القرية العالمية..أرض للحنين


عن ماذا يبحثون في قرية جمعت القارات الخمس؟ يتجولون في زحامها يدخلون من بوابات الاجنحة المشاركة، افريقيا، اسيا، اوروبا، كيف التفتوا تطالعهم تحف، وأساطير، لاشك أن القرية العالمية أثبتت انها ملاذ للكثير من زوارها، خاصة انها تجاوزت كونها معلما تجاريا وترفيهيا وحسب، بل هي مكان يؤجّج العاطفة  التي ترتسم على الوجوه والحركة والدموع احيانا، اناس يبحثون بفطرتهم عن أشياء عدة في حياتهم، يبحثون تارة عن شخصياتهم، وتارة اخرى عن هويتهم، هذا البحث كان محور سؤال «الإمارات اليوم» التي كان لها وقفات مع زوار للقرية من جنسيات مختلفة، لتروح الاجوبة نحو حنين الى الاوطان البعيدة، وعبّر الكثير منهم عن امنيته في أن يكون العالم الحقيقي يشبه القرية العالمية في قيم التسامح والمحبة التي يروّجها ويزرعها في نفوس الناس. ورغم كل الاحداث السياسية والفرقة التي تسببت فيها بين شعوب العالم، فإن بوابة القرية جاءت بوابة أمل في عالم واحد، ومتماسك.


  أوطان نحنّ إليها
الفلسطينيون واللبنانيون والعراقيون  كانوا الاكثر تأثرا في حديثهم عن الشيء الذي يبحثون عنه في القرية العالمية، فها هي أم اياد تقول «لا أبالغ اذا قلت إنني أنتظر القرية العالمية من عام إلى آخر لأهرع إليها كي أزور فيها القرية الفلسطينية». واضافت «فلسطين الوطن له خاصيته في الشتات، ونحاول بطريقة او بأخرى ان نتمسك بأقل الاشياء التي تعبّر عن انتمائنا إلى هذا الوطن الجريح الذي يهان كل يوم على مرأى من العالم دون أي حراك»، وأكدت أم إياد حرصها على اصطحاب أحفادها لتحدثهم عن فلسطين وخصوصيتها من خلال القرية الفلسطينية التي جسّدت بالفعل روح الارض عن طريق مبناها ومداخلها التي تشبه شوارع باب العامود في القدس».


وأضافت «يكفي ان الباعة هناك من فلسطين الداخل وهذا بحدّ ذاته يجلب لي الأمل بشكل كبير، والألفة بينهم في القرية واضحة وملموسة، رغم خلافاتهم في الداخل» مؤكدة أنها تمشي في القرية الفلسطينية وكلها فخر بالمكان الذي يمثل وطنها، وهويتها و«لو كانت هوية في خيالي فقط ». اما اللبنانية وداد باروني فتقول «رغم أن القرية اللبناينة لا تمثل لبنان بشكل كبير، فإن الدخول إليها ينعش روحي ويدفعني إلى الأمام». وأضافت « يزعجني ان لبنان تمثل فقط بالمأكولات الشعبية والمخللات والزعتر، ولبنان أكبر من ذلك بكثير»، مشيرة الى «ان اجمل ما لفت انتبهاها هو الحب  الذي يجمع بين الناس ، فلا نزاعات ولا خوف، فالباعة يختلفون في  انتماءاتهم ولكنهم يتعايشون بمودة في هذه المساحة، هذا هو لبنان الحقيقي». وعن الذي تبحث عنه باروني قالت  «ابحث عن امور أنا واثقة بأنني لن اجدها الا في لبنان، لكن لا يفوتني شراء المخللات البنانية والزعتر والمكسرات من هناك أيضا ».


أما زيد الهاشمي فيقوده حنينه الى القرية قائلا «ابحث عن العلم العراقي، اشتقت إليه على الرغم من كل المساومات السياسية لتغييره»، مضيفا  «لن تصدقوا انني اقصد القرية العالمية في دبي لأشاهد علم العراق يرفرف دون خوف»، مؤكدا أن دخوله القرية العراقية لم يكن سهلا بل من شدة الشوق. مضيفا أن اول الاشياء التي زارها في القرية العراقية كان ركنا خاصا بطلبة الفنون الجميلة في جامعة بغداد، والذي يعرضون فيه لوحاتهم  التشكيلية التي تنمّ عن ولادة فنانين جدد سيكون لهم مستقبلهم الباهر».


 عطور وسجاد
سعاد المهيري من الامارات أكدت ان «القرية العالمية تعكس الحياة الانسانية التي يجب ان تكون عليها في جميع انحاء العالم؛ فمن الجميل ان نرى ثقافات الشعوب التي تعيش في الامارات من خلال قراهم ومعروضاتهم»، مشيرة الى انها تزور القرية بهدف شراء السجاد الايراني المعروف بتاريخه العريق، والألحفة الصينية الجميلة، وبعض العطور من القرى الخليجية»، اما بالنسبة الى زهراء السالم من البحرين فأشارت الى حبها « للقرية الايرانية  التي تشتري منها السجاد والبراويز والمعلقات  الجدارية»، مضيفة ان «المعروضات في القرية أرخص سعرا من خارجها». في المقابل قال أحمد سالمين من الامارات «زوجتي تصرّ على الذهاب الى القرية العالمية لشراء الفضيات اليمنية والعسل اليمني، فالفضيات اليمنية عريقة بتصاميمها التي هي أشبه بأنتيكات قديمة». اما بالنسبة له فقال «أنا عاشق للسجاد الافغاني المميّز يرسومه وألوانه»، في الوقت الذي أشارت فيه مشاعل محمد من الكويت الى أنها  تحب «الحلي الهندية والشالات الكشميرية، لذلك تعدّ القرية الهندية وجهتها الاولى».


 ساري وكشمير
منارة باهو من الهند قالت «الساري موجود بكثرة في أسواق الامارات لكنه ليس بالجودة نفسها الموجودة في الهند». وأضافت، أنها تقصد القرية الهندية لسببين: ولهما «حنيني إلى وطني. وثانيا شراء الساري الجيد منها. مشيرة الى ان «المحال في القرية الهندية حريصة على جلب بضاعة مميّزة، واسعارها أرخص بكثير من المحال الاخرى خارج القرية العالمية».


وأضافت إلى كلامها شقيقتها زانا قائلة «الكشمير سعره في القرية الهندية أرخص بكثير من خارجها ايضا،  ناهيك بأن البائعين يعطوننا الاسعار الحقيقية لأننا من الهند، ولا يساوموننا»، مشيرة الى ان لديها صديقة عربية  تأتي معها دائما لتشتري الشالات الكشميرية بأسعار هندية وليست اماراتية. اما زاكر كان فقال « احب الذهاب الى القرية الهندية لأنها تذكرني بوطني وعائلتي هناك، هذا لا يعني عدم الشعور بأن دبي وطني ايضا،ولكن الهند شيء مختلف».مؤكدا انه يزور القرية «ليس  للتسوق فقط بل لتبادل أخبار الوطن مع الباعة وأصحاب المحال».


 هي قرية جمعت القارات الخمسة، وتؤكد قيم المؤاخاة والتسامح بين الناس، وتزيل الغمامة السوداء ولو للحظات عن أعيننا، فهم بحاجتها مواطنين ومقيمين، وسينتظرونها في كل عام الى ان يصبح العالم كله كالقرية العالمية في دبي.

تويتر