"طالبان" باكستان ترحـّـــب بدعــــــــــــوة جيلاني للحوار بعيداً عن واشنطن


رحبت حركة طالبان الباكستانية أمس، بالدعوة الى الحوار السياسي التي وجهها رئيس الوزراء الجديد يوسف رضا جيلاني، لكنها دعت اسلام اباد الى التخلي عن سياستها الموالية لأميركا، وتزامن ذلك مع جولة أوروبية للرئيس الاميركي جورج بوش، يبدأها اليوم لحث شركائه في حلف شمال الاطلسي «الناتو» على ارسال مزيد من الجنود الى افغانستان.

وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم «طالبان» باكستان مولوي عمر في اتصال هاتفي مع صحافيين «نرحب بالدعوة التي وجهتها الحكومة الفدرالية لإطلاق مباحثات مع حركة طالبان لتحسين الاوضاع الامنية في البلاد». وأضاف «سيكون لهذه الدعوة اثر ايجابي جدا في الوضع الامني، وعلى الحكومة الفدرالية التوقف فورا عن الدفاع عن المصالح الاميركية».
 
وتابع «على الحكومة ان تضع فورا حدا لسياستها الموالية لأميركا التي لا تصب في مصلحة باكستان شعبا وحكومة». وتم تأكيد هذه المطالب أمس، في تجمع نفذه نحو خمسة آلاف شخص من السكان والمسلحين في المناطق القبلية في اينايات كيلي. وصرح بالمناسبة القائد في حركة طالبان في باكستان المولوي فقير محمد «الطالبان وطنيون باكستانيون وحركتهم ليست موجهة ضد الحكومة».
 
وأضاف «نحن مستعدون لمناقشة الحكومة لأن حل اي مشكلة ممكن بالتفاوض، لكن على الحكومة التخلي عن سياستها الموالية للاميركيين». ويُعدّ فقير محمد احد مساعدي بيعة الله محسود، «قائد» طالبان في باكستان، والقائد المفترض للقاعدة في باكستان الذي اتهم بالوقوف وراء العملية الانتحارية التي اودت بحياة رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في ديسمبر الماضي، وهو ما ينفيه.

كما رحب مولوي عمر بإعلان رئيس الوزراء الغاء القانون الجنائي الخاص بالمناطق القبلية، مع تقديم اقتراح باستبدال الشريعة الاسلامية به. وقال مولوي عمر «لقد كسب رئيس الوزراء قلوب سكان المناطق القبلية عبر الغاء قانون المناطق القبلية الجنائي، الا ان على الحكومة ان تعلن فورا تطبيق الشريعة، للتجاوب مع ارادة سكان هذ المناطق».

ووضع البريطانيون القانون المتعلق بالمناطق الحدودية القبلية في باكستان في 1848، وهو مستوحى من التقاليد المحلية، لا سيما في ما يتعلق بالمسؤولية الجماعية التي تتحملها قبيلة عن اعمال احد افرادها، او ما يتعلق بالمركز المتقدم المعطى حكما لمجلس اعيان القبائل.
 
ويعطي القانون سلطة قضائية مطلقة لـ«موظف سياسي» تعينه الدولة ويكلف الحفاظ على النظام في هذه المناطق غير الخاضعة للحكم المركزي. وكان رئيس الوزراء الباكستاني طلب أول من أمس من المتشددين إلقاء السلاح، والمشاركة في الحياة السياسية، في وقت تشهد باكستان هجمات دامية في انحائها كافة، ومعارك في المناطق القبلية المتاخمة لأفغانستان. وأيدت غالبية النواب تصريحات جيلاني امام الجمعية الوطنية، حيث نال الثقة بغالبية ساحقة. وقال جيلاني المنتمي الى حزب بوتو «اننا مستعدون للتحاور مع كل من يلقي السلاح ويريد السلام».

وتخشى الولايات المتحدة من ان يؤدي اي تخفيف في الضغط على المتشددين المتمركزين في المناطق القبلية، الى اذكاء تمرد طالبان في افغانستان، ومنح تنظيم القاعدة مساحة لالتقاط الانفاس، لتنظيم الهجمات على الولايات المتحدة واوروبا. وتعني خسارة حلفاء الرئيس برويز مشرف السياسيين في انتخابات الشهر الماضي، انه يتعين على واشنطن التعامل مع حكومة تعتزم البحث عن بدائل للسياسات التي تمخضت عن زيادة انعدام الامن في باكستان المسلحة نوويا. لكن طبقا لمصدر مقرب من الحكومة الجديدة، فإن الجيش الاميركي لديه مشكلات في التكيف مع التعامل مع الآليات المؤسسية التي يريد القادة الجدد في باكستان وضعها لتحكم مدى التعاون.

من جهة أخرى، تبدو مطالبة واشنطن بإرسال المزيد من الجنود والوسائل من الاعضاء الآخرين في الحلف الأطلسي لأفغانستان، حيث قد يعدّ اي فشل فشلا شخصيا له قبل اي شيء آخر، اولوية لدى الرئيس الأميركي في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي ستنعقد من 2 الى 4 ابريل المقبل في بوخارست، وستكون هذه القمة للحلف الاخيرة التي يحضرها بوش. ويؤكد بوش المتهم بإهمال الملف الافغاني من اجل الحرب في العراق انه لا يوجد «فرصة افضل لمواجهة تهديدات الارهاب من افغانستان».

ويرى بوش ان قراره نشر 3500 جندي اضافي من مشاة البحرية (المارينز) يفترض ان يكون «مثالا»، مدركا قبل اقل من عام على انتهاء ولايته الرئاسية ان صورته في المستقبل ستكون مرتبطة بأفغانستان ايضا.

وإعلان نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي تعزيز الوجود الفرنسي في ذلك البلد يؤكد مسبقا «نجاح» القمة، كما قال. وإذا كان الخلاف مع بعض الاوروبيين بسبب الحرب على العراق يبدو بعيدا الان، فإن الحلفاء منقسمون ايضا بشأن افغانستان مثلما هو الامر بالنسبة إلى مسألة توسيع الحلف الاطلسي ومهماته او مستقبله.  
 
مقتل 8 مسلحين  في أفغانستان  
لقي ثمانية عناصر من حركة طالبان مصرعهم أمس، في عملية نفذها الجيش الافغاني وقوات التحالف في جنوب البلاد. وقالت الشرطة الأفغانية ان عناصر طالبان نصبوا مكمنا لقافلة مدنية تنقل امدادات لقواعد عسكرية اجنبية في ولاية زابول. وبعد الهجوم على القافلة، تراجع المسلحون بعد تبادل قصير لإطلاق النار. 

وأوضح قائد شرطة الولاية فريد الله زادران أن «الشرطة والجيش وقوات حلف شمال الاطلسي لاحقتهم. وقتل خلال المعارك ثمانية من طالبان واعتقل اربعة آخرون».

 

تويتر