قصص من العراق
أيسر علي «تاجر 30 سنة - الموصل»: على الأميركيين إصلاح ما أفسدوا أصبح الوضع غير آمن تماماً، فالواحد منا لا يستطيع أن يذهب إلى أي مكان دون الحاجة إلى احتياطات. كما ان الإنسان أصبح يشك في كل شخص يمر أمامه، ناهيك عن إطلاق النار العشوائي الذي نعيشه بشكل شبه يومي. كما لم تعد العائلات في الموصل قادرة على قضاء سهرات فوق أسطح منازلها، بسبب الوضع الأمني، مثل ما كان عليه الحال قبل الحرب.
ولم تستثن الطلقات النارية شيئاً، حتى خزان الماء فوق السطح لم يسلم من الرصاص وأصبح غير صالح للاستخدام.
لقد زرعوا الكراهية في نفوس الناس، وإذا انسحبوا فسوف نرى العديد من المجازر. أنا متفائل بالفطرة لكني لا أرى شيئاً يدعو للتفاؤل.
وبما أن ولدي يوجد في سجن أميركي بالبصرة، ونظراً لعجزي على السفر، فإن زوجتي تقوم بزيارته بين فترة وأخرى، علماً بأن نفقات السفر تكلفنا الكثير. وفي ما يخص الوضع الأمني، استطيع أن أقول إنه قد تحسن بشكل كبير، وشيوخ القبائل يقومون بدور مهم في هذه المسألة.
والشرطة تقوم بدورها كما ينبغي، وتتصدى لكل التجاوزات. بالإضافة إلى ذلك، تسير عملية إعادة الإعمار بشكل جيد، بما في ذلك تعبيد الطرق، وبناء مدارس جديدة، رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجه القائمين على المشروعات.
رغم الفقر الذي يعاني منه الكثيرون في مجتمعنا، إلا أن الأغلبية يفضلون الأمن على المال. وبالنسبة لي فإن مجال حركتي محدود، حيث يجب العودة إلى البيت قبل حلول الظلام. قتل أخي برصاصة طائشة عندما كان عائداً إلى منزله، وتعرض أبناء أخي الآخر لطلقات نارية أصابتهم بجروح بليغة.
عبدالعزيز وناس: نقص الدواء شيء فظيع
إضافة إلى ذلك تعاني المنظومة الصحية من نقص فادح في الكادر الطبي، حيث غادر آلاف الأطباء والمختصين البلاد بسبب التهديدات وتردي الوضع الأمني، كما قتل الكثير من الذين اختاروا أو أجبروا على البقاء. كنت أقول في بداية الغزو إن هذه الحرب هي حرب «تحرير»، والبعض كان يقول إن ما حدث هو «غزو» واستنزاف لثروات البلاد، والآن أعتقد أن الأمور لم تعد واضحة لكثير من العراقيين. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news