جيران «الذهب» يستنشقون غازات سامة



 قال سكان في منطقة المريجة إن محال إعادة صياغة الذهب المجاورة لمنازلهم، تسببت بحدوث أضرار صحية لهم. وأوضحوا أن هذه المحال تعتمد في صيـاغة الذهب على مواد تنبعث منها روائح وغازات سامة عند تعرضها للحرارة وملامستها لسطح الذهب، ما يؤثر سلباً في صحة كثيرين منهم، وفق قولهم.

ومن جانبها، أكدت بلدية الشارقة أن محال صياغة الذهب الموجودة في المدينة «تنشر غازات سامة ومسرطنة» لافتة إلى أنها بصدد اتخاذ إجراءات لإنهاء وجودها في الأحياء السكنية.


وكان أحد سكان المنطقة، منذر خان، أكد أن عائلته تتعرض يومياً للغازات المنبعثة من محال إعادة صياغة الذهب «التي تعمل على مدار الساعة، وتركز نشاطها في الليل لأن الفترة الصباحية مخصصة لاستقبال الذهب الخام من الزبائن، والمساء في إعادة صياغته وتشكيله، مطالباً بلدية الشارقة بسرعة نقل هذه المحال إلى مناطق صناعية بعيدة عن الأحياء السكنية، لتقليل الأثر السلبي للعملية».
 
وأفادت إحدى المتضررات من غازات صياغة الذهب، جيهان السيد، بأن ابنها الصغير يعاني حساسية مزمنة في صدره، ونوبات ربو تكاد تكون ملازمة له طوال اليوم، مضيفة أن ارتفاع الإيجارات لا يسمـح لمعظم السكان بالانتـقال مـن مسـاكنهم.  وقال مراد علي، الذي يقيم في المنطقة ذاتها، إنه يعاني دائماً أزمات صدرية وصعوبة في التنفس، على الرغم من أنه غير مدخن.

وتعقيباً على هذه الشكاوى،  قال مدير إدارة الخــدمات البيئية في بلدية الشارقة السيد حسن التـــفاق، إن مواد وكيماويات مثل النترك المركز، وحامض الكبريت، وســـنابد البوتاسيم، والذهب، والنحاس، والكروم، والكوبالت، والإرستك، والكاديم، والمخففات، والزيوت المزلقة، ومواد اللحام.
 
تستخدمها منشآت الصياغة في عمليات إذابة وصهر وتشكيل المعادن، وتنتج عنها مخلــفات سائلة تحتوي على مواد صلبة ذائبة توصف بالقاعدية، كالزيوت والشحوم والرواســـب الزيتية، إضافة إلى انبعاثات غازية مثل غاز ثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكســـيد الكبريت، وأول أكســــيد الكربون التي تعـــتبر غـــازات  ســـامة جداً ومؤثــرة صحياً في الجهاز التنــفسي على المدى البعيد».


وأشار التفاق إلى أن قسم حماية البيئة وضع أنظمة ومعايير خاصة للتحكم بالانبعاثات الغازية، متمثلة في تزويد المداخن بمرشحات تنظف دورياً، إضافة إلى استبدالها بشكل منتظم. كما يجب ألا يقل  ارتفاع المدخنة عن 10 أمتار أو أربعة أمتار عن أعلى ارتفاع من المبنى، إضافة إلى صيانة المصاهر دورياً لمنع الانبعاثات، اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع أي انبعاثات في المجال السكني المجاور وتوفير خطة طوارئ في حال حدوث انبعاثات والسيطرة عليها.
 

وأفاد التفاق بأن الخط الساخن في بلدية الشارقة يتلقى شكاوى مستمرة، يتابعها مفتشون مختصون، يتولون تقييم طبيعة الشكوى. وفي حال اكتشاف انبعاثات غازية سيتم رصدها بأجهزة خاصة، وتوجيه صاحب المنشأة بضرورة إيقاف النشاط فوراً لحين تعـديـل الوضـع وإزالـة المخالفة.
 
وأكد التفاق أن «قسم حماية البيئة ينفذ الخطة الاســتراتيجية (2008-2010) في شأن نـــقل محال صياغة الذهب من المناطق الســـكنية التجارية إلى المــناطق الصناعية القريبة من شارع الإمارات، إضافة إلى إنشاء مجمّع خاص ذي مواصــفات بيئية عالمية وتأجير المحال للتجار مقابل رســوم محــددة من الإدارة».
تويتر