قضاة الملاعب.. متهمون علـى البساط الأخضر


يتحول قضاة الملاعب في عالم كرة القدم إلى مجرمين خلف القضبان عند إصدارهم قرارات غير موفقة تجاه حالة تحكيمية في مباراة حساسة بدرجة أهميتها، ليدفع بجمهور وإداريي ولاعبي الفريق المظلوم إلى الغضب وطلب العدالة.
 
وتصاعدت حدة التوتر في الوسط الرياضي بطريقة غير مسبوقة في الدوري الإماراتي هذا الموسم على خلفية الأخطاء التحكيمية، لتخرج أصوات تطلب الاستعانة بالحكام الأجانب. 

وبات التحكيم الإماراتي علامة مميزة في القارة الصفراء إثر النجاح الرائع الذي حققته مجموعة من الحكام في مباريات البطولة الآسيوية للأندية وغيرها من المسابقات الخارجية المهمة،

غير أن أخطاء بالجملة طرأت في الجولات الماضية من عمر دوري أندية الدرجة الأولى دفعت المراقبين الى دهشتهم من المستوى التحكيمي لبعض الحكام الذين نجدهم يتألقون في إدارة المباريات الخارجية.
 
«الإمارات اليوم» التقت عدداً من اللاعبين والإداريين والحكام للوقوف على المستوى التحكيمي في المسابقات المحلية، وأجرت الحوارات التالية:

عمر: أعترف بالأخطاء
قال الحكم الدولي محمد عمر إن مسيرة التحكيم بالدولة تمضي في طريق جيد من التطور رغم بعض الاخطاء التي تحدث في مناسبات كروية مختلفة.
 
واعتبر أن الحكام المواطنين على درجة جيدة من الثقافة والوعي تمكنهم من القيام بأدوار مهمة في المجال التحكيمي لاسيما أنهم يتولون مناصب قيادية في أجهزة مهمة بالدولة خارج حدود الرياضة. وكشف عمر «نعترف بوجود أخطاء تحكيمية قد يكون بعضها مؤثر، غير أنها لا تخصم من رصيد التطور الذي بلغه مستوى التحكيم في الدولة، والعبرة المهمة أن الحكم يبادر إلى تصويب هذه الأخطاء حتى لا تتكرر لاحقاً في مباريات أخرى».

وأضاف «المؤكد أن التحكيم الإماراتي يتابع نجاحاته في جميع الأوقات والمناسبات، وهناك قاعدة صلبة من الحكام الذين يمثلون طموحات كبيرة في المستقبل لكنها تحتاج إلى الصبر والاهتمام والرعاية من قبل المسؤولين في اتحاد الكرة كون التحكيم لا يتجزأ من منظومة اللعبة وهدفه بطبيعة الحال العمل على تطويرها، وما يطرأ من أخطاء عابرة لا يقلل من شأن الصافرة الإماراتية».

وأوضح «أخطاء التحكيم واردة في مختلف البطولات فتجدها حاضرة في أوروبا وإفريقيا وآسيا في جميع المناسبات والألعاب الرياضية، لكن المهم أن حكام الإمارات هم الأفضل على مستوى المنطقة».
 
وتابع «قضاة الملاعب المواطنون صالوا وجالوا في قارة آسيا بأكملها وكانوا على قدر المسؤولية، لذا فإننا لن نعجز عن نيل هذا التقدير في وطننا، كون التحكيم بالنسبة لنا مسؤولية وطنية نتعاطى معها بأمانة ونزاهة، وهذه العناصر ربما تبدو غير حاضرة في أذهان بعض الحكام من دول أخرى، والشواهد على ذلك حاضرة في وسائل الإعلام التي تكشف العديد من حالات سقوط بعض الحكام في معاقل الفساد والرشاوى».
 
وحول العقوبات المقررة على أخطاء الحكام، قال عمر «الأخطاء ليست نهاية المشوار ويتعين محاسبة الحكام الذين ارتكبوا أخطاء وليس التشهير بهم؛ لأن الهدف من المحاسبة تقييم أداء الحكام وليس العقوبة التي هي موجودة في قاموس الحكام وتساعد على الارتقاء بالأداء التحكيمي، والإنسان يتعلم من الأخطاء».

درويش: توتر اللاعبين  
أكد لاعب الوصل خالد درويش أن أخطاء التحكيم تؤدي إلى توتر كبير في أوساط اللاعبين خصوصاً عندما يلحق الظلم باللاعب بسبب أخطاء أثناء المباريات.
 
وقال درويش الذي بدا غاضباً من عدم احتساب مخالفة له داخل الصندوق إثر عرقلة واضحة من حارس مرمى حتا سعيد عبدالله في الجولة 13 من الدوري، إنه يكن تقديراً بالغاً للحكام بالدولة قياساً بجهودهم البارزة في التطور الكروي وتضحياتهم الكبيرة في مجال التحكيم.

وأضاف «الواقع أن الأخطاء تحصل في كل مكان والحكام بشر ويتعين عدم محاسبتهم على أخطاء غير متعمدة، ولكن في الوقت نفسه عليهم أن يدركوا أن بعض الأخطاء المؤثرة على نتائج المباريات تساعد على توتر بالغ في صفوف اللاعبين». 

يوسف: التركيز ضروري
ودعا لاعب الشعب يوسف عبدالله الحكام إلى تركيز أكثر أثناء المباريات وعدم الاكتراث إلى ما يصدر من الجماهير في المدرجات.

وقال يوسف عبدالله إن «الحكم يفقد تركيزه عندما ينشغل بما يصدر من الجماهير الحاضرة في المباريات، ما يقود إلى ارتكاب أخطاء تقديرية تؤدي إلى توتر اللاعبين».
 
وأضاف «المطالبة بحكام أجانب تخالف الواقع الذي نمضي عليه سعياً إلى التطور الشامل في جميع عناصر كرة القدم».
 
وأضاف «يتعين ان نتفق اولاً على أن الأخطاء التي تحدث من جانب بعض الحكام أثناء المباريات غير مقصودة وخالية من شبهة التعمد وينبغي مراجعتها وحث الحكام على اتخاذ درجات الحيطة والحذر لدى إصدار القرارات؛

لان القرار الذي يصدر من الحكم قد يقود إلى واقع غير جيد لبعض الفرق وليس من المنطق في شيء سلب بعض الفرق جهدها في الميدان لمصلحة فرق أخرى بسبب سوء تركيز الحكم، وثقتي كبيرة بتجاوز إخفاقات التحكيم في الفترة السابقة من الدوري على نحو يقود إلى الحصول على افضل النتائج التي تساعد على التطور الكروي بالدولة». 

الزعابي: لا نريد أخطاء
أما مدير فريق الإمارات، عدنان الزعابي، فأكد ضرورة تفرّغ الحكام قبل المباريات، وقال ان «ذلك يساعد على ارتفاع نسبة تركيزهم أثناء المباريات».
 
وقال إن «أخطاء الحكام تصيب بعض الفرق بأضرار كبيرة تقود إلى حالة من الظلم، واعتبر ان عدم تفرغه يقود إلى ارتكاب أخطاء كبيرة بسبب الإرهاق الذي ينال منه بسبب ارتباطه بدوام حكومي».

وقال الزعابي إن «فريق الإمارات تضرر كثيراً من قرارات الحكام في المرحلة 13 من الدوري بعد تسببه في إحراز هدفين لفريق الشعب»، مستغرباً هذه الأخطاء التي تؤدي في نهاية المطاف إلى ضرر بالغ على الكرة الإماراتية، «على حد قوله».
سالم سعيد: نتغلب على الأخطاء باجتماعات أسبوعية
قال السكرتير الفني للجنة الحكام باتحاد الكرة، سالم سعيد، إن «الأخطاء موجودة في كل بطولات العالم، لكن ثقة اللجنة بالحكام المواطنين كبيرة لاسيما أنهم أثبتوا نجاحاً بارزاً في إدارة المباريات على الصعيدين الإقليمي والقاري».
 
وأضاف «لجنة الحكام تحاول التغلب على الأخطاء التحكيمية من خلال اجتماعات أسبوعية مع قضاة الملاعب، يتم فيها تقييم الأداء ومناقشة كل كبيرة وصغيرة في قراراتهم التحكيمية ومستواهم البدني، ومن ثم نتفق على رؤية مشتركة لتصويب الأخطاء بطريقة مناسبة،

ويصل الأمر إلى حد مناقشة الجوانب النفسية للحكم بهدف تهيئته نفسياً حتى يتجاوز الأخطاء التي اعترته تطلعاً إلى مستوى أفضل».
 
ورداً على سؤال حول الأضرار المحتملة لعدم تفرغ الحكام قال سعيد: «الواقع يشير إلى أن معظم المباريات في الدوري تلعب يومي الجمعة والسبت وهذا يساعد الحكام العاملين في وظائف مختلفة خارج الحقل الرياضي على التقاط أنفاسهم،

علاوة على التعاون الجيد الذي يبذله العديد من الدوائر الحكومية والخاصة بتسهيل عملية تفرغ الحكام في اليوم الذي يعهد لهم فيه بقيادة مباريات في الدوري،

أما الحكام الذين لا يتمكنون من مغادرة أعمالهم فيضطرون إلى المشاركة في إدارة المباريات بعد نهاية دوامهم، وكل الأجيال السابقة في مجال التحكيم في الدولة جابهت المشكلة نفسها.
تويتر