التغيير يبدأ من «المحرك»!!

سامي الريامي

  
التغيير وسيلة رئيسة للتطوير، وهو من الأمور البديهية والاعتيادية التي تشهدها المؤسسات والوزارات والدوائر كافة.


وعلى مستوى الوزارات تحديداً، نسمع طوال عمرنا عن تغييرات، وتعديلات وزارية، تبدأ من تعديل طفيف وتنتهي أحياناً بحكومات جديدة بمعنى تغيير شامل، ولكن هل التغيير للأفضل يجب أن يبدأ دائماً من أعلى الهرم الوظيفي؟ 


لاشك أن تأثيرات التغييرات العليا أشد سرعة وفاعلية في تحسين الأداء وتطوير العمل، ولكن يجب على كل وزير جديد أن يقوم في بداية عمله، وفي المراحل الأولى من جلوسه على كرسي الوزارة أن يبدأ بتقويم وضع الوزارة بشكل عام، وتقويم وضع الموظفين بدءاً من الوكلاء والوكلاء المساعدين، وانتهاء بأصغر موظف على «الكاونتر» هذا إذا كانت وزارته تحتوي على «كاونترات».


ولمزيد من التوضيح جميعنا يعلم أن هناك وزارات تعاني من «جمود» طويل في المناصب القيادية التي تعقب منصب الوزير، وهناك من الوكلاء ومديري الإدارات من تعاقب عليهم ثلاثة وزراء، وهم مازالوا صامدين في أماكنهم، هذا لا يعني التقليل من الجهود التي يبذلونها، ولكن عندما نصل إلى درجة تغيير ثلاثة وزراء مثلاً في وزارة واحدة، فإن ذلك يعني بالضرورة أن هؤلاء الوكلاء لم يقدموا أي جديد طوال فترات «التعاقب».


وببساطة شديدة فإن الوزير الجديد يحتاج إلى شهور طويلة ليتعرف بداية إلى إدارات وأقسام ومداخل ومخارج الوزارة «الرسمية»، ثم يحتاج إلى شهور أطول، وأحياناً سنوات حتى يتعرف إلى «خبايا» الإدارات والأقسام والمداخل والمخارج «غير الرسمية» في وزارته، ويعني ذلك تأخيراً في الخطط والبرامج التطويرية، لأنه لا يعقل أن يوجد هناك من يطور دون أن يفهم الوضع، ويعرف التفاصيل الدقيقة والدقيقة جداً عن المكان الذي يريد تطويره.


وبصراحة هناك من الوكلاء ومديري الإدارات في مختلف الوزارات، من يسيطرون وبشدة، وبأسلوب محكم على تفاصيل العمل في الوزارة، وتمكنوا خلال سنوات العمل الطويلة والطويلة جداً أحياناً، من الإمساك بـ«مفاصل» الأمور، والتحكم في كل حركة صغيرة كانت أم كبيرة داخل الوزارة، ما يصعب مهمة أي وزير، وبصراحة أكثر فإنه يوجد من الوكلاء من يستطيعون تسهيل عمل أي وزير جديد إذا أحبوا ذلك، وفي الوقت نفسه يستطيعون عرقلته والتصعيب عليه وجعله لا يعرف «رأسه من كرياسه»، فيتشتت ويضطر إلى تسليمهم الأمور، ليستمر وضعهم المسيطر والمهيمن على تفاصيل الأمور في الوزارة.


ومع ذلك وحتى لا يفهم المقال على أنه هجوم على وكلاء الوزراء، فإن في مقابل ذلك هناك من الوكلاء ومديري الإدارات في الوزارات من بذلوا جهوداً ملموسة في السنوات الماضية، وكان لهم دور محوري في تطوير العمل والنهوض باسم الدولة في المحافل الدولية، والعمل بجد لصالح الوطن والمواطنين والمقيمين.. ولكن ما أريد أن أقوله باختصار شديد إن التغيير أحياناً يجب أن يبدأ من «المحرك» الرئيس في سير عمل الوزارة، وهنا تكمن مسؤولية الوزراء الجدد..
 
reyami@emaratalyoum.com
تويتر