«العربية» لغة الدولة الرسمية


جاء قرار مجلس الوزراء باعتماد اللغة العربية لغة رسمية في جميع المؤسسات والهيئات الاتحادية في إمارات الدولة، في الوقت المناسب؛ ليعيد للغتنا التي ورثناها منذ آلاف السنين عن الأجداد والآباء هيبتها بين لغات العالم، وعلى الرغم من انتظارنا لهذا القرار فترة من الزمن، إلا أنه جاء في الوقـت المنـاسب، وكان بمثابة الأمل والبشرى لأبناء الدولة، بعدم الخوف على مستقبل دولتهم، وضياع لغتهم  بين اللغات الكثيرة التي يتحدث بها المقيمون، حتى أضحت العربية تحـتل المرتبة الرابعة في الدولة.


لا أكذب عليكم إذا قلت لكم إن الأيام المقبلة حُبلى بالأحلام السعيدة، التي سيحققها أبناء الدولة بكفاحهم الذي لا يتوقف، وعرقهم الذي لا ينضب، وسواعدهم التي لا تتعب، طالما يشعرون بالأمان في بلدهم، ويعلمون أن قيادات الدولة تملك رؤية ثاقبة للمستقبل، وحريصة على تحقيق التنمية في جميع المجالات، وتعمل بسياسة الباب المفتوح، حتى تلامس جراح المجتمع، وتقدم لها العلاج، وتعلم أن يداً واحدة لا تصفق، ولابد من تكاتف الجميع لتحقيق الآمال والطموحات، لتحويل الإمارات إلى مركز تجاري ومالي عالمي، ومن هذا المنطلق كانت هذه الخطوة الجريئة لمجلس الوزراء، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يقود حكومة إصلاحية طموحة، صاحب المبادرة الأولى لهذا القرار، من خلال رعايته وتبنيه  لقضايا الشباب العربي، ليس في الإمارات وحدها ولكن في الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج، التي إن دلت على شيء إنما تدل على بُعد الرؤية، والنظرة الحكيمة، والقوة في التحدي لكل الشكليات أو الممارسات السلبية التي نواجهها، لاسيما في عصر العولمة الذي نعيش فيه الآن.

 

فقدرنا أننا نعيش في منطقة تموج بالأحداث الجسيمة، ولابد أن نطور من أساليبنا لمواجهة المشكلات التي تواجهنا؛ ولذا فإنني كعربية من فئات الناس التي تعيش في هذا البلد أصبحت نادراً ما أستخدم لغتي التي عشت أكثر من 16 سنة أدرس بها، حتى أصبحت  أتلعثم في بعض الأحيان لكي أذكر كلمة عربية تخطر ببالي فأذكرها بالإنجليزية، كيف لا ونحن نتحدث بغير «العربية» لأكثر من 10 ساعات يومياً، حيث إنني أشغل وظيفة في قسم حيوي في إحدى الشركات المحلية، ولا أواجه أي مشكلة في اللغة الإنجليزية بل بالعكس، ولكني أشعر بالألم والحزن على لغتنا التي باتت لغات أجنبية أقوى منها ونحن في بلد عربي.


انني أضم صوتي إليكم وأشجع كل من يسعى نحو نجاح هذا القرار السديد، وأقول إنه قد حان الوقت لنثق بأنفسنا وشخصيتنا وقوتنا، أمام التحديات الأخرى لكي نجبر الآخرين على الانصهار في ثقافة ولغة هذا البلد، ما داموا هم وشعوبهم وبلدانهم يعملون في  بلدنا العربي، وأنا كلي أمل بنجاح هذه الخطوة 100% حيث إن الذي استنتجته من خلال عملي في شركات عدة، أن المواطن العربي لا يقل كفاءة ومقدرة وإمكانية عن الجنسيات الأخرى، في العمل بل بالعكس فإننا بالفطرة أكثر طموحاً وفطنة وحرصاً وعبقرية.


أتمنى أن يصل صوتي إلى المسؤولين ومديري المؤسسات وكل من يهمه الأمر، أن يطلعوا على  آرائنا وردود أفعالنا، بل على همومنا وآمالنا حيث عانيت كعربية ما عانيت من خلال عملي بسبب تجاهلنا والتعمد إلى تهميشنا في مجال العمل من قبل جنسيات أجنبية، بسبب محاولتها السيطرة على قطاع العمل، ونحن الأكثر عطاء ومقدرة بل الأكثر ابداعاً في العمل!!

 

 لكننا بجهودكم المباركة - إن شاء الله - سوف نأخذ فرصتنا في تحقيق ذاتنا، وتعميق دورنا في المساهمة في بناء هذا البلد، الذي بالتأكيد هو أحوج لنا وبحاجة لطاقاتنا (المخزونـة). وإنني من خلال طرحي لهذا الرأي، أود أن أعزز وقفتي مع هذا القرار من خلال استعدادي للمساهمة والقيام  بأي دور من شأنه ان يوصلنا الى الهدف المنشود. وفقكــم الله وسدد خطاكم نحو النجاح.

 

تويتر