إعلان دولة كوسوفو المستقلة


دخل إقليم كوسوفو التاريخ أمس كدولة مستقلة بعد أن صوت البرلمان في جلسة طارئة واستثنائية في بريشتينا على قيام دولة كوسوفو ديمقراطية حرة مستقلة متعددة الأعراق، وفور إعلان الاستقلال أكدت صربيا أنها لن تعترف ابدا بهذا الانفصال عنها،

ووصفت كوسوفو بـ«الدولة الزائفة»، فيما طالبت روسيا الامم المتحدة ومنظمة حلف شمال الاطلسي بالتحرك بسرعة لالغاء الاعلان الاحادي الجانب، وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا بطلب من موسكو.
 
وفي التفاصيل، أعلن رئيس برلمان كوسوفو يعقوب كراسنيكي للنواب بعدما صوتوا برفع الايدي خلال جلسة استثنائية «اعتبارا من الآن بدل كوسوفو موقعه السياسي، لقد صرنا دولة مستقلة، حرة وسيدة».


وقرأ رئيس الوزراء هاشم تاتشي في لحظة انتصب لها وقوفا جميع أعضاء برلمان كوسوفو ومواطنو الإقليم، وثيقة إعلان الاستقلال.  وقال إن برلمان كوسوفو «يعلن اليوم (أمس) قيام دولة مستقلة لكل الأعراق عاصمتها بريشتينا، وذكر أن الجميع سيكونون في دولة كوسوفو سواسية مهما تعددت طوائفهم وأعراقهم».

وقدم علم كوسوفو المستقل وهو يحمل رسم الاقليم باللون الاصفر على خلفية زرقاء داكنة وعليه ست نجمات الى البرلمان. وفي المقابل، تعارض سلطات بلغراد مدعومة بحزم من روسيا وصرب كوسوفو الذين يشكلون اقل من 10% من سكان الاقليم، استقلال كوسوفو ذي الأغلبية الألبانية.
 
وأعلن الرئيس الصربي بوريس تاديتش في بيان أمس ان بلاده لن تعترف ابداً باستقلال كوسوفو. وقال تاديتش الذي اعيد انتخابه في مطلع الشهر في اعلانه «ان صربيا ردت وسترد بكل الوسائل السلمية والدبلوماسية والشرعية لالغاء هذا العمل الذي ارتكبته مؤسسات كوسوفو».

وسبق ان اعلن تاديتش المؤيد للتقارب مع الاتحاد الاوروبي معارضته استقلال كوسوفو خلال خطاب القسم الرئاسي الجمعة الماضي وقال «لن اتخلى ابدا عن الكفاح من اجل اقليمنا كوسوفو». بدوره دان رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا كوسوفو بوصفها دولة زائفة في كلمة أذاعها التلفزيون، مشيرا الى أن الولايات المتحدة أيدت كوسوفو بصورة غير قانونية. وقال ان الولايات المتحدة «مستعدة لخرق النظام الدولي من أجل مصالحها العسكرية».
 
وكانت صربيا أعدت «خطة عمل» اقرها البرلمان اخيرا للرد على اعلان استقلال كوسوفو. وهذه الخطة التي لم تكشف تفاصيلها تستبعد بشكل قاطع اي خيار عسكري، غير ان صربيا قد تراجع علاقاتها الدبلوماسية مع الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفو وتستدعي سفراءها فيها للتشاور
.
 
أما روسيا، فطالبت الامم المتحدة ومنظمة حلف شمال الاطلسي بالتحرك «دون ابطاء» لالغاء اعلان استقلال اقليم كوسوفو، في بيان صادر عن وزارة الخارجية. وجاء في البيان ان اعلان استقلال كوسوفو من طرف واحد يشكل «انتهاكا لسيادة صربيا» و«لميثاق الامم المتحدة وقرار مجلس الامن 1244».
 
وقال البيان «ننتظر من مهمة الامم المتحدة في كوسوفو ومن قوة الحلف الاطلسي في كوسوفو اتخاذ اجراءات فورية عملا بتفويضهما ومنها الغاء القرارات التي اتخذتها هيئات الادارة الذاتية في برشتينا واتخاذ اجراءات ادارية صارمة حيالها». واضاف البيان «ان روسيا تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن من اجل بحث الوضع واتخاذ اجراءات حاسمة وفعلية للعودة الى عملية التسوية السياسية بما يتفق مع القرار 1244».

وقد أفاد مصدر دبلوماسي ان مجلس الامن وافق على الطلب الروسي وعقد اجتماعا طارئا. بدوره أكد الحلف الاطلسي انه سيستمر في توفير الامن لكوسوفو، مضيفا انه سيتعامل بصرامة مع اي عنف. كما حث جميع الاطراف على التحلي بضبط النفس، حسب ما جاء في بيان للأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر.
 
من جهتها، قالت الولايات المتحدة انها احيطت علما باستقلال كوسوفو، ودعت جميع سكان الاقليم الى الهدوء، وقالت وزارة الخارجية الاميركية «تراجع الولايات المتحدة الآن المسألة وتبحث الامر مع شركائها الاوروبيين». وأضافت الوزارة ان واشنطن ترحب بالتزام حكومة كوسوفو الواضح بتنفيذ بنود الخطة التي وضعها مارتي اهتيساري مبعوث الامم المتحدة الخاص لحماية الاقليات العرقية. وفي لندن، اعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية ان اعلان استقلال كوسوفو يشكل «تطورا مهما»، مشيرة الى ان اعلانا رسميا سيصدر بهذا الصدد اليوم في ختام اجتماع في بروكسل.

واوضحت ان وزراء الخارجية الاوروبيين «سيناقشون وضع كوسوفو الجديد وجوانبه الاقتصادية والسياسية» خلال اجتماع كان مقررا منذ فترة طويلة. وتابعت انه سيكون في وسع كل من الدول الاعضاء فيما بعد في حال رغبت في ذلك اصدار اعلان خاص بها حول هذه المسألة.
 
وفي برلين دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير «جميع الاطراف» الى «الهدوء والاعتدال» بعد اعلان الاستقلال. من جهته، رحب رئيس الوزراء الالباني صالح بريشا باستقلال كوسوفو، معتبرا السابع عشر من فبراير يوم «الولادة الجديدة» لهذا الاقليم. إلى ذلك، اعلنت ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، منطقتا الحكم الذاتي في جورجيا، أمس انهما ستطلبان من روسيا والامم المتحدة الاعتراف باستقلالهما.
 
وقبل تصويت البرلمان الكوسوفي، تجمع عشرات الآلاف من الكوسوفيين في شوارع بريشتينا وهم يهتفون ويلوحون بالاعلام. واختلط المواطنون من جميع الاعمار في جادة الام تيريزا في وسط بريشتينا، واخذوا يتبادلون التقاط الصور على وقع المفرقعات.  في هذه الأثناء، منع مئات المحاربين القدامى في الجيش الصربي يرتدون زيهم العسكري من دخول كوسوفو، حيث تمكن هؤلاء المحاربون من عبور خط الشرطة الصربية عند مركز المراقبة في ميردار على حدود كوسوفو الادارية، غير ان جهاز شرطة كوسوفو منعهم على الفور من الدخول.
 

النزاع حول كوسوفو عبر التاريخ 

 إقليم كوسوفو كان عبر التاريخ ارضا يتنازع الصرب والالبان السيادة عليها. 

القرن الثاني عشر كوسوفو
مركز مملكة صربية تحكمها اسرة نمانيتش وبني في عهدها عدد كبير من الاديرة والكنائس. 


1389: هزم الصرب امام العثمانيين في معركة كوسوفو بوليي وبدأت هيمنة الاتراك التي امتدت قرونا وادت الى تغيير التوازن الاثني في الاقليم لمصلحة الالبان والمسلمين.  

1913: صربيا تسيطر على كوسوفو بعد حرب البلقان.

 
1946: الحاق كوسوفو بالاتحاد اليوغسلافي بقيادة جوزف بروز تيتو. 

1987 خلال زيارة للاقليم، قدم سلوبودان ميلوشيفيتش نفسه مدافعا عن صرب كوسوفو. 

  1989: ميلوزيفيتش يفرض مراجعة الدستور الصربي ويقلص الى حد كبير الحكم الذاتي الممنوح لكوسوفو. 

  1992: ابراهيم روغوفا الذي انتخب رئيساً للاقليم يدعو الى المقاومة السلمية للحصول على الاستقلال ويقيم مؤسسات. 

  1997: ظهور «جيش تحرير كوسوفو» الذي بدأ حركة تمرد ضد القوات الصربية
.  

 فبراير-مارس 1998: قوات ميلوزيفيتش تسحق جيش تحرير كوسوفو وانصاره. قتل اكثر من عشرة آلاف من البان الاقليم. 

1999: - 10 يونيو: تحت ضغط ضربات حلف شمال الاطلسي، بلغراد تسحب قواتها من كوسوفو الذي وضع تحت حماية الامم المتحدة والحلف. 

11 يونيو: نحو مئتي الف صربي وآخرين من غير الالبان يفرون من الاعمال الانتقامية للالبان في الاقليم. 

9 مارس 2004 اعمال عنف ضد الصرب تسفر عن سقوط 19 قتيلا واكثر من 900 جريح. 

2005: - نوفمبر: برلمان كوسوفو يتبنى قرارا ينص على اقامة دولة مستقلة. - ديسمبر: الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري المفوض من قبل الامم المتحدة، يبدأ مهمة لتحديد وضع نهائي لكوسوفو. 

  2006: -12 يناير: وفاة ابراهيم روغوفا، واحد الموالين له فاتمير سيديو يصبح «رئيسا» للاقليم. 

20 فبراير: بدأت في فيينا مفاوضات حول الوضع النهائي للاقليم بين الصرب وألبان كوسوفو
.

 2007: - 26 يناير: قدم اهتيساري خطة تقضي باستقلال كوسوفو تحت اشراف الاسرة الدولية. - 26 مارس: الاميركيون والاوروبيون في مجلس الامن الدولي يدعمون المشروع وروسيا التي تساند صربيا، تعارضه. -
 
20 يوليو: في مواجهة العراقيل التي تضعها روسيا كلفت مجموعة الاتصال التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والمانيا وايطاليا، لجنة ثلاثية  للتوصل الى تسوية بين البان كوسوفو والصرب.

 

  
تويتر