الدالاي لاما يدعو إلى تحقيق دولي حول التبت

 
طالب الزعيم الروحي للبوذيين التبتيين الدالاي لاما أمس بتحقيق دولي حول أعمال العنف الدامية التي يشهدها إقليم التبت، مندداً بما وصفها بـ«الإبادة الثقافية» الحاصلة فيه والتي أدت الى سقوط 80 قتيلاً وفق الحكومة في المنفى، ومقابل ذلك، دافعت القوات الصينية عن حملة قمع الاحتجاجات التي اندلعت في لاسا عاصمة التبت رغم المطالب الدولية بضبط النفس والقلق بشأن احترام حقوق الانسان.

وفي التفاصيل، قال الدالاي لاما خلال مؤتمر صحافي عقده في منفاه في دارامسالا (الهند) «ارجوكم اجروا تحقيقاً اذا كان ذلك ممكناً..
 
لتحاول هيئة دولية التحقيق في الوضع في التبت». واضاف «تحصل ابادة ثقافية هناك،  سواء كان ذلك متعمداً أم لا»، مؤكدا ان التبتيين يعاملون «كمواطنين من الدرجة الثانية» في هذه المنطقة الصينية التي تتمتع بحكم ذاتي.

وندد رجل الدين البوذي بـ«نظام الرعب» الذي تفرضه الصين الشيوعية.

وبالمقابل، قال قائد قوات الأمن الصينية وو شوانغ تشان «يمكنني أن أقول بصراحة إن السبل التي اتخذناها هناك لم تتجاوز الحقوق الدستورية للقوات المسلحة أو للقانون الدولي». 

وأضاف على هامش الجلسة السنوية للبرلمان الصيني في بكين «يمكنني أن أؤكد لكم بوضوح أيضا أنه لم يتجاوز أي شخص على الإطلاق التفويض الممنوح له».
 
بدوره، قال الضابط البارز بجيش التحرير الصيني تشانغ وينتاي «نتعامل مع هذه الصراعات ونحل هذه المشكلات بطريقة جيدة.. تتعامل حكومتنا بشكل مناسب مع هذه القضايا».

وأبدى مسؤولون صينيون خيبة أمل تجاه انتقاد القوى الغربية لرد الصين على الاحتجاجات في التبت، وقالوا إن القوى الغربية كانت ستتصرف بالطريقة نفسها في مواجهة احتجاجات عنيفة. 

إلى ذلك تحدثت الحملة الدولية من أجل التبت عن وجود مكثف للشرطة في معقلين على الأقل من معاقل التبت العرقيين في الصين وهما بلدتا ليثانغ وشياهي حيث قاد الرهبان يومين من المسيرات صوب مبانٍ حكومية.

ودعت منظمة العفو الدولية الصين إلى تقديم تقرير كامل عن كل المحتجزين في حملة القمع والإفراج عن الناس الذين ألقي القبض عليهم «لممارستهم حرية التعبير والتجمع».

من جهتها، حثت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الصين أيضاً على «الإفراج عن الرهبان وآخرين الذين ألقي القبض عليهم لمجرد تعبيرهم بحرية عن آرائهم».

وقد تدهور الوضع بشكل كبير الجمعة الماضي في لاسا مع اعمال عنف في وسط المدينة التاريخية ادت الى سقوط 10 قتلى وفق السلطات الصينية و80 قتيلاً وفق الحكومة التبتية في المنفى.

كما قتل سبعة اشخاص في الاقل بالرصاص أمس خلال تظاهرة قمعتها الشرطة في نغاوا في مقاطعة سيشوان (جنوب غرب) بحسب شاهد عيان ومجموعتين مواليتين للتبت.

وقالت ضابطة شرطة صينية إن نحو 200 من محتجي التبت ألقوا قنابل حارقة واحرقوا مركزاً للشرطة.

وأضافت الضابطة التي كانت تتحدث مع وقوع المبنى الرئيس للحكومة في المقاطعة تحت الحصار ان المحتجين ألقوا الحجارة فأصابوا عدداً من قوات الامن بجروح.

واوضحت ان قوات الامن اطلقت قنابل الغاز لتفريق الحشد واعتقلت خمسة اشخاص.

وفي ردود أخرى تظاهر مئات  الأشخاص قبالة القنصلية الصينية في نيويورك، منددين بما وصفوه بانتهاكات حقوق الإنسان في التبت. 

واشتبك عدد من المتظاهرين مع رجال الشرطة الذين حاولوا منعهم من الاقتراب من مبنى القنصلية. 

وعبر المتظاهرون عن رفضهم لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية في الصين الصيف المقبل واتهموها«بالإبادة» وبخرق حقوق الإنسان. وفي لاهاي حاول نحو 400 متظاهر مهاجمة السفارة الصينية، وقاموا بتدمير جزء من سياجها.

وقال صحافي في المكان ان المتظاهرين دمروا قسماً من السياج المحيط بالسفارة الصينية وانتزعوا العلم الصيني ورفعوا مكانه علم التبت.

وقامت الشرطة باعتقال ثلاثة متظاهرين دخلوا حرم السفارة. ودعا منظمو التظاهرة «الحملة الدولية من اجل التبت» المتظاهرين الى التحلي بالهدوء ومواصلة التظاهرة سلمياً. وهتف المتظاهرون «يحيا الدالاي لاما» ودعوا الى رحيل الصين من التبت.
تويتر