المحـرقـة


اختلف المحللون الإسرائيليون، أول من أمس، على المعنى العبري للفظة التهديد التي أطلقها نائب وزير الدفاع، متان فيلنائي، أول من أمس، وما إذا كانت تعني «محرقةً» أو «شواءً»، لكن الآليات العسكرية الإسرائيلية تكفّلت، أمسِ، بشرحه عملياً على الأرض بقتل 50 فلسطينياً وجرح 200، وتدمير عشرات المنازل، وترويع آلاف الأطفال والشيوخ والنساء. 


وفي حين يهبّ العالم مدافعاً عن أبسط «خدش» يصيب إسرائيلياً في المغتصبات، أو المستوطنات، أو تعتبر العواصم المهمّة قضية جندي إسرائيلي وحيد وقع في الأسر قضيتها المركزية، يسود الصمت أرجاء المعمورة تجاه مسلسل الجرائم الإسرائيلية اليومية، وكأنّ ما يحدث يتمّ في كوكب آخر. 


في عالم آخر، وفي زمن غير الذي نعيش فيه، كانت جريمة إسرائيل في غزة وسياسات القتل الممنهج، والعقاب الجماعي، ستصبح الهمّ المؤرّق لضمير الإنسانية، لكن في زماننا، حتى الضمير تم برمجة أجندته مسبقاً فأصبح هناك ما يمكن أن يؤرّقــه، وما هو قابل للإنكار والتــجاهل، ولو كانت بشـــاعته ظــاهرةً كوضح النهار.

 

تويتر