غموض بشأن حالة طارق عزيز الصحية

 

نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز الذي ظل في المعتقل ما يقرب الخمس سنوات دون تهمة محددة، يعاني الان ويلات المرض الشديد، وربما قضى في المعتقل قبل مثوله امام اي محكمة. ويعاني عزيز من مرض في الرئة، ويقول عنه ابنه زياد إنه على غير علم بحالة والده لأن محاميه لا يستطيع زيارته قبل فترة قريبة بسبب دواع امنية. ولكنه على علم بأن والده تم نقله إلى زنزانة مشتركة في معسكر كوبر الذي يشكل جزءا من القاعدة العسكرية المحيطة بمطار العاصمة العراقية بغداد، حتى يتمكن احد رفقاء السجن العناية به. ويطالب زياد عزيز بمحاكمة والده او اطلاق سراحه، ويعتقد ان «خمس سنوات تعدّ كافية لمعاقبته»، ويضيف أن عزيز «كان جزءا من النظام العراقي السابق ، ولكن لم توجه اليه اي تهمة، وبلغ 72 عاما من العمر، ويعاني من مشاكل صحية، فلماذا لا يطلقون سراحه لتمضية بقية حياته مع احفاده». ويؤكد مسؤولون عسكريون اميركيون ان  حالة عزيز متدهورة، لكنهم لا يستطيعون الادلاء بأي تفاصيل عن طبيعة مرضه بسبب دواع خاصة بالسجين.


ظل طارق عزيز المنافح الرئيس عن حكم صدام خلال عمله مع النظام العراقي السابق،  وسلم نفسه للقوات الاميركية في 24 ابريل  2003 مباشرة بعد سقوط بغداد، وتعاونت القوات الاميركية مع عائلته بأن نقلتهم جوا إلى الاردن. ويقول زياد ان والده لا يزال يعتقد ان الرئيس السابق صدام حسين رجلا عظيما، «لقد عمل مع صدام اكثر من 35 عاما، ويقول عنه انه صديقه وزعيمه ورئيسه، وبكى عليه عندما تم شنقه». ويحكي زياد «ظل والدي يعمل في المجال السياسي فقط، وغير مسؤول عن اي اضطهاد تعرض له الشعب العراقي، وكان ملتزما بالاوامر، ولم يكن من صناع القرار، وكان يعمل بجد من اجل بلاده ويدافع بشكل جيد عن القضايا العراقية».


ويقول الاختصاصي بالمنظمة الحقوقية الانسانية هيومان رايتس ووتش جوزيف لوغان «من حق المعتقلين اما مواجهتهم بالبينات واتهامهم او اطلاق سراحهم»، الا ان احد كبار المسؤولين العسكريين الاميركيين يؤكد ان عزيز معتقل على ذمة الحكومة العراقية، وستقرر محكمة عراقية سماع البيّنات المنسوبة إليه واتهمامه على ضوء ذلك. وتعتقد العضو البرلماني عن حزب العمال البريطاني ان كلويد والتي ترأست إحدى المنظمات و قضت سبع سنوات تنقب عن  دور عزيز قبل الحرب، ان عزيز غارق حتى النخاع في جرائم صدام ولا ينبغي اطلاق سراحه.


وتقول القوات الاميركية ان عزيز يتلقى مستوى رفيعا من العناية، ويعلم ابنه ذلك. ويعيش عزيز في زنزانة بمفرده خلافا لبقية المعتقلين الذي يشتركون في الزنزانة الواحدة، ويستطيع ان يجري مكالمة هاتفية لنصف ساعة في الشهر، ويستطيع الاستماع إلى الاذاعات والتلفزيونات الاميركية الناطقة بالعربية، وبإمكان عائلته ان ترسل اليه ملابس جديدة وحلوى وسيجارا وقهوة ومجلات كل شهرين. ولم تستطع عائلته زيارته منذ مايو 2006 بسبب خطورة الطريق من الاردن إلى العراق. وهرب اصدقاؤه من بغداد وزائره الوحيد هو محاميه، ويعتقد بأنه منشغل بكتابة مذكراته. ويعيش ابنه زياد (42 عاما) في العاصمة الاردنية عمان مع زوجته وأبنائه الاربعة وأختيه.
 

عن ذي تايمز 

تويتر