احمدي نجاد يطالب برحيل القوات الاجنبية من العراق ويتهكم على بوش


دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم في  آخر أيام زيارته الى بغداد القوات الاجنبية الى مغادرة العراق متهكما على الرئيس الاميركي جورج بوش الذي قال انه "لا وقت لديه لسماع" رسالته.

وشدد احمدي نجاد في مؤتمر صحافي على ضرورة ان تغادر قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق وان "لا تتدخل القوى الاجنبية في شؤون العراق".

وتابع "ان المنطقة من دون وجود الاجانب يعمها الامن والاخاء، نحن نعتقد ان القوى التي جاءت عبر البحار لتعبر الاف الكليومترات عليها ان تغادر المنطقة وتترك الامور الى اصحابها".

واضاف "يدعون انهم يريدون ان يصرفوا اموالهم من اجل تطوير المنطقة .. فليصرفوا هذه الاموال على دولهم".
وتابع الرئيس الايراني ان "شعوب المنطقة تشمئز من تواجد القوات الاجنبية التي لم تجلب للمنطقة سوى الخراب والدمار".
واكد الرئيس الايراني ان "اولئك الذين جاؤوا من بعيد لن يحصلوا على شيء من المنطقة وعليهم ان يرفعوا يدهم عنها وان يعودوا من حيث جاؤوا".

واضاف ان "الشعب العراقي كان ضد المحتلين ونضاله ضد الاجانب مبعث افتخار بين شعوب المنطقة".

وقال ان "القضايا التي بحثناها تتركز على مصالح الشعبين والحكومتين ولسنا ملزمين الاستجابة لمتطلبات الاخرين".

من جهة اخرى قال احمدي نجاد متهكما ردا على سؤال حول تصريحات الرئيس الاميركي عشية بدء زيارته الى العراق "لا وقت لدينا لسماع رسالتك". واضاف "ليس لدينا الوقت الكافي حتى نسمع ما يقوله الاخرون".

وكان بوش قال أول من أمس في كروفورد (تكساس، جنوب) ان على احمدي نجاد "الكف عن تصدير الرعب (...) ان الرسالة يجب ان تكون +كفوا عن ارسال معدات متطورة تقتل مواطنينا".

لكن الرئيس الايراني رد اليوم ساخرا "لم استلم رسالة بهذا الخصوص". واضاف ان "المسؤولين الاميركيين يتكلمون كثيرا، نحن لا نبالي بهذه الاقاويل لانه ثبت لدينا ان الاميركيين يطلقون تصريحاتهم استنادا الى معلومات خاطئة، من ثم لا يمكن ان ناخذ هذه التصريحات على محمل الجد".

وتابع احمدي نجاد "لذا، لا بد ان نقدم لهم نصيحة ودية (...) وهي ان توجيه الاتهام الى الاخرين لا يحل مشكلة الاميركيين الذين يجب ان يحلوا المشاكل في مكان اخر".

واشار الى ان "المسؤولين الاجانب ياتون الى العراق بشكل سري وزيارتهم تستغرق ساعات يغادرون بعدها سريعا. الاساس في تبادل الزيارات ان تكون علنية يجب ان تسالوهم لماذا ياتون سرا الى هنا".

واوضح الرئيس الايراني "لقد اعلنت عن زيارتي قبل شهرين نحن لا نخفي شيئا (...) الشعب العراقي حقيقة واقعية ونحن تعايشنا مئات السنين وسنتعايش مئات سنين اخرى. زرت بغداد بدعوة كريمة من الرئيس جلال طالباني بعد استجابته لدعوتنا بزيارة ايران".

واكد انه التقى خلال الزيارة "الرئيس ورئيس الوزراء ونواب البرلمان وشخصيات من مختلف فئات الشعب العراقي".

من جهة اخرى، اعلن احمدي نجاد توقيع سبع مذكرات تفاهم مع العراق تشمل تنمية العلاقات بين البلدين في مجالات الصناعة والتجارة والجمارك وغيرها.

وقال ان "اللقاء كان في اجواء ايجابية اخوية ووفاق تام (...) وفي ما يتعلق بمجال العلاقات راينا ان وجهات النظر متطابقة". واضاف "تم التوقيع على سبع مذكرات تفاهم ظهر اليوم في مجالات الصناعة والتامين والجمارك والتعدين والنقل والمقاييس والاوصاف".

واكد احمدي نجاد "تم التفاهم ايضا على تنفيذ مشاريع كبيرة ضمن المنحة الايرانية" البالغ قيمتها مليار دولار اميركي.

واوضح ان "المحادثات مع الجانب العراقي بناءة للغاية، هذه الزيارة اكدت من جديد عمق العلاقات الاخوية بين الشعبين كما اكدت ارادة الشعب العراقي في مواصلة هذه العلاقات". وتابع "على العالم ان يعرف ان الاحداث تمر والشعبين العظيمين سيبقيان علاقتهما موطدة".

وقال الرئيس الايراني "ان عراقا مقتدرا ومتطورا يكون لصالح دول المنطقة، وايران ستعمل على تطوير الشعب العراقي بكل ما اوتيت من قوة. وعلى سائر شعوب الجوار ان يهبوا لمساعدة العراق".

وانهى الرئيس الايراني زيارته التاريخية التي بداها أمس في ظل تقارب رسمي لا سابق له بين البلدين اللذين خاضا طوال ثمانية اعوام (1980-1988) حربا دامية اوقعت حوالى المليون قتيل فضلا عن خسائر جسيمة بمئات المليارات من الدولارات.

واقيم احتفال رسمي في مقر الرئيس العراقي جلال طالباني بحضور حشد من الرسميين، تخلله عزف النشيدين الوطنيين العراقي والايراني، كما افاد مراسل فرانس برس.

وفور انتهاء المراسم الرسمية، صافح الرئيس الايراني مودعا كبار المسؤولين العراقيين ورافقه طالباني حتى السيارة التي اقلته الى مطار بغداد حيث اقلعت طائرته عند الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي (13،30 تغ).
تويتر