«أبوظبي للكتاب».. ينطلق اليوم بمشاركة 430 دار نشر

 
تنطلق صباح اليوم بمركز أبوظبي الدولي للمعارض فعاليات الدورة 18 من معرض ابوظبي الدولي للكتاب، وتستمر حتى 16 مارس الجاري.

وتشهد هذه الدورة عدداً من التغييرات من أبرزها تولي شركة «كتاب»، المشروع المشترك بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، تنظيم دورة العام الجاري،
 
وتخصيص يوم الافتتاح للزوار من المؤسسات العاملة في صناعة النشر وبيع الكتب، على ان يبدأ المعرض في استقبال الجمهور صباح غد، كما تشارك فرنسا وألمانيا بأجنحة مشتركة للمرة الأولى، ويشارك ناشرون من الصين أيضاً للمرة الأولى. 
كذلك تشهد هذه الدورة الحالية إطلاق الهيئة لمشروع (قلم) الذي يعمل على تبني ودعم نشر وتوزيع الكتاب المحلي الأدبي من قصة ورواية ونص مسرحي وشعر فصيح، وتعريف العالم بالإبداع الإماراتي وترويجه في الفعاليات الثقافية المهمة،

الذي سيتم الإعلان عن تفاصيله خلال المعرض، ايضاً قام المنظمون بنشر أول دليل مفصل عن المعرض مطبوع باللغتين العربية والإنجليزية في كتيب خاص وفي الموقع الالكتروني للموقع، وتعتبر هذه المبادرة سابقة في قطاع النشر في العالم العربي.

منبر الإلقاء أما من حيث الفعاليات التي يتضمنها المعرض هذا العام فمن ابرزها: منبر الإلقاء الذي يعد منبراً لإلقاء قصائد الشعر، ومجلس الكُتاب وهو مكان يجتمع فيه الكُتاب من ضيوف المعرض مع قرنائهم.

بالإضافة إلى حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب والذي يقام مساء غد.

من جهته، قال مدير عام هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، ان معرض أبوظبي الدولي للكتاب «تظاهرة فكرية ثقافية رائدة تهدف للتعريف بالجديد في مجال التأليف والنشر والترجمة ولقاء الجمهور مباشرة بالمؤلفين والمترجمين والناشرين وغيرهم من عناصر الصناعة المعرفية».

مشيراً إلى أن المعرض هو المكان الأمثل الذي يجمع بين الناشرين من الشرق والغرب خصوصاً مع ازدياد نسبة الناشرين الدوليين في المعرض بشكل غير مسبوق وصل إلى 150 ناشراً من أصل 430 دار نشر مشاركة.

وبالتالي فالمعرض هو الملتقى الأمثل لمناقشة واقع وتحديات الترجمة، وتذليل العقبات التي تعترض نشر الكتب المترجمة من وإلى اللغة العربية، والعمل على جذب اهتمام الناشرين الدوليين لها، باعتبار أن الترجمة هي الجسر الذي يصل اليوم بين مختلف الثقافات والحضارات.  

تحديات الترجمة
 وأشار المزروعي في كلمته خلال افتتاح فعاليات مؤتمر «تحديات الترجمة، أدب حول العالم» الذي أقيم صباح أمس في المجمع الثقافي بأبوظبي ضمن فعاليات معرض الكتاب، إلى إطلاق الهيئة العام الماضي مشروع «كلمة»

الذي يشكل جزءاً من استراتيجيتها الشاملة في خدمة الثقافة العربية والكتاب العربي، بهدف دعم وتعزيز عملية نقل مختلف العلوم والآداب والفنون إلى اللغة العربية من خلال آلية شاملة ترتكز على عالم التجارة وفن التسويق،
 
والعمل على امتلاك الأدوات الأساسية للتنمية القائمة على المعرفة الهائلة التي أنتجتها الحضارات من مشرق العالم إلى مغربه.

معتبراً المؤتمر الذي تتواصل فعالياته مساء اليوم «ما هو إلا نقطة الانطلاق نحو تكثيف وتطوير البحوث والدراسات المختصة، ووضع الاستراتيجيات الكفيلة بتحقيق التعاون الأمثل بين المترجمين والناشرين وشركائهم في سوق الكتاب».

في البداية طرح مقدم الجلسة الصباحية للمؤتمر، الناشر عمر سيف غباش، عدداً من التساؤلات حول واقع الترجمة في العالم العربي، مشيراً إلى توفر الميزانيات المخصصة للترجمة في العالم العربي،

وإطلاق مبادرات عديدة في هذا المجال مثل مشروع «كلمة» عن هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، ومشروعي «اكتب» و«ترجم» عن مؤسسة محمد بن راشد التي تتولى ترجمة كتاب يومياً.

وقام المدير التنفيذي لمشروع «كلمة» كريم ناجي في مشاركته بالتعريف بالمشروع الذي يعمل فيه مع سبعة موظفين فقط، وهو مشروع غير ربحي ويقوم بدعم دور النشر والمؤسسات التي تقوم بالترجمة في الوطن العربي،

في محاولة لردم الهوة الموجودة بين العرب والآخرين من خلال نقل المؤلفات من مختلف المعارف وبجودة عالية إلى العربية، واختيار الناشر الجيد، لافتاً إلى أن المشروع يتعامل مع أكثر من 20 ناشراً في العالم العربي،
 
وتم نشر عدد من الكتب وهناك مقترحات لـ70 كتاباً تمثل مختلف الموضوعات بين الكلاسيكي منها والحديث، وبهذا يكون المشروع قد حقق 80% من أهدافه. وأشار ناجي إلى ان جودة الترجمة ونوعيتها، وجودة الكتاب من حيث الطباعة والورق والاخراج، كلها عوامل تحرص عليها «كلمة» حرصاً كبيراً باعتبارها مبادرة تهدف للمدى البعيد. 

الفروق الثقافية
 بينما حملت مشاركة المترجم سعيد الغانمي عنوان (التعامل مع  الفروق الثقافية في الترجمة) ذكر فيها أن كل نص يحمل معه إمكانية ترجمته، باعتباره يتجه إلى قارئ معين ويحمل في قرارته وجهة نظر خاصة به، تتسم بالعمومية وتخاطب سياقاً ثقافياً،

وعلى المترجم أن يخاطب هذا السياق الثقافي مع إضافة أفقه الخاص، كما تساءل الغانمي فيما إذا كان على الترجمة نقل مستويات اللغة الصرفية والنحوية غيرها من المستويات، واقترح تجاوز هذا التعريف إلى مستوى أبعد من ذلك هو المستوى التأويلي.

وتطرق الغانمي إلى العوامل التي تؤثر في صحة او دقة الترجمة ومنها قصور المترجم نحوياً أو لغوياً إلى جانب مشكلات التسويق وغيرها، مشيراً إلى أن «نظرتنا إلى العالم تتحقق عن طريق اللغة وبالتالي تتغير هذه النظرة من لغة إلى أخرى بالرغم من وجود قواسم مشتركة كثيرة، وهذا ما يجب أن تقدمه الترجمة».
 
الترجمة والتكنولوجيا
 وحول الترجمة والتكنولوجيا قدم جورج بيفول من مؤسسة (راندوم هاوس الألمانية) تجربة المؤسسة التي تضم أكثر من 1000 عامل، مشيراً إلى أن ثلث أعمالها في ألمانيا، و20% في أميركا، و40% في أوروبا،

مؤكداً أن المؤسسة رائدة في مجال نشر المعرفة العلمية، وقد نشرت في سنتها الأولى 10 آلاف عنوان، ولديها الآن 50 ألف عنوان، وتتعامل المؤسسة مع أكثر من 100 دار نشر في العالم، وتعمل مع مترجمين وموزعين،

ومعظم إصداراتها باللغة الإنجليزية وهناك نسبة 9% بالألمانية، و5%، فرنسية، و4% إيطالية، و9% يابانية، و6% الصين واللغات الأخرى. 

وتحدث نيجل بلوتوم من دار نشر (بلوم سبوري برس) حول كيفية خلق سوق جيدة وذلك تحت عنوان (هاري بوتر العربي، كيف تخلق مبيعات أكثر)، مستعرضاً تجربة المؤسسة في تقديم صوت جديد لعالم النشر، وذلك عبر تحقيق الجودة التي تجلب الأرباح، وتقوم الدار بتصحيح الأعمال وتوزيعها عبر شبكة الانترنت.

وحول ترجمة الثقافة العربية تحدث مارك لينز مدير مكتبة  الجامعة بالقاهرة الذي بدأ عمله بألمانيا ثم انتقل إلى أميركا، والآن يحاول أن ينقل خبرته في مجال النشر إلى العالم العربي، وقد أكد أن الناشرين الأجانب اهتموا بالأدب العربي منذ 1970، وقد عانى العالم العربي من الإهمال لفترة طويلة،
 
وقد بدأ كناشر بالعمل على ترجمة نجيب محفوظ قبل حصوله على نوبل، وأسس شركة لترجمة كتبه إلى معظم اللغات، كما ترجم عدداً من المؤلفات العربية الإسلامية في مجال العمارة والاقتصاد، والسياسة والدين.      

تلتئم في قصر الإمارات  صباح غد ندوة «الجمع الميداني إشكالياته وآفاقه»، التي تنظمها إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بمشاركة وحضور باحثين في التراث الشعبي في الدولة، وتنقسم إلى فترتين. بينما تتواصل مساء اليوم فعاليات مؤتمر تحديات الترجمة الذي بدأت فعالياته صباح أمس في المجمع الثقافي.
تويتر