أقول لكم

محمد يوسف


أرجو أن يسمح لي الأخوة الذين لم يرق لهم ما كتبته حول «القيادة بطيش وتهور»، تلك التهمة «الهلامية» التى تحتمل كل مخالفات الدنيا، فالحق لابد أن يقال، وهو - أى الحق - يفترض أنه «ما يزعل» كما يقول المثل، بل على العكس، أنتم يجب أن تكونوا سعداء، لأن هناك من ينبهكم إلى خلل يحدث في شوارعنا، رغم أن غضبكم ليس في مصلحة هذا الشخص الذي أغضبكم، ونحن لسنا في الثمانينات، حيث لا يسمح بكتابة كلمة واحدة عن الشرطة، فذلك الزمان انقضى بحلوه ومره، وهذا زمان تسمع فيه الكلمة، وتبحث، ويؤخذ بها إن كانت فيها مصلحة عامة أو منفعة محققة أو مظلمة مرفوعة. 


وأتذكر شخصاً «كانت تربطني به علاقة معرفة قوية، وكان مسؤولا «عن دوريات المرور قبل 20 عاما»، يعرف مكان سكني ورقم سيارتي، وأصبح متخصصاً «في إرسال الدوريات لمنحي المخالفات بعد كل مرة أكتب فيها عن خلل ما في الإدارة التى يتبعها، أما بعد أن توقفت عن الكتابة وابتعدت، قليلاً، عن الصحافة، فالويل والثبور وعظائم الأمور لي ولكل من أذهب لأنجز له معاملة أو أنهي إجراء»، فما يتم إنجازه في ساعة لا ينجز في أسبوع، وما يمكن أن يتم عبر توقيع، توضع أمامه العراقيل، وتصبح الموافقة عليه مخالفة للقوانين والأنظمة. 


أما مدير إحدى إدارات الشرطة يومها فقد أصر على أن أذهب لمشاهدته، وهو يقف على تقاطع مزدحم في السابعة صباحا، وقد ذهبت بأمر من المسؤولين عني في الصحيفة حتى لا «يزعل» صاحبنا أكثر مما هو «زعلان» بسبب تساؤلي عن عدم رؤيتنا لضابط الشرطة عند التقاطعات في الصباح الباكر، حيث ذروة الازدحام وكثرة الحوادث، ومع المشاهدة تلقيت محاضرة «قيمة» في الجهود التي تبذل والمشاق التي يتعرض لها رجال الشرطة، ولم ينس أن يعطيني درساً في أصول العمل الصحافي ودوره في إبراز الإنجازات!! 


ونعود إلى موضوعنا الحالي، وأكثر ما أستغرب منه هو أن الذين بيدهم الأمر تجاوبوا مع ما ذكرت حول «القيادة بطيش»، وضرورة توصيفها الوصف الصحيح، والذين اعترضوا ليسوا إلا من أولئك المسؤولين التنفيذيين، وهذه صورة تعكس الواقع الجديد الذي نعيشه، وهي معبرة عن مدى تفهم أصحاب القرار للرأي وحق التعبير، استنادا إلى أن «التطور والإصلاح لا يمكن أن يتحققا دون نقاش»، ولهذا نكرر طلبنا من الذين لهم وجهة نظر في «القيادة بطيش» أن يوضحوا وجهة نظرهم كحقيقة ونص قانوني.
 

 myousef_1@yahoo.com

تويتر