«تقنية الإغراق» تكشف معاملة لا إنسانية في «غوانتانامو»

 

   تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات لاذعة من  منظمات إنسانية وحقوقية، على خلفية سوء معاملة الجنود الأميركيين للمعتقلين في العراق وأفغانستان ومعتقل غوانتنامو.
  وتستخدم وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي أيه» أساليب مثيرة للجدل في عمليات الاستنطاق، ومحاولة إجبار المتهمين على الاعتراف بالتهم الموجهة إليهم. ومن بين هذه الوسائل كشفت مصادر أميركية عن أسلوب يستخدمه عملاء الوكالة، بموافقة الرئيس الأميركي جورج بوش، وتسمّى هذه الوسيلة بـ«تقنية الاغراق».
 وتصف المسؤولة في منظمة «هيومن رايتس ووتش» للدفاع عن حقوق الانسان، جوان مارينر هذه التقنية بأنها «تعذيب والتعذيب جريمة.» وأضافت ان «الذين سمحوا بهذه الجرائم يجب ان يحاسبوا امام القضاء»، مذكرة بأن محاكم عسكرية اميركية انشئت بعد الحرب العالمية الثانية، حكمت بقسوة على «جنود اعداء» كانوا ملاحقين بتهمة ممارسة تقنية الاغراق على أسرى اميركيين. وفي سياق متصل، كانت بريطانيا قد عارضت طريقة معاملة المعتقلين في غوانتنامو البالغ عددهم 275 سجينا.
 
 وشكك المدعي العام البريطاني السابق، اللورد غولد سميث في شرعية المحاكم العسكرية التي أقامتها واشنطن لمحاكمة متهمين «غير أميركيين». ويرى غولد سميث أنه من السهل التشكيك في شرعية هذه المحاكم، الأمر الذي يجعل صدقية الولايات المتحدة في خطر.
 ويقول محللون إن سوء معاملة المعتقلين قد ادى إلى احتقان في العلاقات بين لندن وواشنطن، خاصة بعد الكشف عن الملابسات التي رافقت التحقيقات مع معتقلين بريطانيين في غوانتنامو.
 وفي هذا الصدد، قال المعتقل البريطاني بنيام محمد إنه تعرض للتعذيب أثناء التحقيق معه من طرف محققين أميركيين  في المغرب. ويؤكد محامو محمد أن صحته الذهنية قد تدهورت، وأن احتمال لجوئه إلى الانتحار وارد جدا.
  ويذكر أن الولايات المتحدة قد أطلقت أربعة معتقلين بريطانيين، بعد ضغوط كبيرة مارستها الحكومة البريطانية والمنظمات الحقوقية.
 يذكر أن وكالة الاستخبارات قامت بإتلاف أشرطـة فيديو تحوي مئات من ساعات التحـــقيق مع اثنين من كبار المشتبه في انتمائهم إلى القاعدة، مما أثار ردود فعل غاضبـــة من طرف أوساط سياسية وديبلوماسية.
 وفي ذلك قال البروفيسور في جامعة جورج تاون، مارتـــي ليدرمان، ان «التغطية أسوأ من الجريمة، وهم (الاستخبــارات الأميركية) يعــرفون ذلك. لا بد أن هذه الأشرطة كانت تحوي دليلا وحشيا على ممارسات إجرامية حقيقية».
 
 وأوضح ليدرمان، «أقصد التعذيب بالإغراق في الماء بالتأكيد، حسبما ذكرته التقارير الصحافية وجون كرياكو، أحد موظفي وكالة الاستخـــبارات السابقين.

 وإذا كان لي أن أخمّن، فإن تلك الأشرطة قد أتلفـــت لأن الاتهامات بإعاقة العدالة بسيطة جدا مقارنة بالاتهام بارتكاب جرائم حرب.»

 

تويتر