ذلك فإن المرأة النموذجية، من وجهة نظر الرجال الناضجين، غالبا ما تكون هي الأربعينية الناضجة المجربة والحكيمة، وغير المتطلبة، كما ان نضجها الجسدي يكون أكثر اكتمالاً، ولا يمكن هنا الا أن تحضرنا المقولة الشهيرة للشاعر محمود درويش: «امرأة تدخل الأربعين بكامل مشمشها...». 


ففي الأربعين، تدخل المرأة مرحلة مختلفة من حياتها، مرحلة لطالما خشيتها وانتظرتها بقلق وتوتر، ليبدأ معها ذلك الشغف باكتشاف التغيرات الجسمانية التي طرأت عليها، والرغبة في تعويض النفس والجسد عما فاتهما، على الرغم من إجماع كثيرات على أن لكل عمر جماله وسحره، عدا عن أخريات اعتبرن العمر سجنا حبسن بداخله دون أن يحققن الأحلام المنشودة.


وبين الآراء الشخصية لمجموعة من الأربعينيات، يجمع الخبراء عامة على أن فترة ما بعد الأربعين، تعتبر واحدة من أكثر الفترات التي تحتاج فيها المرأة رعاية ذاتها والاهتمام بصحتها ونفسيتها، معتبرين أن الحالة التي تصل إليها المرأة بعد الأربعين هي ثمرة الطريقة التي اختارت أن تعيشها قبل ذلك، وأن الطريقة الصحية التي تتبعها المرأة بعد الأربعين هي التي تحدد ما ستواجهه خلال الفترة من مشكلات صحية ونفسية تحولها من امرأة تضج جمالا ونضوجا، إلى أخرى تعاني مشكلات تقدم العمر وأعراض سن اليأس المبكرة.


ظروف الحياة
تعتقد أمينة سالم (46 عاما) من رأس الخيمة، أن الحالة التي تصل إليها المرأة بعد سن الأربعين، «لا تتوقف فقط على الطريقة التي تعيش بها حي اتها، بل على الظروف الحياتية التي تواجهها والمشكلات التي تجد نفسها أمامها»، معتبرة نفسها «أربعينية محبوسة في جسد امرأة عجوز، فكل من ينظر إلي يمكن أن يرى علامات التقدم بالعمر الشديدة على وجهي وجسدي، ومدى تأثر مظهري بعلامات التقدم بالعمر، وهو الأمر الذي لم أشعر به يجتاحني، ولم أكتشف ذلك سوى في صور زفاف أختي، الذي جعلني أصدم مما أراه أمامي»، موضحة أن ما تراه في المرآة مختلف تماما عما اكتشفته عن نفسها في الصور.


ولا تلوم أمينة الظروف التي جعلتها تواجه مآسي كثيرة في حياتها جعلت البكاء والمرض المستمر صديقيها، «فعلى الرغم من أنني كنت أجمل أخواتي في شبابي، إلا أنني الآن أبدو أكبرهن سنا، لدرجة أنني أبدو أختا لوالدتي»، معترفة أنها لم تفكر في خضم حياتها التي تعتبرها محزنة ومثيرة للأسى، بأن تهتم بمظهرها الخارجي أو أن لا مبالاتها بصحتها قد تؤثر بالشكل الكبير فيها، «كما أنني لم أحاول أن أثقف نفسي وأن أبحث في مجال صحة المرأة بعد الأربعين وما يناسبها وما يعزز من قوتها وشبابها»، ناصحة كل شابة وامرأة قبل وبعد الأربعين أن تعي أهمية العناية بالصحة وبالجمال وأهمية القراءة وتعزيز الوعي والثقافة الصحية للمرأة بعد الأربعين، معتبرة أن «الانترنت أصبح الوسيلة الفضلى والسهلة للبحث والتعلم والتثقف في كل المجالات التي يحتاجها المرء».


وراثة
وتعتبر عائشة محمد (32) عاما من الشارقة، أن مدى تأثر المظهر الخارجي بتقدم العمر ومرور الزمن، ليس سوى «أمر وراثي لا يمكن للمرء أن يغير من نتيجته كثيرا، فهناك عائلات تتمتع نساؤها بجمال وشباب مستمر وذلك بحسب طبيعة الجسم ومدى مرونته ونضارته، وهناك من تتأثر أجسامهن وبشرتهن بشكل كبير مع مرور الزمن أو مع الحمل والإنجاب»، إلا أنها في الوقت ذاته تعتقد أن الوراثة قد تلعب مؤشرا واضحا للمرأة لأن تبدأ العناية بذاتها وبصحتها مبكرا مع بداية الثلاثينات وحتى ما بعد الأربعين، «فالمرأة تعرف طبيعتها الجسمانية وما ورثته من والديها مما يعطيها قدرة على نسبية على التنبؤ بما قد تؤول إليه في المستقبل».


بينما تعترف سلوى كامل (42 عاما) من دبي، بأنها أقدمت على عدد من عمليات التجميل قبل سنوات مع دخولها عامها الأربعين، «حيث شعرت بأنني أصبحت بحاجة لأن أشعر وأرى بتجدد شبابي، وبأنني جميلة مجددا، حيث قمت بعملية شد للمعدة والبطن خصوصا، وذلك بعد إنجابي طفلتي الأخيرة وقراري بعد إنجاب أكثر من خمسة أطفال، إضافة إلى خضوعي لعملية رفع للجفن، ونفخ للشفاه»، مبينة أن العمليات التجميلية ليست أمرا سيئا، «ولا ضرر من استغلال العلم وجديد الطب والجراحات للشعور بالرضا وتجديد الثقة بالنفس».


الأربعون.. قمة النضج 
ومن زاوية علمية يرى مدير عام مستشفى الخليج التخصصي في دبي، ورئيس قسم جراحة التجميل فيه، دكتور علي النميري، أنه «مع مرور الزمن والتقدم العلمي والطبي والتقني الذي يشهده العالم، افرز هذا التطور مردودات ايجابية على الصحة عامة وصحة المرأة خاصة، فأصبح سن الأربعين وحتى الخمسين، هي قمة الهرم العمري، وقمة النضوج عند المرأة، بعد أن كانت تلك الفترة سابقا تمثل العقد الأخير من عمرها»، مبينا أنها تكون بالتالي في قمة عطائها وأدائها في هذه الفترة، مشيرا إلى أن هناك أسبابا جعلت من الأهمية بمكان التركيز على هذه المرحلة العمرية لدى المرأة أهمها «تغير المفهوم الاجتماعي لسن الأربعين بناء على معطيات بيولوجية ومتغيرات طبية وعلمية، إضافة إلى استثمار هذا الرصيد العمري المكتسب بشكل إيجابي نحو بناء معطيات جدية تجعل نصف العمر الثاني مفعما بالحيوية والعطاء كما كانت في الجزء الأول من عمرها».


ويعتقد أن أهم التغيرات التي تمر بها المرأة خلال هذه الفترة هي التغيرات الجمالية، معتبرا أن أكثر المشكلات الصحية التي تواجهها المرأة في هذه العمر هي «السمنة والتلف الجلدي بأنواعه المختلفة من ضمور أو ترهل أو تغضن البشرة وظهور التجاعيد».


وفي ما يخص السمنة بين النميري أنه أثناء الحياة الجنينية تنمو الخلايا الدهنية حول جذور الشعيرات الدموية تحت طبقة الأدمة الجلدية، ومع تطور العمر تمر هذه الخلايا بتغيرين اثنين: الأول تكاثر هذه الخلايا، والذي يزداد مع العمر بعد الولادة بشكل كبير ليصل أقصى حد له عند سن البلوغ، ليبدأ بعد ذلك بالتناقص إلى أن يتوقف عند سن المراهقة، وبعد سن الرشد تصل الخلايا الدهنية إلى عددها الكامل تقريبا وتسمى بـ «أمهات الخلايا»، والتي تتركز عند الإناث عند منطقة البطن والحوض والفخذين، مضيفا أن التغير الثاني هو زيادة حجم هذه الخلايا، حيث يكون الحجم في حالة ازدياد مستمرا لغاية منتصف العمر حيث يستقر نوعا ما بعد سن البلوغ، إلا إذا كانت هناك سمنة وإفراط في زيادة الوزن فإن ذلك ينعكس على حجم هذه الخلايا وهنا تسمى الزيادة في الوزن ومعها تكون الزيادة في حجم كل خلية دهنية. 


ويضيف النميري أن المشكلة التي تصاحب السمنة بعد الأربعين هي تكوين التفاعل البياني للدهن بواسطة «الأسترة»، والدهن داخل الخلايا الدهنية له حد، لأنه  يحضر أمهات الخلايا إلى التمايز، والكبر في الحجم وبمجرد حصول هذا التمايز فلا يمكن للريجيم الغدائي أو أي وسيلة أخرى إزالة هذه الخلايا والجديد هو الاستئصال الجراحي أو شفط الدهون.


ويضيفان المرأة بعد سن الأربعين، تتعرض  إلى سلسلة من المتغيرات الفسيولوجية نتيجة لاضطرابات هرمونية، تصاحب هذا العمر ومن أكثر هذه التغيرات  النقص المضطرد في كتلة المواد الضامة سواء في العظام، أو في العضلات ومثلها في الجلد والأنسجة الجلدية. ويقدر العلماء النسبة المئوية السنوية لهذا الضمور والتي تتراوح في النساء بين 1.5% إلى 2% وفي بعض الأحيان حتى 3% في كل عام، «وهي نسبة مرتفعة للغاية إذا تركت دون علاج أو ملاحظة سواء كان وقائيا أو تعويضيا أو تجميليا أو تأهيليا».


أمراض الاربعين
هناك الكثير من الحالات الصحية التي قد تتعرض لها المرأة بعد سن الأربعين، ومنها ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وسرطان الثدي والقولون وعنق الرحم، التي كانت في مأمن منها أيام الدورة الشهرية، لذا يفترض على المرأة القيام بعمل فحوص دورية منها:

عنق الرحم المسمى بفحص  Pap test  كل سنتين إلى ثلاث سنوات 
ضغط الدم Blood pressure كل سنتين إلى ثلاث سنوات. 
إختيار الحوض Pelvic exam كل سنتين على الأقل.   
 الكوليسترول Cholesterol كل عام. 
فحص الثدي الطب Clinical breast exaٍ كل خمس سنوات. 
ٍتصوير الثدي Mammography كل ثلاث سنوات.
فحص القولو Colon cancer screening كل عام.
عن «لها. أون لاين»


رجال الـ 40 أكثر سعادة

بينت دراسة شملت 29 بلدا، ونشرت في الولايات المتحدة، أن الرجال بعد سن الأربعين يكونون أكثر سعادة من النساء في علاقاتهم الجنسية، وأن قسما كبيرا ممن تتراوح أعمارهم بين 40 و80 سنة ويعيشون مع شريكهم، يواظبون على ممارسة الجنس.


وكان الهدف من الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة شيكاغو شمال الولايات المتحدة ونشرت في مجلة «أرشيف السلوك الجنسي» معرفة كيف يرى الرجال والنساء حياتهم الجنسية وصحتهم ودرجة سعادتهم في النصف الثاني من حياتهم في مختلف الثقافات.


وأظهرت الدراسة أن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين شملتهم في أوروبا وأميركا الشمالية واستراليا عبروا عن ارتياحهم لصحتهم الجسدية والعاطفية والجنسية، وسجلت النسب الأعلى من الرضا في النمسا والولايات المتحدة وإسبانيا وكندا، وجاءت فرنسا في مرتبة أدنى قبل بريطانيا والسويد.


أما في الدول المحافظة في الشرق الأوسط وآسيا، (الصين واندونيسيا واليابان) حيث تعطي الثقافة تفوقا للرجل على المرأة، فكانت نسبة الرجال وكذلك النساء الذين عبروا عن سعادتهم في حياتهم الجنسية أدنى بكثير، لكن الرجال كانوا أكثر رضا من النساء.


حتى إنه في آسيا، اعتبرت نسبة كبيرة من النساء العلاقة الجنسية مهينة، أو واجبا عليهن أداؤه رغما عنهن، وقالت كثيرات منهن إنهن يرفضنه بعد سن الخمسين، ففي اليابان قال 18% فقط من الرجال و 10% من النساء إنهم راضون عن حياتهم الجنسية، في حين تراجعت النسبة إلى 7% بين النساء في تايوان.

عن «أسرتي.كوم»  

تويتر